الخرطوم: فاطمة رابح لندن: وكالات : قال رئيس كتلة الحركة الشعبية في البرلمان وزعيم الأغلبية اتيم قرنق، ان القرارات التي أصدرها الرئيس سلفا كير ميارديت باقالة نائبه رياك مشار واعفاء الحكومة، واحالة الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الحاكم باقان أموم الى التحقيق، وتجميد نشاطه في الأمانة العامة، صائبة ومطلوبة ودستورية، معتبرا أن النص الدستوري يعطي الرئيس حق اقالة نائبه، رغم أن النص يتحدث عن أن تعيين واقالة نائب الرئيس يتم عبر ثلثي أعضاء البرلمان، موضحاً ان تعيين مشار لم تتم مناقشته في الحزب من قبل لغياب المؤسسية، محملا الأمين العام للحركة باقان أموم بأنه وراء افقاد الحزب للمؤسسية. وقال قرنق ل»الشرق الأوسط» :ان باقان وقيادات الحركة هم من أعطوا الرئيس نفسه في الحزب حق استخدام سلطات الحزب لانعدام المؤسسية»، مشيرا الى أن الحركة الشعبية كانت فيها ثلاث مجموعات في الفترة الماضية، الأولى لرئيسها سلفا كير، وأخرى بقيادة نائبه رياك مشار، والثالثة يقودها أموم، وقال ان مجموعة مشار وباقان، الى جانب ربيكا قرنق أرملة مؤسس الحركة الدكتور جون قرنق، أعلنت من خارج مؤسسات الحزب أنها تسعى للترشح في منصب الرئيس في الانتخابات القادمة، وأضاف: «لذلك سبقهم سلفا كير بقراراته التي أعلنها باحالة باقان الى التحقيق وتجميد نشاطه.. بمعنى أنه تغدى بهم قبل أن يتعشوا به»، وتابع: «اذا انقسم الحزب الآن فهو أفضل لنا حتى لا نحمل جراحا لا تندمل لفترة طويلة ويصيب الحزب الترهل والفساد أكثر مما هو موجود». واعتبر قرنق أن مظاهر الوجود الأمني في جوبا أمر طبيعي في دول العالم الثالث لتأمين المناطق والمؤسسات الهامة وحتى لا تحدث فوضى من البعض الذين يسعون الى الانفلات، مستبعدا لجوء القيادات المبعدة الى استخدام العنف كوسيلة لرفض القرارات، وقال: «من يذهب الى الحرب في هذه الدولة لن يحكمها اطلاقا»، واصفا الذين يتحدثون عن أن التنافس في قيادة الحزب والدولة له علاقة بالخرطوم بأنهم «يرقصون خارج الدائرة»، وقال ان «هذه محاولات لتشويه قيادة الحركة ولارادة الجنوبيين، ومن يعتقد أن سلفا يقوم بهذه الاجراءات لأجل خاطر عيون الخرطوم فهو لا يعرفه». وقال شهود عيان ،ان جوبا شهدت منذ اعلان قرارات سلفا كير أخيراً، مظاهر أمنية مكثفة، وأضاف الشهود أن مبنى التلفزيون والاذاعة وضعت أمامه سيارات محملة بالسلاح والجنود وأن اجراءات التفتيش الشخصي شملت العاملين ومراجعة هوية كل من هو داخل الى المبنى، وأكدوا على أن الاجراءات الأمنية شملت مواقع كثيرة، خصوصا أمام مجمع الوزارات ومبنى البرلمان والطرق الرئيسية. ويتوقع أن يعلن رئيس البلاد سلفا كير في الأيام القليلة المقبلة نائبا، وبرزت تكهنات بأسماء كثيرة من أمثال جيمس واني ايقا رئيس البرلمان، والدكتور رياك قاي المستشار السابق للرئيس عمر البشير ونائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم قبل انفصال جنوب السودان. وقالت المصادر ان كير بعد تعيين نائبه سيتشاور معه في تشكيل الحكومة الجديدة. وفي السياق، عبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها العميق ازاء المخاطر التي تحدق باستقرار دولة جنوب السودان بعد قرار الرئيس سلفا كير ميارديت باقالة نائبه رياك مشار وأعضاء حكومته ونواب الوزراء، وعدد من عمداء الشرطة والجنرالات بجانب اعفاء الأمين العام للحركة الشعبية باقان اموم. ودعت الخارجية الامريكية، في بيان صحفي لها، جميع الأطراف الى الحفاظ على الهدوء ومنع العنف، وناشدت حكومة الجنوب بتشكيل حكومة جديدة بسرعة وشفافية ، وابان البيان ان الولاياتالمتحدة تشجع جنوب السودان للقيام بذلك بطريقة تعكس تنوع شعب جنوب السودان، داعية الجنوب لاحترام دستورها الانتقالي والمثل الديمقراطية. واشار البيان في الوقت نفسه الى التحديات الخطيرة التي تواجه الدولة،ولفت البيان الى اهمية بقاء جنوب السودان وفيا للرؤية التي وضعها لنفسه قبل عامين عند حصوله على الاستقلال، وشدد على ان تلك الرؤية لا يمكن أن تتحقق الا من خلال الالتزام المستمر بالديمقراطية والحكم الرشيد والعدالة والمساءلة واحترام سيادة القانون وحقوق الانسان لجميع شعب جنوب السودان. إلى ذلك يعلن رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت حكومته الجديدة في غضون ساعات قليلة قادمة وتتكون من «19» وزيرا بينهم وجوه شبابية تدخل الحكم لأول مرة . وقالت مصادر مأذونة ل«الصحافة »، ان ابرز المرشحين لمنصب نائب الرئيس هما برنابا بنيامين وزير الاعلام سابقا ورئيس المجلس التشريعي جيمس واني ايقا ، لكنه رجح برنابا لموازنات قبلية باعتباره من النوير التي ينحدر منها نائب الرئيس المعزول الدكتور رياك مشار. من جهته، اعتبر القيادي بالحركة الشعبية يوهانس موسي فوك، ابعاد مشار والتحقيق مع باقان من شأنه اشعال النيران اكثر، وان تؤدي الي انقسامات داخل الحركة الشعبية، وابدي خشيته علي مستقبل دولته، مطالبا في الوقت نفسه بالتروي والحكمة.