الخرطوم : تغريد ادريس : صور المعاناة التي خلفتها كارثة السيول والامطار لا تعد ولا تحصى، وفي كل يوم تتباين الصورة وتتكشف اوجهها، و ابرز الصور المأساوية الناجمة عن الكارثة الاستثمار في معاناة البؤساء من الاهالي الذين فقدوا دورهم وبهيمة أنعامهم ولم يبق لهم شيئ يوفر لهم اسباب اللقمة الحلال لتأتي بعض الجهات الانتهازية وتعمل استثمارا في محنة المنكوبين. ويري بعض المتأثرين أن الخيام التي توزعت على قارعة الطرق وفي مداخل الاحياء المتضررة من السيول والامطار لا تجسد إلا صورا تحاكي في حالها جمل الطين ، فهي لم تقدم للناس ما ينفعهم وبرغم ذلك يصر اصحابها على تواجدها. في منطقة شرق النيل وفي حي النصر مربع (26) وفي الموقع المواجه لمعرض السراميك قامت احدي الجهات الرسمية بنصب خيمتها واستبشر الاهالي خيرا بوجودها خاصة الذين كانت مصيبتهم اكبر ممن فقدوا بيوتهم بصورة كلية والذين تجاوز عددهم في المربع (29) اسرة وبسؤال الاهالي قالوا انهم لم يتلقوا شيئا لا اغاثة ولا حصر من الجهات المسؤولة عن تلك الخيمة. عشرات المنظمات الخيرية والجمعيات الطوعية قدمت ما ينفع الناس خلال كارثة السيول فمن لا يثمن ما قامت به جماعة نفير وصدقات وعربات وشركة وسام والهلال الاحمر وغيرها وكانت تلك الجوانب المشرقة غير ان السيل الجارف جاء ايضا بالزبد وما لا ينفع الناس على حد قول حسين محمد احد مواطني حي النصر الذي انتقد قيام بعض الجهات بنصب خيمتها في مدخل الحي وبرغم ذلك لم تقدم ايا من صور الدعم للمتأثرين، ويخشى حسين من تغول هذه الجهات واستلام الدعم من المانحين بهدف توزيعه وعندها لن يجد ذلك الدعم طريقه للفئه المستهدفة خاصة وان المتأثرين علموا من الوسائط الاعلامية بتدفق كميات كبيرة من الدعم القادم من الدول الشقيقة والصديقة وهو لا يقف عند المواد الغذائية وانما يشمل الايواء والدعم المادي . وتقول فاطمة احمد انهم لم يتلقوا اي دعم مادي او حتى معنوي من تلك الخيم، ويقول احداعضاء اللجنة بالحي ان معظم القائمين على تلك الخيم وقد هربوا بعد ان ظلت محل انتقادات الاهالي ولانها لم تجد ما تقدمه. يقول الزين عبد النور ان عدم وجود ذراع رقابي معني برصدما تقدمه هذه الخيم من اغاثة دفع البعض لاستغلال الفرصة ليأتي بخيمته ما، يمكنه من تلقي ما يجود به الخيرون بهدف توزيعه علي المتأثرين واضاف الزين ان اعدام التنسيق والمتابعة يعتبر العامل الاساسي في استمرار تلك الخيم، وطالب حسن الشيخ السلطات المحلية بضرورة التعجيل بإزالة تلك الخيم خاصة بعد الانتقادات الحادة التي وجهت اليها فكيف للمواطن ان يؤمن بدورها وهي لم تقدم له شيئا علي الاطلاق رغم ان فترة وجود بعضها يقارب الاسبوعين.