تحالف سياسي بدا شبه مبرم بين شريكي اتفاق الشرق «المؤتمر الوطني وجبهة الشرق» بعد أن طوى المسرح السياسي عبر الانتخابات الماضية كثيراً من بنود اتفاق الشرق خاصة في تقاسم السلطة والثروة، وأفرزت وضعاً جديداً حدا بأطرافه للاتفاق قبيل الانتخابات على معادلة سياسية جديدة تحافظ على الاستقرار الذي تحقق بالشرق وتواصل مسيرة التنمية التي انطلقت في ولايات الشرق عبر صندوف تنمية الشرق الذي افرزته اتفاقية الشرق، وقد قضى الاتفاق بانسحاب مرشحي الشرق في الانتخابات الماضية لصالح دعم مرشحي المؤتمر الوطني لإنجاز مهمة اتفاقية الشرق المقبلة. وبدأ شركاء اتفاقية الشرق منذ توقيعها في العام 2006م بين الحكومة وجبهة الشرق أكثر انسجاماً وتناغماً لإنجاز بنودها في محاور السلطة واقتسام الثروة، والترتيبات الأمنية التي أزاحت التوتر الأمني والقبلي بعد أن وسم الحياة العامة في الشرق لأكثر من عقدين، مع تدهور خدمات التنمية وحياة الإنسان. ولكن الشراكة الجديدة في الشرق التي انطلقت لم تخلُ من بعض المصاعب والخلافات حيث انقسمت الاحزاب والتنظيمات المكونة لجبهة الشرق وتفرقت شذراً، ليحمل مؤتمر البجا الفصيل الرئيسي في الجبهة لواء الشراكة مع المؤتمر الوطني، بعد اتفاق تم إنفاذه في محاور مختلفة اسفر عن تحقيق الكثير من الإنجازات ووجد الرضاء في شرق السودان، مما حدا بقيادات الحزب على مستوى الرئاسة والولايات تجديد الاتفاقية الأخرى وتجميد وسحب مرشحي الحزب لمنصب الوالي في الولاياتالشرقية الثلاثة عبر شراكة تمت مع المؤتمر الوطني في إطار استحقاقات التحول الديمقراطي وفق اتفاقية سلام الشرق والسلام الشامل. حيث أكد الأستاذ موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر البجا بأن حزبه قد اجمع على مواصلة الشراكة والاتفاقية مع الوطني بعد النجاحات التي تحققت من تعزيز للتنمية في الشرق وبناء إنسانه وتسيير الخدمات، لذا حرص الحزب على اتفاقية أخرى مماثلة بعد عدة لقاءات تمت ومشاورات بين قيادة الحزبين تمخضت إلى رؤية موحدة تهدف إلى شراكة قادمة، وقال موسى بان رغبة قواعد حزبه وطموح مواطني شرق السودان نحو مسيرة التنمية دعت قيادة الحزب لإنفاذ رغبة قواعده بالتحالف والتنسيق مع المؤتمر الوطني. فيما أكد الأستاذ عبد الله كنه نائب رئيس مؤتمر البجا، بأن حزبه أقدم على الشراكة مع الوطني وفق الحوار الذي تم في المركز والولايات حتى تتنزل الخدمات برداً وسلاماً على إنسان الشرق، بعد أن أصبحت التنمية عنواناً بارزاً لتطور إنسان الشرق، وقال بأن حزبه يدرس حواراً عبر رؤية موحدة لتطبيع العلاقة بين موسى وإيلا وبيتاي وموسى حتى تشارك الفصائل والقيادات في المرحلة القادمة التي يدعم فيها الحزب مسيرة التنمية. فيما أكد الأستاذ صلاح باركوين الناطق الرسمي للحزب أن فشل جبهة الشرق كحزب سياسي زرع عدم الثقة في مكونات الجبهة حتى جاء فصيل مؤتمر البجا وساعد في المضي لاتفاقية الشرق وفق المحطات الدولية والاقتصادية والسياسية فكانت مبادرات الحزب نحو رؤية سياسية وواقع تنموي واقتصادي قادم دون الرجوع للملفات القديمة وأوضح بأن حزبه يملك آليات كافية لاتخاذ المواقف السياسية وقضايا الشرق وفق الاتفاقية التي أبرمت بعد أن أسس صندوق إعمار الشرق بكلفة ستين مليون دولار لمدة خمسة عشر عاماً أفسحت المجال للتعاون مع المانحين الدوليين للمبادرات مع عدد من الدول، وقال إن ما تم إنفاذه لمشاريع صندوق إعمار الشرق لم يتعدَ 25% بعد أن تعسر التمويل من قبل الدولة حيث تم رصد سبعين مليون دولار من جملة المبلغ المتفق عليه، وأشار باركوين بأن حزبه قد اجمع على تحالف وتنازلات في المرحلة القادمة عبر شراكة مع الوطني لتباشر عملاً تنموياً قادماً وتعزيز للوحدة بعد أن أجمع أبناء الشرق على دعمها بموقف تاريخي وهذا ليس ببعيد على الحزب وهو احد صناع الوحدة بالسودان حيث يرى باركوين أن إنفصال الجنوب عن الشمال بداية لتفكيك وانفصال الشعب عن الشمال والجنوب، واضاف «أن لابد من الوحدة التي سعى لها الراحل دكتور جون قرنق وهو ذات صلة وعلاقة مع الحزب إبان الكفاح المسلح ودائماً يسعى لوحدة السودان وأفريقيا وهو قد ترك رسالة للحركة والعمل من أجل الوحدة» مشيراً إلى أن حزبه سوف يصطحب رؤية قرنق وإنفاذها لانها شعار جاذب ورؤية ثابتة، مشيراً إلى أن حزبه قد اعد برنامجاً كاملاً وطموحاً يصطحب فيه قضايا اولها سلام دارفور والشراكة القادمة مع الوطني. فيما يرى الدكتور محمد المعتصم أحمد موسى رئيس الحزب بولاية القضارف بأن حزبه قد قدم رؤية لتحالف عريض مع الوطني والقوى السياسية على مستوى الدوائر التي قاد فيها الانتخابات ودخل الحزب في مفاوضات واسعة وعميقة مع الحزب الحاكم انتهت لصيغة تسمح بمشاركة فعالة للحزب في كافة أجهزة السلطة التشريعية والتنفيذية على المستوى المركزي والولاياتالشرقية الثلاثة ويجري التشاور لإعلانها في غضون أيام، وأضاف المعتصم للمشاركة القادمة تعتبر أكثر فعالية لا سيما وأن السودان يواجه تحديات في سبيل وحدته التي أتى الوقت للتعامل مع قضاياه الكبرى وتجاوز الدوافع الذاتية وصولاً للغايات العليا وتعزيز السلام وتفعيل الآلية المناط بها، وقال المعتصم أن المشاورات حول السلطة قد قطعت شوطاً كبيراً مع القيادة العليا للحزب في الوصول إلى صيغة لمشاركة الحزب في الاستحقاق القادم. إذاً هي رؤية سياسية قادمة تمضي بشريكين أساسيين للولايات الشرقية الثلاثة، وتحمل آمالاً عراضاً نحو واقع اقتصادي وتنموي قادم تعزيزاً ووحدةً لإنسان الشرق الذي عانى لفترات ماضية من ويلات الحرب ويطمح أن يستقر به الحال والمآل إلى غدٍ أفضل يستوعب ما تحقق من الاستحقاق الديمقراطي حيث يتصدر المؤتمر الوطني ومؤتمر البجا سدة الحكم في الولاياتالشرقية بعد الاتفاقية التي تمت بينهما.