: ٭ بات فى حكم المؤكد أن السيول التى اجتاحت عدداً من المدن السودانية وعلى رأسها ولاية الخرطوم أفرزت مخلفات عدة بدأت آثارها تظهر جلياً للعيان على الرغم من الحديث الذى أدلى به الدكتور مأمون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم بأن الوضع تحت السيطرة. والسيطرة هذه فى اعتقادى تقارير على الورق فقط وليس فى الواقع الذى يعيش فيه المتضررون جراء «الكارثة» التى المت بهم، فلا يعقل أن تنهار اكثر من «25» دورة مياه انهياراً كاملاً بالحاج يوسف لوحدها فى وسط المياه الراكدة لعدة ايام دون ان يتسبب ذلك فى امراض تصيب المواطن «وهذه الاحصائيات وفقا لمواطنين يقطنون ذلك الحى» فليس من مصلحة المواطن قول ذلك، بل بالأحرى على الجهات المسؤولة أن تتحمل مسؤوليتها لدرء الوضع الكارثى الذى سيلحق ضرراً بالغاً بالأسر. كما أن بعض أحياء بالثورة ايضاً وفقاً لافادة مواطنين شهدت انهيار أكثر من «100» دورة مياه، وأيضا الى الآن نسمع أن الوضع تحت السيطرة، والمواطنون يناشدون الجهات المسؤولة القيام بواجبها تجاههم تحسباً لوبائيات مقبلة. ٭ والذى يؤكد أن ما ذهبنا اليه بأن الوضع تحت السيطرة ما هو الا تقارير فقط، هو أن وزير الصحة يقول إن عمليات الرش لمدة يومين فقط تكلف «8» مليارات جنيه ولم يقل «كلفتنا»، مما يعنى أنه لم يتحرك الى الآن، بل التكلفة المكتوبة على الورق تقول ذلك، إذن فإن الوبائيات والإسهالات في طريقها إلى المواطنين خاصة الأطفال. ٭ وما نود قوله هو أنه مع تراكم النفايات وانهيار المراحيض «دورات المياه» واستمرار ركود المياه وتنبؤات الإرصاد بهطول أمطار وسيول مقبلة، فلا أعتقد أن الوضع سيكون تحت السيطرة خاصة مع ظهور جيوش الذباب هذه الأيام بصورة مزعجة وملفتة للنظر منذ السادسة صباحاً وحتى المساء الذى يتسلم فيه البعوض دوره ليلاً، فلم تسلم الأسر نهاراً من الذباب ولا ليلاً من البعوض، ومازالت النفايات والمياه راكدة دون استجابة، ودونكم كافة أحياء ولاية الخرطوم «والوضع الآن تحت السيطرة». ٭ أقول إن السيطرة التى تعارفنا عليها هى أن تمتلك زمام الأمر وتؤدى واجبك على أكمل وجه حين حلول الكارثة، وليست تقارير تكتب وتذاع عبر الإعلام. وأعتقد جازماً حينما يطلع المواطن على ذلك الحديث سيصاب بالذعر ويندهش وهو يعيش أزمة حقيقية فى وحل وغرق، ويتوقع انفجار الوضع الصحى بين ليلة وضحاها في ظل توالد البعوض والذباب وامتناع عربات النفايات عن القيام بدروها، والمياه مازالت راكدة.. فهل بعد هذا من قول؟