قال مسؤول في الاممالمتحدة إن القرار المفاجئ الذي اتخذه السودان الأسبوع الماضي بإعادة سفيره لدى الأممالمتحدة عبد المحمود عبد الحليم «جاء بضغط من المبعوث الأمريكي الخاص سكوت غرايشن». ونقل موقع سودان تربيون عن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن غرايشن في زيارته الاخيرة للسودان الأسبوع الماضي، عبّر عن استيائه من التصريحات المنسوبة لعبد الحليم قائلاً إن تصريحاته لن تساعد على تحسين العلاقات بين البلدين. وكان عبد الحليم قال لصحيفة الصحافة إن حكومته طلبت توضيحاً من واشنطن بشأن التصريحات التي اطلقها غرايشن وهو يتحدث في اجتماع خاص مع الجنوبيين بأنه يعتقد أن الانتخابات الأخيرة التي أجريت في البلاد كانت «مزورة» و»منقوصة» ولكنهم يعترفون بها من أجل انتقال سلس إلى استفتاء 2011م، واضاف عبد الحليم: (إذا تأكدنا من صحتها فإننا سنأخذها من هناك، وينبني على ذلك الرد أن السودان سيحدد موقفه حيال ملاحظات غرايشن). وأشار المسؤول الأممي إلى أن تصريحات عبد الحليم تزيد من الضغط الذي يشعر به غرايشن في ضوء صراع يدور داخل الإدارة الأمريكية لسحب ملف السودان منه وتركه لوزارة الخارجية الأمريكية للاضطلاع به،مبيناً إن غرايشن بث شكواه لدى لقائه مع المستشار الرئاسي مصطفى اسماعيل الذي نقلها من جانبه إلى الرئيس عمر حسن البشير. وقال المسؤول الأممي إن وزير الدولة بالخارجية على كرتي ووكيل الوزارة مطرف صديق ،استخدما الفاكس لإيصال خطاب بصورة تجافي القواعد والبروتوكولات الدبلوماسية لابلاغ السفير بأن فترته انتهت،واضاف (إن كرتي وصديق لا يعتقدان أن غرايشن هو المبعوث المثالي بيد أنه بالنسبة لهما في ذات الوقت أفضل السيئين، ولذا لا يريدان قطعاً لموقفه أن يضعف حتى لا يضطلع بالأمر الصقور من أمثال هيلاري كلنتون وسوزان رايس)،وتابع المسؤول الأممي: (أنا على يقين بأن عبد الحليم يشعر كما لو أنه طعن في الظهر بعد كل ما أنجزه على الأقل شفاهة وأمام وسائل الإعلام، ولكنْ في نفس الوقت هناك أناس كثيرون جداً في الأممالمتحدة وداخل بعثته وفي بلاده كانوا يريدون له أن يذهب).