:وكالات: انقضى اسبوعان منذ أن قام سائق الشاحنة جورج والا بتحميل شاحنته بمواد البناء في ميناء مومباسا الكيني متجها إلى شركة في جنوب السودان لكنه لم يصل إلى وجهته بعد. ويقول السائق الكيني (30 عاما) الواقف بجوار شاحنته عند نقطة حدود نيمولي «انتظر الفحص الجمركي منذ يومين لكن مسؤولو الجمارك لم يجدوا وقتا لفحص حمولتي بعد.» وكل يوم تصل نحو 130 شاحنة من أوغندا وكينيا واثيوبيا وأماكن أبعد من ذلك إلى نقطة التفتيش الجمركي التي لا يزيد حجمها عن ملعب كرة قدم في بلدة حدودية صغيرة. واصبحت نيمولي التي بناها الحاكم البريطاني المستعمر لتكون علامة لآخر حدود وجوده في السودان شريان حياة لجنوب السودان منذ انفصال الجنوب. ويعتمد جنوب السودان غير المطل على بحار على صادراته النفطية التي تتدفق شمالا في تمويل ميزانية الدولة وما زال عرضة لقطع الامدادات بسبب النزاعات على رسوم مرور استخدام خط انابيب نفطي وصراعات على الحدود مع السودان. وتعتمد الدولة الجديدة التي تفتقر لأي انتاج صناعي تقريبا ولديها طرق ممهدة تمتد نحو 300 كيلومتر فقط على سائقي الشاحنات مثل والا في امدادها بكل شيء من الوقود إلى الجعة والملابس واجهزة الكمبيوتر المحمولة واللحوم المجمدة. وكلما اغلق الطريق تواجه المتاجر في البلاد صعوبات في الحصول على إمدادات - فيصعب العثور على الطماطم (البندورة) في العاصمة جوبا هذا الأسبوع بعد أن قطعت فيضانات نقطة عبور نيمولي لأيام. ولكن المرور عبر الحدود تزايد منذ ان حول مشروع تموله الولاياتالمتحدة الطريق الطيني الباقي من عهد الاحتلال البريطاني إلى الطريق الوحيد الممهد في جنوب السودان. وكان التأثير على الاقتصاد فوريا، ويقول كيمو اديبو استاذ الاقتصاد بجامعة جوبا «طريق نيمولي الجديد عزز التجارة وخفض تكاليف نقل البضائع.» وقبل الانفصال اغلق السودان الحدود المشتركة فيما وصفه مسؤولون من الجنوب بأنه حرب اقتصادية، واتفق الجانبان في مارس على إعادة فتحها لكن ذلك لم يحدث بسبب الافتقار للثقة،ولكن ظلت بعض المنتجات تتسلل إلى جنوب السودان. ويقول محمد آدم أحد آلاف السودانيين الذين يعملون في تجارة التجزئة في جنوب السودان «المعكرونة تأتي من السودان وكذلك الشاي والسكر،الباقي يأتي من أوغندا وكينيا.» ورغم فاتورة الواردات الضخمة ظلت عملة جنوب السودان مستقرة بدرجة كبيرة، فخسرت 35 بالمئة بعد وقف تدفقات النفط في اوائل 2012 لكن يجري تداولها منذ ذلك الحين في السوق السودة بسعر بين اربعة و4.6 جنيه للدولار في حين يبلغ السعر الرسمي ثلاثة جنيهات للدولار. ويرجع الدبلوماسيون صمود عملة جنوب السودان إلى جيش من عمال الإغاثة وموظفي الاممالمتحدة الموجودين في البلاد فضلا عن رجال الأعمال الأجانب مثل اصحاب شركات البناء او المطاعم، وفي ظل غياب التحويلات المصرفية وبطاقات الائتمان يدخل الأجانب آلاف الدولارات نقدا يوميا عبر مطار جوبا