سادتي لا يعنينا الكثير عدم قيام حكومة عبدالرحمن الخضر بأولويات الخدمات من ماء نظيف وصحة بيئة ونقل نفايات، ولن يضير الشاة سلخها كعقاب احمق بعد ذبحها. لن نتضعضع بسبب عدم قيام حكومة عبدالرحمن الخضر بمسؤولياتها تجاه مواطني توتي، ولكن يعنينا كثيراً ان تعلموا بحقائق ما يجري على الارض منذ ان وافقتم على مطالب سكان توتي التي رفعها الاخيار والمتمثلة في تشييد كبري توتيالخرطوم والمصادقة على الإمتداد السكني والزراعي، والشاهد ان الكبري تم تشييده بحمد الله والامتداد الزراعي كذلك، ولكن الامتداد السكني ما يزال مجمداً مثله مثل تعويضات ملاك الاراضي التي سيقام عليها كوبري توتيالخرطوم بحري، وكنا نقترح ان يتم تعويض المتضررين في كافوري مربع 1 أو 2 أو حلة حمد اومناطق الصالحة جوار المطار الجديد، ولكن لم يتم اي شئ في هذا الخصوص. ان هذا المجتمع التواتي وما يحمله من تطلعات قد ذبح وتفرق دمه في اعناق مسؤولي الولاية، يشهد بذلك واقع الحال ولكن توتي باقية ومئذنة مسجدها ذي الثلاثمائة عام باقية وشامخة يصدر منها الأذان للصلوات كل يوم، وسيعرف من لا يعرف متى تنفجر براكين الاصالة والوحدة التي تنتفي معها الإشاعات المغرضة التي تزعم ان اهل توتي كلمتهم متفرقة، وسيعجبك التواتة يومها مثلما أدهشوا الإنجليز في عام 1946 ذلك اليوم البطولي المشهود والمعلق على جباه سكان توتي الأصلاء ، وسيتدفق العقل الجمعي لكافة اهالي توتي صغيرهم وكبيرهم فلها ما شاءت قيادة ولاية الخرطوم ولنا ما نشاء اهل الحق والارض بعد ان انقطع عشمنا وتبددت احلامنا وتلاشت مشاريعنا خلف التعليمات الخفية لولاية الخرطوم، ولكن تلك الايام نداولها بين الناس . ان المرء ليقف مندهشاً او قل متحيراً مما يجري حوله حتى ليظن بأن دنيا ذات قيم ومعايير جديدة اتت للوجود خارج ما نعرف وبعيداً عما ضرب في جذورنا..الناظر لولاية الخرطوم او خرطومنا الذي نعرفه ونعرف ولاته او قل محافظيه منذ عهد ماكنتوش الى والينا الحالي، او قل افندينا كما يحلو القول عند الاتراك ...منهم من ادار ولايته «الخرطوم» بقانون الدولة ومنهم وهؤلاء قلة من ادارها بقانون مزاجي من الأوائل نذكر طيب الذكر معتمد الخرطوم العميد محمد عثمان محمد سعيد رحمه الله رحمة واسعة، فقد استمع للمواطنين وحمل هموم الناس ودافع عن قضاياهم ونقل لفخامة الرئيس مطالب مواطني مدينة توتي، ونحن نحفظ له ماقدم من عمل صالح ولا ننساه ابداً وجزاه الله عن امته خير الجزاء . ان توتي كانت وستبقى توتي واكتساب النهضة الحضارية المعمارية والتخطيط والتقنين للاراضي وان كانت هاجساً مشروعاً يحق لنا ان نهم به بيد انه ليس امراً عاجلاً وهو مقدور عليه ان لم يكن اليوم ففي الغد، وان لم يكن في عهدكم ففي عهد تالٍ، وستبقى توتي ضاربة بجذورها المجتمعية وقيمها الطاهرة وعبق تاريخها شامخة وان تجاهلتها ايدي التمدن، فالقيم المعرفية والاجتماعية والاصول التكافلية والاخلاقية لايمكن بناؤها عبر الابراج وغابات الاسمنت التي عجت بها الخرطوم وضواحيها لن تجعل من سراة الليل سقراط المعرفة . ان مطالب مواطني توتي محددة ومعروفة ، نريد التنمية والخدمات، وان تعاملنا حكومة ولاية الخرطوم بمثل ما تعامل به بقية اجزاء ومدن الولاية . نريد من والي الولاية ان يعتذر عن اتهامه للمطالبين بحقوقهم من سكان توتي لانه في حقيقة الأمر لم يجلس معهم ولم يناقشهم، وضرب بينه وبينهم حجاباً وحجراً محجورا، وهو نهج يؤسف له حقاً لأن العلاقة بين الحاكم والرعية وفي كل العهود الطبيعية تقوم على التفاكر والتشاور، وليس البعد والتعالي .