القضارف تشيع (صياد الفيلة) وحفيد الزاكي طمل القضارف : عمار الضو شيعت مدينة القضارف الفقيد أحمد طه الزاكي طمل الذي يعتبر آخر أحفاد قائد الثورة المهدية الزاكي طمل بعد عمر ناهز ال (102) عاما قضاها مقيما بحي الأسرى بمدينة القضارف حيث شارك الفقيد في الحرب العالمية الثانية ضمن قوات المحور وحارب الطليان والألمان كما شارك في معركة سيناء وطبرق وهو من قدامي المحاربين الذين خاضوا حرب القلابات في المهدية بالأسلحة البيضاء، بجانب مشاركته في الحرب العالمية ثم انتقل للعمل بسلاح المهندسين بالقوات المسلحة لفترة من الزمان بعد تشبعه بروح الوطنية والحرب والقتال. ويعتبر حفيد الزاكي طمل احمد طه من اكثر وأقدم المحاربين بولاية القضارف حيث يقطن حي الاسرى الذي سمي نسبة لحجز اسرى المهدية فيه من قبل الانجليز، ويقول ابنه طه ان والده الراحل اشتهر بحب الوطنية وروح الجهاد ويعشق الصيام وعلاج المرضى بالأعشاب كما عرف بزراعة الحدائق مضيفاً بأنه شارك في الحرب العالمية الثانية ثم انتقل ليعمل سائقاً للسيارة (الميركان) بمجلس ريفي جنوبالقضارف اذ كان يقوم بترحيل المعلمين الى صعيد القضارف وعرف بقيادة الآليات الثقيلة لتشييد الحصائر والسدود عبر القريدر، وأضاف ابن الراحل بان والده ظل متمسكاً بالثورة المهدية وظل يحتفظ بجلباب جده من عينة (جناح أم جكو) بجانب الحربة والدرقة والسيف وهي تجسد رمزية المجاهدين والجنود السودانيين الذين اشعلوا الحرب وطردوا الطليان. وكشف طه بان والده كان يشتهر باصطياد الفيل وحده للاستفادة من العاج وبيعه للخواجات حتى صار محبوباً لديهم ويستنجدون به لمعرفة اماكن وجود الافيال في السودان لممارسة عملية الصيد حتى جنوب الدندر، ويواصل طه الحديث عن والده الذي احتفظ بذاكرة قوية حتى مماته نظراً لحفظه القرآن الكريم الذي لم يغيبه عن الوعي رغم بلوغه ال (102) عام بجانب مداومته على صيام ثلاثة أشهر متتاليات (رجب شعبان رمضان) ولم يرحل وهو طريح الفراش وقد ظل ممسكاً بعصاته بيده اليسرى و(الملود) بيده اليمنى ويقوم بنظافة الحي ومدارسه من حشائش الخريف رغم ان ابناءه يخفون منه ادوات النظافة للحفاظ على صحته نظراً لكبر سنه كما ظل يتفقد شقيقاته الخمس سيراً على الاقدام ثم يغسل ملابسه ويكويها وحده على الطريقة الانجليزية (الكسرة) والمهدية. وقال طه بأن والده ترك له سراً لم يخفه وهو يقوم بعلاج بعض الامراض عن طريق الاعشاب من الازهار والأشجار التي يغرسها مثل (مرض أم البنيه والجروح) وكان احد المرضى الذين تداووا على يده قد كشف بانه ظل يبحث عن علاج وسط الاطباء لأكثر من ستة أشهر ولم يكتب له الشفاء إلا على يد الراحل وظل الفقيد احمد طه الزاكي طمل محتفظاً بصداقاته وعلاقاته مع زملائه منذ المهدية خاصة الناظر عبد الله بكر. غبيش ... من يصنع الإحتقان؟ غبيش: عمر عبدالله تعتبر محلية غبيش بولاية شمال كردفان سابقاً وولاية غرب كردفان حالياً من أغنى المحليات حيث تأتى بعد النهود مباشرة من ناحية الإيرادات وذلك بفضل الثروة الزراعية والحيوانية والبشرية التى حباها الله بها من أبل وماعز وضأن وفول سودانى وصمغ عربى ودخن وحب بطيخ وأسواق تعج بالنشاط التجارى الضخم ورغم استهداف الحركات المسلحة لها مرات عديدة إلا أن مدينة غبيش شهدت تطوراً مضطرداً بفضل مواطنيها ويقف شاهداً عليه المعمار الحديث فى المبانى الحكومية ومنازل المواطنين وإزدحام شوارعها بالسيارات بمختلف اشكالها واحجامها ولكن رغم كل ذلك الثراء الواضح إلا أنها ظلت تعانى من قصور وتردٍ فى الخدمات. (الصحافة) كانت حضوراً لحدث يعتبر ظاهرة وهو تمسك مواطنى غبيش بالمعتمد الحالى النور كبير والمدير التنفيذى للمحلية موسى على ابراهيم. وشهد المسجد العتيق بغبيش تجمهرا كبيرا للمواطنين بمختلف اتجاهاتهم معبرين عن تمسكهم بهم ومنددين بالذين يعملون على تنحيتهم. حيث تحدث (للصحافة) المواطن محمد إسماعيل حسين الشهير (بباريس) قائلاً ان غبيش ومنذ عهد المعتمد الاسبق الفاتح عزالدين قبل عدة سنوات لم تشهد اى مجهود فى مجال التنمية والخدمات وحتى المشاريع التى نفذها بدأت فى الانهيار بفضل السياسات الخاطئة للذين تعاقبوا من بعده حتى جاء المعتمد الحالى والذى استعان بالمدير التنفيذى موسى على ابراهيم ورغم قصر فترتهما التى لم تتجاوز العام إلا أن مجهودهما ظاهر للعيان فى مجال المياه والكهرباء وضبط الايرادات حيث قطع العمل فى مشروع الشبكة الداخلية للمياه شوطاً بعيداً وشهدت غبيش استقراراً فى الامداد الكهربائى وحققت ايرادات المحلية فائضاً بقدر بحوالى 350400 الف جنيه شهرياً بعد أن كانت صفرا فى السابق وهذا بعد الصرف على الفصل الاول مرتبات وتسيير المحلية واداراتها مما مكنها من تنفيذ مشاريع تنموية، وقال (باريس) رغم ذلك المجهود المبذول من المعتمد والمدير التنفيذى إلا أن هنالك تحركات من بعض الذين يدعون بأنهم مؤتمر وطنى لابعاد المعتمد وبالتالى المدير التنفيذى لاشياء لا علاقة لها بالمصلحة العامة وهمهم السيطرة على ايرادات المحلية وإهدارها فى الترضيات والمجاملات وهذا ما تم حسمه عبر السياسة المالية المنضبطة التى اتبعها المعتمد عبر مديره التنفيذى، واكد (باريس) يأنهم سيواصلون احتجاجهم وسيخرجون فى مسيرة لو دعا الامر وقال انهم وضعوا الامير عبدالقادر منعم منصور وامين الاتصال التنظيمى بالوطنى فى الصورة وافهموهم بأنها رغبة المواطنين وسنكون وفدا لمقابلة الوالي فى هذا الامر. المواطن محمد علي عبدالله قال رغم اننا التزمنا بالتصويت للمؤتمر الوطنى إلا اننا جنينا الندم وذلك بفرض نوع من المسؤولين والموظفين همهم انفسهم فى المقام الاول ومنهم من لا يتناسب دخله وراتبه مع مستوى الحياة التى يعيشها والمنازل والسيارات التى يمتلكها ويحدث هذا تحت اعين كل من يهمهم الامر ما سبب الغبن البائن لدى المواطن الذى يعانى من تردى الخدمات وقصورها رغم ثراء المحلية ولكن بعد ان تولى المحلية من يعرف قدرها ويخاف الله وجد من يضعون العراقيل امامهم نتيجة لاغلاقه كل المنافذ التى يتم من خلالها اهدار المال العام للمصالح الشخصية وهى فئة ادمنت نهب موارد المحلية ولان الفطام صعب قاموا بتوجيه هجومهم نحو المعتمد والمدير التنفيذى للتخلص منهما ليخلوا لهم الجو لاستباحة المحلية مرة اخرى ولكن هيهات فالآن غبيش على قلب رجل واحد حكومة ومعارضة إلا من ابى. وتحدث المواطن محمد عبدالرحيم قائلاً بحرقة كيف لمحلية تمتلك كل تلك الإمكانات والثروة ان تظل مستشفاها بهذا السوء ومدارسها التى شيد اغلبها الخيرين آيلة للسقوط واسعاف معطل وآخر فى الطريق بينما يتمتع بعض الموظفين فيها بالمنازل الفاخرة والسيارات وعندما يسخر الله لها من يحاول استعدال الصورة المقلوبة يجد الحرب من الفئة القليلة الفاسدة مما سبب الاحتقان والغبن بين المواطنين وناشد المسؤولين ان يستجيبوا لنبض المواطن الذى لا يخطئ وذلك بترك المعتمد والمدير التنفيذى ليواصلا مسيرة العطاء التى وجدت الاستحسان من الجميع بما فيهم اغلب اعضاء المؤتمر الوطنى لتعم الفائدة المحلية والولاية وبالتالى الوطن اجمع. جولة (الصحافة) واستطلاعها المواطنين على اختلاف مشاربهم اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بان غبيش قد بدأت تصحو لتسير على طريق التنمية فقط إذا تفهم إولي الامر قضيتهم العادلة ومطلبهم القابلة للتحقيق وذلك بترك المعتمد والمدير التنفيذى ليواصلا مسيرة التنمية وتحجيم الانتهازيين الذين تسببوا فى إهدار إيرادات المحلية الغنية وتعطيل التنمية فيها على مدار سنوات خلت. مواطن يشكو تجاهل صندوق المعاشات بالنيل الأبيض كتب: عبدالخالق بادي ناشد المواطن أحمد إدريس (الذى كان يعمل خفيرا بالتعليم بالدويم صندوق المعاشات بالنيل الأبيض بإنصافه، جاء ذلك خلال زيارته لمكتب الصحيفة بالنيل الأبيض، حيث اشتكى من عدم إحتساب الصندوق لمعاشه لمدة ثماني سنوات، حيث ذكر بأنه بدأ العمل منذ 1983م. وقال ان إدارة الصندوق بالولاية أضاعت له حقوق الخدمة من 1983 م وحتى 1991م، وحسبت الفترة فقط من 1991م وحتى 2010 م، وأضاف بأن الفترةالتى لم تحتسب تقدرحقوقها المالية بأربعين ألف جنيه. المواطن المذكورأعلاه قال انه تعرض لظلم كبير من الصندوق ولا يريد غير حقوقه، وقد سلم مكتب الصحيفة صورة من خطاب إنهاء الخدمة الصادر من وزارة التربية والتعليم بولاية النيل الأبيض 28/9/2009 حيث جاء فيه بأنه قد بلغ السن القانونية للمعاش حسب فترة الخدمة التى بدأت فى 14/9/1983م وانتهت فى 1/1/2010م ، وهذا الخطاب يؤكد أن خدمته إمتدت ل27 عاما وليس 19 عاما كما احتسب صندوق المعاشات. (الصحافة) تتمنى أن تجد هذه المناشدة الاهتمام من صندوق المعاشات بالولاية والمركز، خاصة أن هذا المواطن طرق أبواب بعض المسؤولين مرات عديدة إلا أنه لم يجد الإنصاف، وهناك العديد من الشكاوى التى ترد للصحيفة عن معاناة المعاشيين مع صندوق المعاشات. تنظيم سوق نيالا .. تشريد مئات العاملين نيالا : عبدالرحمن ابراهيم تنظيم سوق نيالا بولاية جنوب دارفور التى قادها معتمد بلدية نيالا عبدالرحمن حسين قردود الحق ضررا ببعض العاملين بالسوق الذين اشتكوا التشريد الذى لحق بهم على حد زعمهم اذ صاروا بلا موقع بعد ازالة محالهم التجارية ولفت عدد من المتضررين الى انهم يعيلون اسرا تعتمد علي مداخيلهم وبين المتضررين افراد قادمون من الاسواق الفرعية للمدينة التى اجتاحتها عمليات الفوضى والنهب لممتلكاتهم فى وضح النهار. وفى سياق متصل اقدمت محلية بلدية نيالا فى خطوة تعتبر الاولى من نوعها رغم علمها بهشاشة الامن بالاسواق الطرفية بالمدينة الا انها قامت بعمليات جرف وازالة لمحال الباعة المتجولين كافة بحجة تنظيم سوق المدينة حتى يصبح واجهة للمدينة يعكس وجهها الحضارى بجانب فتح الممررات المائية التى اغلقها الباعة بالردميات والحواجز الترابية خاصة الخور الذى يتوسط السوق لتجد الفكرة قبولا من بعض اصحاب الدكاكين الكبيرة وبعض المارة بالسوق بينما لم تجد رضى اخرين فضلوا الحديث بسخط وغضب تجاه ما اقدمت عليه البلدية اذ يرون انها ساهمت فى تشريد الالاف من الباعة المتجولين واصحاب الدرداقات. وقال احد المتضررين ويدعى ابوعيسى انه نازح من احد المعسكرات وكان يعمل تاجرا قبل ان تتعرض منطقته للحرب والتشريد فقدم الى معسكر دريج ولكن حياة المعسكرات التي لا تطاق دفعته للعمل باحد الاسواق الفرعية الذي تعرض لعمليات نهب وحرق فلم تسلم بضاعته فاضطر للعمل بالسوق الكبير ولكنه فوجئ بان هنالك عمليات ازالة وطرد للباعة المتجولين من السوق فاصبح محتارا لايعرف اين يذهب حتى يكسب ما يعيل به اسرته التى ظلت تنظر الاعانات غير الكافية. ويذكر ان عمليات الازالة تضرر منها اكثر من عشرة آلاف تاجر وصاحب درداقة معظمهم من النازحين وضحايا الحروب القبلية الذين نزحوا الى نيالا تجار القطاعى ضاقت بهم السبل بعد ان فقدوا ممتلكاتهم ولجأوا الى السوق لكسب لقمة العيش الحلال وقالت سلوى هلال رئيسة سوق النساء ان عدد النساء الموجودات بلغ اكثر من (250) امرأة واغلبيتهن مطلقات وارامل معتمد محلية نيالاجنوب عبدالرحمن حسين القردود المحامي قال ان الهدف من التكسير تنظيم السوق وإظهار الوجه الحضاري لمدينة نيالا منوها إلي وجود 10 اسواق بديلة لاستيعاب تجار القطاعي وغيرهم من الذين لم يحظوا بمواقع، عدد من التجار والباعة المتجولين اشاروا في حديث (للصحافة) إلى أن حكومة الولاية عجزت عن توفير الامن بقلب السوق وتساءل هؤلاء عن سبب اخفاق الحكومة في توفير الامن بالاسواق الطرفية متهمين الحكومة بقيادة حملة لتشريد العاملين بالسوق، فيما حذر البعض بان ابعاد البعض ربما دفعهم الى الجريمة او الانضمام للحركات المسلحة الى ذلك الحق عدم فتح المصارف مبكرا جملة من الاضرار الفادحة على التجار بسبب تلف البضائع. حكاية مدينة عروس الرمال ذكريات الخريف وماضٍ تولى الابيض الرشيد يوسف بشير تتميز الابيض بخصوصيتها وسحرها الخاص فالمدينة تقع في وسط كردفان على ارتفاع حوالى 650 مترا عن مستوى سطح البحر، وتمثّل أرضًا مُنخفضةً تكثر فيها موارد المياه، وترتفع الأراضي من حولها تدريجيًا، ما ساعد على تجميع المياه في هذا المنخفض وأدّى بدوره لقيام تجمّعاتٍ سكّانيةٍ كبيرةٍ. أطرافها تحيط بالمدينة التلال على شكل قوسٍ يمتدّ من الأطراف الغربية إلى الشمالية ويُرجّح أن موضع المدينة كان معمورًا ومليئًا بالأشجار الكثيفة من السدر والهجليج والدّليب وغيرها، وكثرة الأشجار حاليًا تدلّ على أن المكان الحالي كان غابة كثيفة غنية بالحياة النباتية والموضع الذي تقوم عليه المدينة عبارة عن منطقة فسيحة تقطعها المجاري المائية الجافّة التي تمتلئ بالمياه في شهور سقوط الأمطار. تُعتبر الأبيض من أهمّ المناطق العمرانية في السودان. وهي مركز تجاري ومصب لإنتاج الغرب المُتمثّل في الصّمغ العربي والقطن والحبوب كما انها سوق لتجارة الماشية والإبل والأغنام. ليس هناك تاريخ مُعيّن يتحدّد به منشأ مدينة الأبيض قبل الحكم التركي عام 1821م، ولكن من المعتقد أنّ منطقة المدينة الحالية كانت تشتمل على مجموعة من القرى مبنيةً بالقش، وكلّ قرية منها مُنفصلة عن الأخرى. وكان سكّانها يحصلون على المياه من المكان الحالي لمركز المدينة، اما بالنسبة للمعالم السياحية فبها الكثير من المناطق الزراعية مثل الملبس وحدائق البان جديد وخزان ود البقة وبنو العيارة وام حراز ومنطقة جبل كردفان حديثا وهذه كلها مناطق سياحية وزراعية جميلة من حيث الزراعة والروعة واجمل فصول مدينة الابيض هو فصل الخريف حيث تكتسي الارض بالخضرة وكذلك الجبال ونجد الشبورة تغطي رؤوس الجبال في مشهد يجسد سحر الطبيعة. اللافت هذه الايام حركة المواطنين ورحلاتهم الى جبل كردفان والبانجديد وغيرها من روائع الوديان ويوجد بالمدينة متحف شيكان الملئ بالاثار التاريخية النوبية وغيرها من الاثار الاخرى كما يوجد بها مستشفيات السلاح الطبي والشرطة والمستشفى العام و مستشفى الامن الوطنى خلاف المستشفيات الخاصة، وبها مجمع لحوادث الاطفال ويوجد بها مطار دولي، ويشكل الصمغ العربي ما يعادل 80% من انتاج العالم وهي مركز لتوزيع الثروة الحيوانية للسودان والعالم العربي. ومدينة الابيض تلك العروس الحالمة التي طالما كانت في ابهى صورة واجمل طلة خاصة في فصل الخريف ودائماً ما يتشوق اهل المدينة بلهفة لفصل الخريف للاستمتاع بروعة مناظرها ونسيمها العليل ونقاء هوائها تتميز الابيض بنسيج اجتماعى فريد اذ توافد اليها التجار والمستثمرون فجمعت كل سحنات وقبائل السودان من الشرق والغرب والجنوب والشمال فتصاهروا وتمازجوا فكان انسان الابيض وان كانت كل مدن السودان الكبيرة قد شهدت مثل هذا التشكيل الرائع الا ان الابيض تفوقت بفضل ازدهار التجارة فازدهر الادب والشعر والرياضة والتعليم. لم تكن الجاليات الاجنبية بعيدة عن مدن ومواقع الاستثمار لان التجارة والمال تجلب الانسان دون قيود للاوطان مجازا.... فوفدت الى الابيض جاليات كثيرة منها الشامية التى انشأت حيا وناديا عرف بالنادى السوري ولازال اهل المدينة يتذكرون سمير واولاد فاضل نادر بقيادة قابى اما الهنود فلهم حي جوار السوق الكبير وكانت دكاكينهم العامرة بكل البضائع تزين شارع جمال عبدالناصر الذى كان انظف واجمل شوارع السودان والهنود بالسارى المميز وباصاتهم التاتا تنقل اطفالهم صباح مساء لمدارس كمبونى ومن رموزهم عم ارتين ومحلات هنكلى وجلاتلى وحبيب شاشاتى الذى كان لاعبا مميزا بمريخ الابيض ثم الارمن والاغريق والخواجة بنيوتى صاحب الجبنة الشهيرة بقرية كازقيل التى سمى عليها ابنته (كازقيل) واليهود والانجليز والحى البريطانى الذى يعتبر اليوم الانموذج فى النظام والتخطيط بمدينة الابيض ويتذكر الناس محلات ابونجمة وابوثلاث نجوم اكبر سيوبر ماركات فى ذلك الزمان والفرنسيين ومحلات نيكولا ابوديك الشهيرة واليمانية ودكان وطعمية اليمانى والاستراليين والخواجة كرياكو (شدة كرياكو) صاحب الابار الشهيرة شمال الابيض والذى كان متعهدا لمدارس خورطقت الثانوية.. والاخوة الاقباط هم طائفة سودانية ساهموا فى تشييد المدارس وكل اعمال الخير فهم جزء اصيل من تاريخ هذه المدينة حيث اسسوا مدرسة النهضة المصرية واستاذ الاجيال وليم نسيم وخرجت هذه المدرسة اجيالا واجيالا الان قادة البلاد ولهم كنيسة بحى الاقباط بالقبة ومن رموزهم العم برسوم ملطى وعبده باشاى وعزمى جريوس وموريس وفصيح رفعت باسيلى وجوزيف مكين رافت ونشأت بقطر حبشى ادوار ايوب والعم عيدو ورومانى وناجى رزيقى وفائق وغيرهم كثر من اثروا وجدان المدينة تجاريا واقتصاديا وحتى رياضيا كشنودة ورومانى وعادل وعلاء عيدو وبطه وغيرهم مما دعا الى انشاء قنصلية مصرية كانت تعمل حتى مطلع التسعينات ولازال مبناها قائما بالحى البريطانى بالابيض ...فالامان والالفة هى التى تصنع البيئة الصالحة للاستقرار. احدث وجود الجاليات بالابيض الكثير فقد تفتحت عيون اهل عروس الرمال على حضارات الشعوب وثقافتها التى منحتهم التفوق فى التواصل والذوق والنظام ومحبة كل جميل. فهل تعود الجاليات بعلمها وخيراتها الى ديار كردفان مرة اخرى وهل يعود لوجه الابيض بعض القها القديم؟ خطة لتوعية الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالإيدز كسلا: الصحافة أكد مولانا عبدالله محمد درف وزير الصحة بولاية كسلا أهمية المناصرة والدعم لرفع الوعى الصحى للفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض الإيدز، جاء ذلك لدى مخاطبته بقاعة الشرطة اجتماع المناصرة والدعم للتدخلات وسط الفئات الأكثر عرضة الذى نظمه برنامج مكافحة الإيدز بالولاية بالتعاون مع منظمة أصدقاء السلام والتنمية بحضور الباشمهندس احمد حامد موسى رئيس المجلس التشريعى، والأستاذ محمد طاهر سليمان معتمد محلية تلكوك وعدد من القيادات التنفيذية والتشريعية بالولاية وأشار الوزير الى أهمية دعم القيادات وصناع القرار بالدولة داعياً الى تضافر الجهود لمكافحة مرض الإيدز، ومعالجة المشاكل والتحديات التى تواجه تنفيذ برامج المكافحة، وتطرق الى استراتيجية الوزارة التى تهدف الى تثقيف المجتمع وتوعيته للتقليل من الوصمة والتمييز بين المصابين بالأيدز، ودعم حقوق المصابين للتعايش مع المجتمع دون تمييز، واكد الوزير أهمية التمسك بالدين الحنيف لتفادى الإصابة بالمرض لأنه مرتبط بالسلوك، وأشاد بدعم حكومة الولاية لبرامج ومشروعات الصحة. واستعرضت الإستاذة اشراقة الامام منسق برنامج الإيدز بالولاية الخطط والبرامج التى ينفذها برنامج المكافحة، وقالت ان الورشة تستهدف القيادات التنفيذية، والتشريعية، وممثلى المنظمات، ومنظمات المجتمع المدنى لدورهم فى المناصرة والتدخل لتقليل الوصمة للمصابين بالمرض بجانب توعية المجتمع بالإضافة الى أهمية أخذ العلاج للمصابين، واشادت بدور الوسائل الإعلامية فى توعية المجتمع بمخاطر الإيدز. إيقاف الهلال الأحمر ببورتسودان.. تساؤل واستفهامات بورتسودان: محمود ود أحمد قررت حكومة ولاية البحر الاحمر تجميد عمل جمعية الهلال الاحمر بالولاية، الا أن القرار لم ينفذ. ومن جانبها التزمت الجمعية الصمت ورفض مسؤولوها الحديث للاجهزة الاعلامية، مشيرين الي ان الجمعية ليست مخولة بالإدلاء بأية معلومة حول قرار الحكومة بتجميدها، الا ان ابوابها مفتوحة للجميع. «الصحافة» اتصلت بالمدير العام للمنظمة بالخرطوم فصمت هو الآخر عن الكلام المباح، غير ان القرار شكل رأياً عاماً ببورتسودان، في الوقت الذي رحبت فيه الحكومة بدخول المنظمات الاجنبية والعالمية في البلاد بعد الكوارث الاخيرة، حيث جاء التوجيه من النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان طه لوزير الخارجية علي كرتي. وعرفت جمعية الهلال الاحمرالسوداني بين وصيفاتها من بقية المنظمات والجمعيات الانسانية في ولاية البحر الاحمر بإغاثتها المتضررين ووقوفها معهم في المحن والكوارث التي ألمت بالولاية، وكان آخرها اغاثة متضرري درديب وجبيت في اعقاب السيول التي ضربت المنطقتين حسب حديث المواطنين ل «الصحافة»، ليأتي قرار الاغلاق من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية بولاية البحر الاحمر الجهة المختصة والراعية للجمعيات والمنظمات الطوعية بالولاية بمثابة الصدمة للأهالي قبل منسوبي الجمعية. الصادق المليك الناطق الرسمي باسم حكو مة الولاية قال في تصريح ل «الصحافة»» إن القرار جاء على خلفية التناقض بين مكتب الهلال الأحمر والوزارة بالولاية وكان لا بد من وقفة ومناقشة الامر مع الامين العام لجمعية الهلال الاحمر بالخرطوم، وقال المليك إن القرار يأتي في اطار تنظيم عمل الجمعيات الطوعية وطريقة الاداء، نافياً وجود اية مشكلات بين حكومة الولاية والجمعية. ومن جهة أخرى وعلى ذات الصعيد علمت «الصحافة» ان بعض الجهات المختصة وبعض سلطات الولاية تسعى هذا الايام من أجل حل المشكل، خاصة أن القرار لم ينفذ بعد. واستبعد أمين سنادة الصحافي والمحلل المعروف تنفيذ مثل هذه القرارات خاصة في ظل حكومة يديرها منسوبو حزب المؤتمر الوطني، وقال سنادة ان اهل البحر الاحمر اعتادوا على مثل هذه القرارات غير المدروسة ولا تستند إلى مواد قانونية، ودائماً ما تصدر هذه القرارات الخاطئة بحق منظمات تعمل في خدمة الانسان سواء في الريف او المدينة، وابدى سنادة اسفه علي مواقف حكومة ولاية البحر الاحمر التي ظلت تستهدف عدداً من المنظمات الانسانية عبر بوابة مفوضية العون الانساني في الولاية، وواصل امين حديثه ل «الصحافة» قائلاً ان تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة هو في حد ذاته تجاوز، فالقرار صدر عن وزارة الشؤون الاجتماعية، وكان الاحرى ان تصدر التصريحات عن الوزير. وناشد سنادة منظمات المجتمع الدولي إعانة انسان البحر الاحمر خاصة بعد قرار تجميد نشاط الهلال الاحمر بالولاية، علماً بأن انسان ولاية البحر الأحمر ظل يعاني ولسنين طوال من سوء التغذية والامراض المزمنة من درن وغيره من امراض الجوع، بينما تضيع حكومة الولايه الاموال على مهرجانات السياحة، بل وتتخذ القرارات في حق الجهات التي تقدم يد العون لإنسان المنطقة، محذرا من مثل هذه القرارات التي ربما تتسبب في إحداث فجوة غذائية حسب قوله. عدد من المثقفين من ابناء الولاية تداولوا الامر في مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين الى ان القرار جاء لأن مدير ورئيس جمعية الهلال الاحمر قام بأخذ إغاثات للمتضررين بمناطق درديب وجبيت، واعتبرت حكومة الولاية هذا الامر تجاوزاً، بدعوى ان الولاية هي المعنية بتسليمه للمتضررين بدرديب وجبيت وغيرها من بقية مناطق الولاية التي تضررت من السيول. وقال عيسى عبد القادر أحد قيادات منطقة هيا ل «الصحافة»: «إن جمعية الهلال الأحمر ظلت تقدم خدمات لأهل الريف خاصة غرب الولاية، ويشهد على ذلك مجتمع الولاية». وتساءل عيسى: «ماذا يعني لو قدم اي انسان من موقعه خدمة لاهله سواء أكان ذلك في المدينة او الارياف؟» وقال عيسى إن حكومة الولاية ظلت تسجل غياباً تاماً في أكثر من كارثه المت بالمنطقة، وعكس ذلك كانت جمعية الهلال الاحمر حضوراً ووقوفاً مع المساكين. وقال عيسى: «للأسف حكومة الولايه تدار بعقلية عقيمة، ولا توجد مؤسسية إطلاقاً في ادارة شؤون الولاية»، وتساءل الأستاذ حسن الطيب المحامي قائلاً هل توجد مادة في القانون تسمح للوزارة المعنية بالامر او حتي الوالي نفسه باصدار قرار يغلق جمعيه الهلال الاحمر؟ واشار حسن الطيب الى ان للجمعيات والمنظمات قانون يحكمها. وواصل حسان الطيب استفساراته عبر «الصحافة» قائلاً: «هل المصلحة العامة تقتضي إغلاق جمعية الهلال الاحمر أم تفعيل دورها؟ حامد إدريس النائب التشريعي بحكومة الولاية قال ل «الصحافة»: «في حالة حدوث أية كارثة بجنوبطوكر نجد الهلال الاحمر فقط بجانبنا في الوقت الذي تتهرب فيه حكومة الولاية من تقديم خدمات لاهل المنطقة». وقال حامد ادريس ل «الصحافة»: «نحن لا نستبعد هذه القرارات في ظل حكومة تحكم عبر مزاجية، وهذه السياسة متبعة منذ فترة، وغياب الحكومة حتى على مستوى الوالي عن الأرياف يعني أن حكومة الولاية لا تهتم بخدمة انسان الريف».
