من الواضح ان حكومة ولاية الخرطوم ما تزال تتخبط في كيفية معالجة مشكلات وقضايا جزيرة توتي ورغم اننا عكسنا عبر النشر عدة مرات رؤية مواطني توتي لآفاق حل قضايا مدينتهم كافة باعتبارهم أهل المنطقة وأهل مكة أدرى بشعابها الا انه لايزال هنالك رجال من اهل السلطة وبعض المنتسبين اليهم ينظرون الي قضايا توتي نظرة ضيقة وغير منطقية وفي كثير من الاحيان يشوبها عدم المبالاة والتركيز على المصالح الشخصية تحت ستار الاستثمار ومشاريع رجال الأعمال ولو من خلف جلابيب الآخرين. إن آفاق حل مشكلة توتي يلخصها كما قلنا أهلها وهم الأدرى بها بحكم تجاربهم واكتسابهم المعرفة من خلال حقبة طويلة من معايشة ومعالجة الإشكاليات التي تطرأ على جزيرة توتي على مر الدهور، وقد استمعت شخصياً الى جوانب من رؤى سكان توتي لحل قضايا مدينتهم وكنت شاهداً على تلك الجلسة المهمة والاجتماع الجامع الذي عقد بحديقة منزل الاخ محمد عبدالوهاب عقب عيد الفطر حيث حضر الجميع وعلى رأسهم أئمة مساجد توتي التسعة ورجالات توتي وشيوخها وشبابها بمن فيهم اولئك المحسوبون على المؤتمر الوطني الحزب الحاكم الذي يفترض ان يتصدى لتقديم الخدمات للناس بحكم موقعه في السلطة وامتلاكه للموارد، في تلك الجلسة أجمل الحاضرون قضايا ومطالب توتي في عدة نقاط بسيطة اولها ان مشكلة توتي تكمن في ماذا تريد السلطة من المنطقة وماذا يريد أهل المنطقة؟ واهل المنطقة لديهم مطالب محددة ظلوا يرفعونها منذ أمد بعيد منها ما تحقق على يد رجال أفاضل ومنها ما ينتظر التحقق على الرغم من قلة الفضلاء والعدول في هذا الزمان وحول هذه الحيثية يحتفظ سكان توتي بموقف واضح من حكومة ولاية الخرطوم في عهد الوالي الحالي حيث ذكروا أنه لم يزر الجزيرة زائر من اعضاء حكومة الولاية منذ ان تمخضت الانتخابات إياها عن حكومة الخضر ولعل المدهش في الامر ان الاسبوع الماضي حظيت الجزيرة بزيارات خاطفة من قبل معتمد الخرطوم حيث وقف على الطريق الشرقي ثم اعقبه وصول عدد من قلابات التراب ثم زارها وزير التخطيط والبنى التحتية وتحدث عن نيته تطوير خدمات المياه في محطة مياه توتي لتتمكن من توفير المياه حتى للأحياء المجاورة بدلاً عن توصيل انبوب من محطة المقرن عبر الكوبرى ولعل هذا يطرح تساؤلاً عن ماذا حدث بشأن مشروع توصيل انبوب المياه؟ هذا المشروع قيل ان شركة ما تسلمت جزءاً من المبالغ المخصصة لتنفيذه ثم فجأة ولاسباب غير معروفة تم تجميد المشروع ولا يدري احد عن مصير الاموال المخصصة لتنفيذه، ثم قيل ان بعضهم جاء نيابة عن الوالي لتفقد الطريق الغربي ولكن هل تعبر هذه الزيارات عن الرؤية الحقيقية للحل ام انها جاءت في اطار الإضطراب الذي صاحب آداء حكومة الولاية بسبب الامطار والسيول؟. ان آفاق الحل تكمن في رؤية اهل المنطقة واهل المنطقة سبق وأن افصحوا عن رؤيتهم ولعل ابلغ ما جاء عن تلك الرؤية هو ما فصله الاستاذ برعي الجيلاني احد أعمدة توتي حيث قال «نسعى لأخذ حقنا المشروع من الحكومة دون تردد أو خوف أو ملق ونرفض بقوة إدعاء والي الخرطوم بأن أهل توتي مختلفون لأنه هو الذي يسعى لذلك بحجج واهية الغرض منها نزع أراضينا بثمن بخس مثلا مسار كبري توتيالخرطوم بحري يمتد في المنطقة الشرقية حتى نادي التعاون ويريد أن يدفع التعويض لأصحاب الأرض ويحسب المتر بمائتي جنيه رغم أن هذا الجزء قامت به بنايات بعضها ثلاثة طوابق ونحن نعلم أن هذه المساحة يراد تسويقها للاستثمار للعرب وغيرهم، لقد قمنا بمجهود عظيم قاده بعض الأفراد لتوحيد اللجان في توتي لنغلق هذا الباب استمرت زهاء الشهرين عقدت أكثر من تسعة اجتماعات شارك فيها كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي وتوصلنا لتكوين لجنة لتطوير توتي تتكون من اللجان الشعبية الخمس والمنظمات المجتمعية والشعبية فكانت النتيجة هذا المقترح وهو عمل لا صلة له بأي نشاط سياسي، الأعضاء المقترحون للجنة أربعة من كل اللجان الشعبية بتوتي يضاف إليهم نسبة 25% لتمثيل المرأة وبرز اقتراح بأن يتولى أئمة المساجد التسعة متابعة تسجيل الساحة بمشاركة الجهاز التشريعي وملاك أراضي الساحة كما تم التوافق على ضرورة تأسيس شركة مساهمة عامة تجعل من كل مساحات توتي المملوكة كأسهم لاصحابها في الشركة بحيث لا يستطيع الطامعون الانفراد ببعض الملاك والاستيلاء على اراضيهم، ورأينا أن يعود إنطلاق العمل الذي يخص قضايانا كلها من مبنى النادي الثقافي بإعتباره النادي التاريخي المتاح أصلا لنا جميعا لذا نرجو أن تتضافر الجهود كلها حتى نتجاوز تحايل الولاية والمعتمدية ورجال اعمالها علينا».