: حلت هذا الأسبوع ذكرى الراحل محمد عبد الحي، وكان في تخطيطنا أن نحتفي بهذه الذكرى، ولكن غياب الملف الثقافي لأسباب خارجة عن ارادتنا جعلنا لا نوفي بما يستحقه الشاعر والناقد الكبير. ولعل من حسن الطالع اننا سنشهد هذا العام الطبعة العربية من أطروحة محمد عبد الحي للدكتوراة التي قدمها لجامعة اكسفورد عن تأثيرات التراث والشعر الامريكي والانجليزي على شعراء الرومانتيكية العرب، والتي قامت الأستاذة الكبيرة عائشة موسى السعيد بترجمتها، وأخذ مركز عبد الكريم ميرغني على عاتقه مهمة القيام بطباعتها ونشرها على جمهور القراء.. وقد نهل القراء والدارسون منها، وسلخ البعض منها، وزينوا بها رسائلهم، وبعضهم اشار على استحياء إلى المصدر، وهو الطبعة الانجليزية - جامعة اكسفورد - وإلى الجهد الكبير الذي بذله محمد. ونشير هنا إلى أهمية توفير أعمال محمد التي انجزها في عمره القصير. فقد نكب في صحته وجسده عام 1980 وكان في منتصف ثلاثينيات عمره، وعاش حتى 23 أغسطس 1989 يعاني من المرض، ولكن كانت عزيمته أقوى، وكان قد نذر عمره للقراءة والكتابة حتى أيامه الأخيرة. استطاع محمد عبد الحي أن ينجز في الشعر العودة إلى سنار - السمندل يغني - حديقة الورد الأخيرة - الله في زمن العنف - وله قصائد لم تضمن في دواوينه. وكنا قد نشرنا له في الصحافة قبل سنوات قصيدة (الموت في الغربة) والتي شكك البعض في نسبتها إليه، ولكنهم عادوا إلى رشدهم.. واليوم ننشر قصيدتين من تأليفه أهداهما لقراء الصحافة القاص والباحث د. مصطفى مبارك الذي سينشر مقالاً عن صديقه الشاعر والناقد م. عبد الحي. وسنخصص محوراً داخل الملف الثقافي للكتابة عن محمد عبد الحي، ونأمل أن يضيف ما يكتبه نقادنا وكتابنا جديداً إلى معرفتنا لمحمد، وهذه الاشارة لابد منها خاصة ان الملف الشهير كان يعده لهذه الصحيفة د. محمد عبد الحي، ود. يوسف عيدابي، فهذا واجب «الصحافة» والوسط الثقافي ان يتجسد الوفاء لأحد رموز ثقافتنا..!