مدخل إفترضتك لون أساسي يمنح اللوحة إزدواجية القراية ويفتح الضوء بين خطوط الريشة والخط الإضافي الجاي من شبكية الزول البشاهد عبر هذه الأبيات من قصيدة شهيق للرائع عاطف خيرى دلفنا لعالم الفنان التشكيلى خالد عوض، وكان هذا الحوار الذى لم يكتمل حول تجربته ومشواره فى شارع الفن التشكيلى ومعرضه الحالى عيون دارفورية والذى تستضيفه صالة قاليرى بلادى بالطائف، وأنت فى حضرة أعمال هذا الفنان المبدع يداهمك احساس عميق بالصور المختزلة فى اعماقه وهى تتداعى فى لوحات زاهية الحضور والاناقة.... مهلا دعونا نقترب من تجربته التشكيلية عبر هذه الإفادات التى نثرت بعض الضوء على كواليس حياته وفنه .. مابين الرصيرص ومدنى سؤالنا الأول فى هذا الحوار القصير كان الميلاد والنشأة يقول خالد عوض وهو يرسم لنا تلك المرحلة من حياته : ( ميلادى كان بمدينة الرصيرص بالنيل الازرق ثم انتقلت الاسرة الى حي المزاد فى مدني وهناك التحقت بمدرسة المزاد الابتدائية ثم الى فريني المتوسطة و السني الثانوية وبعد ذلك انتقلت الى كلية الفنون الجميلة حيث تخرجت في عام 1995 تخصص مطبعة). أول رسمة برنسه وأول هدية علبة ألوان ويكشف خالد عن ملامح علاقته الحميمية باللون والرسم بالقول ( قد يبدو من الصعب تذكر تفاصيل تلك العلاقة ولكني اذكر جيداً وأنا بالمدرسة الابتدائية بدأت في الرسم وأول هدية طلبتها كانت علبة الوان شمع ،في هذه المرحلة كنت اجد التشجيع من والدتي السيدة كلتوم حسين نصر وكنت أهتم بتعليق الصور التي ارسمها على جدران الغرفة، أول رسمة كانت عربة بوكس تايوتا (البرنسه) وتواصل المشوار من خلال الالعاب في فترة الاجازة الصيفية في مرحلة المتوسطة اخذ إهتمامي يزداد بفن الرسم وشاركت في العديد من المناشط المتعلقة بالفنون، واذكر وأنا في الثانوي التقيت بفنان يدعى (عثمان الحبوب) وهو رسام وعازف متميز على الاورغ وقد اهديته علبة الوان حتى يعيرني آلة الاورغ والتي احب العزف عليها ،ولعبت الصدفة دوراً آخر في حياتي حينما سكن معنا في نفس الحي فنان آخر يدعى (كرنقو درع سعيد) وهو من اشهر الرسامين الذين عرفتهم مدينة ودمدني وتعلمت على يده الخط العربي بكل أنواعه وخلال هذه المرحلة تكثف نشاطي واستفدت كثيراً من توجيهات (كرنقو) وعملت معه خلال العطلات المدرسية في محله بمدني حى المزاد، ونحن في هذا المقام لابد من إشارة الى التشجيع والدعم الذي وجدته من خالي شريف محمدين والذي كان يقدم لي الكثير من النصح خلال زيارته لنا) لهذا السبب اخترت دراسة الفنون والتخصص فى المطبعة وعن أسباب اختياره للدراسة بكلية الفنون الجميلة يقول (كان من المفترض ان التحق بكلية الشرطة لأنها توفر فرص عمل مريحة وكان اختياري للدراسة بكلية الفنون بتشجيع من خالي وصديقى نجم الدين سعيد بابكر ،وحينما زرت الكلية وتعرفت على اقسامها المختلفة ترسخت قناعتي الذاتية بأني سوف ادرس دراسة مفيدة والحمد لله اجتزت اختبار القدرات وهو شرط اساسي للقبول وضمن دفعتي الكثير من أبناء مدني وكانت البداية الفعلية والرسم الجاد من خلال الورش واتقان فن الرسم وتعلمنا من الذين سبقونا في دخول الكلية الكثير من الاشياء المفيدة، وكانت الدراسة في السنة (عامة) تشمل ابجديات الخط والنحت والخزف والتصميم وهى اساسيات الاقسام وكانت رغبتي في السنة الثانية بداية التخصص (التلوين) ولكني غيرت رغبتي بعد القبول وانتقلت الى قسم المطبعة لاسباب تتعلق بالمادة وعدم ثبات المنهج وقسم المطبعة يتيح للطالب الالمام بالتصميم الايضاحي والتصوير الفوتوغرافي الى جانب عمليات الطباعة. والغريب في الامر وأنا بهذا القسم كنت امارس فن التلوين وبلغت مراحل متقدمة في التلوين المائي وشاركت في اول معرض فردي لي بقسم التلوين 1992 بتشجيع من جمعية الرسم ولفتت اعمالي إنتباه رئيس قسم التلوين آنذاك الاستاذ (جلي) والذي ابدى اعجابه باعمالي وبالمعرض وحثني على الاستمرار في التلوين وبعد التخرج مباشرة حصلت على فرصة تدريب في مجال التصميم الصحفي بجريدة قلب الشارع. أول معرض جماعى بصالة الفرنسى وعن ميلاد معرضه الاول يقول خالد (فكرت في إقامة أول معرض لي 1996 بمشاركة زميلي الفنان سيف اليزل وكان عبارة عن معرض نحت وتلوين وبصالة المركز الثقافي الفرنسي وتم افتتاحه على يد الراحل الاستاذ بسطاوي (بغدادي) وهو من اوائل عمداء كلية الفنون الجميلة، وبعت 4 لوحات في المعرض منها لوحة اقتناها البروفيسور (شبرين) وقطعة أخرى للملحق العسكري الايطالي (انجلو) وجميع تلك الاعمال كانت عبارة عن لوحات مائية وايضاً اقتنى احد موظفي (Undp) لوحتين وبعدها اقمت اول معرض فردي شخصي بالمركز الثقافي الفرنسي 1997 وتم افتتاحه على يد الملحق الثقافي الفرنسي ،وبعد ذلك شاركت في معرض جماعي اقيم على شرف وداع مدير شركة شل الفرنسية ونظمه الملحق العسكري الايطالي المستر (انجلو)، وبعد ذلك شاركت في معرض ثلاثي الى جانب الفنانين عبد المنعم عبد الله حمزة صاحب قاليري (بلادي) ومحمد المعتصم الصاوي بالمتحف القومي، في عام 2003 شاركت في ورشة عن السلام بالمركز الفرنسي الى جانب مجموعة من الفنانين منهم الفنان عتيبي، شرحبيل احمد، احمد الشريف عبود، وعبد المنعم عبد الله حمزة، وتيسير عبد القادر سالم وسليمة بعد ذلك كونا مجموعة ( أفراب) وتعني افريقي عربي وضمت مجموعة من الفنانين وأقمنا معرضاً جماعياً بالفرنسي بالخرطوم بمناسبة وداع مدير المركز الثقافي الفرنسي، وكان ذلك المعرض مدخلاً لمعرضنا الثاني بفندق هيلتون الخرطوم، وبعد ذلك توقفت لبعض الوقت عن الرسم لانشغالي بعملي في مجال التصميم الصحفي. عيون دارفورية فى قاليرى بلادى وحول معرضه الحالى يضيف خالد (الفكرة نبعت في اطار محاولتي للخروج من حالة روتين العمل الصحفي وبدأت في الرسم خلال ايام الجمعة وجدت التشجيع والمساندة لاقامة المعرض من عبد المنعم حمزة وعزمي حسن خالد وعندما بدأت الاعمال التي انتجتها في التبلور بصورة واضحة وجدت تشجيعاً اضافياً من رئيس القسم الفني زين العابدين محمود ومن الزملاء بالصحيفة واطلع مدير التحرير الاستاذ حسن البطري على الاعمال التي انجزتها وعرض علىَّ فكرة إقامة المعرض وبالفعل اتاح فرصة لقاء الاستاذ سيد هارون بحضور رئيس التحرير الأستاذ النور احمد النور. وافق السيد هارون على رعاية المعرض وخلال شهرين استطعت إنجاز نحو (16) لوحة واقترح الزميل التقي محمد عثمان اسم عيون دارفورية للمعرض ووجد ذلك صدى بنفسي وهذا العرض يجسد خلاصة ذكرياتي ورحلاتي الدراسية الى دارفور ولولا هذا الدعم والتشجيع لما رأى المعرض النور وتم افتتاح المعرض بحضور انيق في السادس من مايو الجاري وشرفه الاستاذ علي مهدي ورئيس ومدير التحرير الصحافة الى جانب خالي شريف محمدين ووجدت أعمال المعرض الإشادة والثناء من الحضور وسوف ينتهي المعرض غداً وسوف يكون هذا المعرض بداية لمعارض أخرى قادمة انشاء الله)