سيدي الرئيس أنا المواطن برعي الجيلاني من مواطني مدينة توتي، أكتب اليك هذه الرسالة نيابة عن أهلي وزملائي وعشيرتي وجيراني بعد أن علمنا حقيقة نوايا حكومة ولاية الخرطوم تجاه سكان هذه الجزيرة العريقة، نحن أهل توتي بتاريخهم العظيم نحافظ على تراثنا وقيمنا وأصالتنا لا نستجدي ولا نركع لغير الله، ولا نهمل حقنا وممتلكاتنا ضيعة يتجاذبها مسؤولو ولاية الخرطوم، ونحن نعيش ذاك التاريخ القريب حينما اعتلى المنصة وزير الإسكان آنذاك عبد الوهاب عثمان، وفرحنا ونحن في رحاب اجتماع نظمته قيادات اللجان الشعبية بنادي توتي الثقافي قبل بضعة أعوام تداعينا اليه تحت بنود معالجة أراضي توتي ودراسة مستقبل الشباب مثل أية مجموعة في الولاية نالت حظها من التخطيط والامتدادات السكنية وتسجيل مساكنها ملكاً حراً دون فرق تحسين في مدينة توتي، ليخاطبنا وزير الإسكان بأسلوب استفزازي ويؤكد بالقول أن أي شخص يريد تسجيل منزله يحضر منفرداً لي في مكتبي ويدفع رسوم تسجيل خمسون دولاراً عن المتر المربع الواحد، ثم ينفرط العقد وتتعالى الصيحات ليحسمها السيد مندور المهدي نائب الدائرة الآن بألا نتحدث عن المتاع الدنيوي ونهتم بالمسائل العقدية، وقد قطع هذا الحديث أنفاسنا وأعاد لنا شريط عزة وفخار حينما كان من بين شبابنا وحتى أئمة مساجدنا من استشهد دفاعاً عن الشريعة السمحاء، قال ذلك الكلام وهو الآن نائب عن دائرة توتي في المجلس الوطني ولم يزرها حتى الآن ولم يشارك في اي مسعى لمعالجة قضايا مواطنيه. وحتى اليوم يتكرر شريط الاستهزاء بأهلنا محس توتي أهل العلم والمعرفة ومدرسة القرآن التي احتضنت كل شباب الولايات الذين وفدوا للتزود بالقرآن الكريم، فصاروا جزءاً منا نفتخر بهم، ومن مظاهر ذلك التجاهل أن والي ولاية الخرطوم الذي يجوب كل أحياء الولاية لم يزر مدينة توتي طوال فترة توليه منصب الوالي، وهو يعلم ان اهل توتي منحوه اصواتهم، فهل جزاء الاحسان إلا الإحسان؟ ومن مظاهر التجاهل أن معتمد محلية الخرطوم الحالي اعلن قبل ستة اشهر اعادة تأهيل بعض المواقع المتعلقة بمد شبكة المياه من فائض محطة المقرن، ولكن للأسف الشديد لم تنجز المحلية وعدها ومازالت مشكلة المياه مستمرة، ومن مظاهر الاهمال ان الولاية قررت تحفيز سكان عدد من أحياء الخرطوم مثل بري واللاماب وغيرها، وذلك باعتماد أراضيهم الزراعية على النيل أراضي استثمارية، فيما ترفض طلبات سكان توتي الذين يريدون فقط ان تعاملهم الولاية اسوة بالآخرين، ومن مظاهر الإهمال ان كل أحياء الخرطوم تحظى بالخدمات المتكاملة ماعدا توتي، وقد اتضحت تلك الحقائق خلال الإفطار الجماعي الذي نفذته اللجان الشعبية بولاية الخرطوم في التاسع من رمضان الجاري بنادي توتي الثقافي، ويكفي دليلاً كاشفاً لحقيقة تجاهل الولاية أن كتيب إنجازات ولاية الخرطوم في عهد الخضر وعمر نمر لم يحو أي انجاز يخص تطوير مدينة توتي أو إشارة الى خدمات تم تقديمها، وهو أمر يؤسف له كثيراً حينما يترصد الحاكم بعضاً من مواطنيه بدلاً من خدمتهم، إن توتي أُهملت إهمالاً كبيراً من والي ولاية الخرطوم وجهل عليها، ولعل ذلك التجاهل سمة لم يتداولها قبله من الولاة من لدن محمد عثمان محمد سعيد وبدر الدين طه والمتعافي، وعبد الرحمن الخضر الذي كتبنا له أكثر من مذكرة وسعت كل مجموعات سكان توتي للتفاكر معه في كل المستويات رجال أعمال وخدمة مدنية وقوات نظامية ومهندسون ومخططو مدن وشخصيات توجيه وشباب مثقف ومتعلم ومتحضر وكل أولئك وكل المكاتبات وكل الوفود، لم تفتح أذن الوالي الخضر للإصغاء لقضايا توتي تجاهلاً وعدم اعتراف ومناورة يخفيها، ويقول إنه لن يكمل تشييد كوبري «توتي بحري» ليس لدراسة أو إمكانات مادية، وإنما لأنه يريد أن ينزع أرضنا منا بثمن بخس، أو يراهن على الزمن، فيتعبنا العجز وعدم القدرة أو الخوف أو التردد أو المزايدة لتسقط روما بكل محتوياتها، ونحن يا سيدي الرئيس مواطنون من الدرجة الأولى نسكن مدينة تاريخية كل أرضها ملك حر لا يستطيع الوالي أخذ شبر منها دون إرادتنا، ونحن حقاً لا نحتاج إلى الكوبري ولا نخشى الفيضانات ولن نستجديه لمدنا بمعاول، فإن كانت إرادة حكومة السودان أن تشطب توتي من خريطة ولاية الخرطوم، فإننا باقون في جزيرتنا عزاً وكرامةً.