: ٭ في اتصال هاتفي بأحد الإخوان، وبعد السؤال عن حاله وأحواله والاطمئنان عليه، تنحيت بالحديث وجهة أخرى مستفسراً عن الاقرباء القريبين منه رحمياً بمنزلة الساكن بالنفس، وجغرافياً ب «مساحة» «الجار بالجنب». ٭ لكن كان صادماً أن جاء صوته مجيباً بكل الفرح والفخر أنه «بحمد الله» لم يعد يصلهم ويواصلهم الا في الواجب الواجب، أما زيارات السلام والسؤال عن الحال المتفاوتة والمتباعدة عل« قلتها فهذه قد تم شطبها من قائمة أولوياته، ولم تعد واردة في حساباته. ٭ وعلى طريقة الواثق من قوله، يلتمس لتصرفه هذا والمرفوض جملةً وتفصيلاً العذر، بأنه ما عادت الناس التي نعرفها ترحب بالأهل، فضلاً عن الضيوف «من الأصدقاء، أو عابري السبيل» والذين رفعوا من قائمة الاستقبال منذ وقت ليس بالقريب. ٭ وليت الأمر منهم يقتصر على «عدم الترحيب»، إذ أنهم فوقه لا يوفرون لك عرضاً ولا يصونون لك سيرة، فكثيراً عندما يزورهم وهو يهم ب «توديعهم» ورجله على «عتبة» الخروج ما يسمع منهم العبارات الجارحة «الزول دا ما نافع» «وما عندو شغلة». وهل هذا وقت زيارة؟! ٭ لتحل هذه العبارات السيئة، مكان أقوال رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام :«استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك»، و «استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه»، مستبدلين «الذي هو خير بالذي هو أدنى»، فبئست المبادلة، والمفاضلة، كمن باع دينه وأخرته بدنياه، ومؤثراً الفانية علي الباقية. ٭ فهل حضورك للتواصل معهم يذكرهم، أو بالأحرى يجعل لهم حق افتراء المساوئ فيك، وفي غيابك على الأقل لن تسمع ما يسيء إليك، في مواقف وصلت إلى شبه المواجهة؟ وعلى فرضية «زد غباً تزدد حباً» فهل هنا كثرة الغياب عن رحمك تزد كرامتك حفظاً؟ ٭ لا وألف لا فهذا مفهوم خاطئ، وإن أخطأ الموصول فليسامح الواصل، «والذي ليس هو بالمكافئ»، حتى لا نحكم عليهما بأن «ضعف الزائر والمزور»، وليكن منهج التسامح على طريقة الشاعر المقنع الكندي: إن الذي بيني وبين بني أبي ٭٭٭ وبين بني عمي لمختلف جدا أراهم إلي نصري بطاءً وإن ٭٭٭ هم دعوني إلي نصر أتيتهم شدا إذا أكلوا لحمى وفرت لحومهم ٭٭٭ وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا ٭ وقبل كل ذلك وبمناسبة العيد، وهو مساحات تواصل وتصافٍ وعفو وسماح، أدعوكم لأن نفتح صفحات جديدة وبيضاء «لا شية فيها»، وغير مقطوعة ومستمرة. ٭ بأن نتق الله في أرحامنا لقوله تعالى «.. واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام» الآية، «وأن نصل أرحامنا وإن قطعونا، وأن نحسن إليهم وإن أساءوا إلينا، وأن نحلم عنهم وإن جهلوا علينا، إن فعلنا ذلك فكأنما نسفهم الملّ الحار أي «الرماد الحار»، ومازال معنا من الله ظهير عليهم ما دمنا على ذلك.»، ولأنه «لن يدخل الجنة قاطع رحم». أو كما جاء عنه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.