الخرطوم : صديق رمضان: اكد والي شرق دارفور الدكتور عبدالحميد موسى كاشا فشل تجربة اختيار ولاة من مناطقهم،وقال ان مطالبات المواطنين باختيار حكام من خارج ولايتهم لاتقتصر علي دارفور بل علي معظم ولايات السودان،كاشفا عن تعيينه لمديرين عامين للوزارات بالولاية ومعتمدين للمحليات ينحدرون من قبائل متعددة مثل الدناقلة والزغاوة والجعليين ،اعتمادا علي معايير الكفاءة والدرجات الوظيفية،مؤكدا رفضه التام للتعيين علي أسس قبلية وسياسية. وكشف والي شرق دارفور الذي كان يتحدث امس في المنبر الدوري للاتحاد العام للطلاب السودانيين بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح، الذي جاء تحت عنوان «تحديات السلام الاجتماعي بدارفور. . ولاية شرق دارفور نموذجا»،عن ضلوع قيادات بالمؤتمر الوطني في الحرب التي دارت بين الرزيقات والمعاليا اخيرا، معتبرا الاستوزار من الاسباب التي قادتهم الي المشاركة في الاقتتال القبلي ،مؤكدا امتلاكه مستندات تؤكد تورط عدد من الشخصيات ،وشدد علي ضرورة محاسبة كل المسؤولين بالولاية بمن فيهم شخصه من قبل لجنة التحقيق التي تم تكوينها لتقصي الحقائق حول اسباب الاقتتال الاخير ،مطالبا بتمليك الرأي العام المعلومات والحقائق التي تتوصل اليها اللجنة ،وزاد»يجب ان يعاقب كل من يثبت تورطه ،فليس هناك كبير علي القانون». واشار كاشا الي انه وعند استلامه لمهمة الحكم بشرق دارفور وجدها تخلو من مقومات الولاية من حيث المرافق العامة والمشروعات التنموية والبنى التحتية ،موضحا وضعه لخارطة طريق في بداية فترته من مسارين ،احدهما سياسي يتعلق بالمؤتمر الوطني ،الذي قال انه لم يكن قائما علي نظم واسس سليمة ومؤسسية ،لافتا الي استعانته بخبراء من جنوب دارفور لتحديد كيفية بناء الحزب ،واردف:بعد ان عملنا علي انزال توصيات الخبراء علي ارض الواقع نجحنا وبعد مجهودات واجراءات من بناء الحزب الذي اكتمل شكله المؤسسي بقيام المؤتمر العام في السابع والعشرين من شهر يوليو الماضي وهو المؤتمر الاول منذ انفصال الولاية من جنوب دارفور. وقال كاشا ان المسار الثاني الذي مضوا في طريقه كان متعلقا بالخدمة المدنية التي بحثوا قبل اصلاحها عن هل هي مبرأة من العيوب ام مسيسة وقبلية،واضاف:وبذات الخطوات العلمية والاستعانة بالخبراء عملنا علي احداث اصلاح حقيقي علي واقع الخدمة المدينة بعيدا عن التعيينات التي ترتكز علي اسس قبلية وسياسية ،واعتمدنا بشكل اساسي علي الدرجة الوظيفية والكفاءة ،وكان نتاج ذلك ان قمنا بتعيين من مختلف قبائل السودان ،فهناك مديرة عامة لوزارة جعليه واخر زغاوي ومعتمد دنقلاوي وجميعهم لم يخذلوننا في الاداء وذلك لأنهم اصلا اصحاب كفاءة وتدرجوا في الخدمة المدنية . واشار والي شرق دارفور الي انه وفي بداية فترته كانت امامه ملفات أمنية تتعلق بصراعات قبلية سابقة لم يتم الايفاء بتعهدات اتفاقاتها خاصة المالية ،وانه وفي سبيل طي هذا الملف تم عقد مؤتمر ببانوسة بين المسيرية والرزيقات وتم الايفاء بالديات والتعويضات من قبل القبيلتين ،وبعد ذلك والحديث لكاشا تم قفل ملف صراع الرزيقات والبرقد،وحول ملف صراع الرزيقات والمعاليا الذي ظل مفتوحا منذ العام 2002 ،قال كاشا انهم عقدوا ملتقًى في هذا الصدد وتوصل الطرفان لاتفاق نهائي لاغلاق الملف ،الا ان المطالبة باضافة فقرة في بنود الاتفاق تتعلق بتبعية وحدة ابوكليكل الادارية لقبيلة المعاليا ،تسببت في عدم طي الملف حسبما كان مخططا ،وذلك لرفضهم الموافقة علي فقرة تتيح تبعية ارض لقبيلة ،واردف:رفضنا استندنا علي اساس الاعراف ونظم الادارة الاهلية والحكم المحلي التي لاتعطي قبيلة حق ان تتبع لها ارض لتديرها ،ولكن يبدو ان النوايا لم تكن حسنة من قبل الرزيقات والمعاليا لذلك لم يتم التوقيع علي الاتفاق. واشار كاشا قبل حديثه عن اسباب الاقتتال الاخير الذي شهدته ولايته بين المعاليا والرزيقات الي جهودهم التي بذلوها لانهاء النزاعات الدموية ابان توليه حكم ولاية جنوب دارفور ،معتبرا ان عملهم ذلك اسدل الستار وقتها علي الصراعات القبلية،ليعود الوالي متناولا ماحدث بشرق دارفور اخيرا ،معتبرا انها كانت من اكثر الولايات استقرارا ،بل وانموذجا للتعايش السلمي ،لعدم وجود صراعات وتنازع قبلي ،ويقول ان الاقتتال القبلي الاخير بين المعاليا والرزيقات سببه نهب ابقار ،موضحا ان لجنة أمن الولاية تحركت سريعا لموقع الحادث لاحتواء الامر ووجهت بعدم تحرك الفزع ،وبعد ذلك تمكن معتمد ابوكارنكا من استعادة 150 رأسا من الابقار وفي ذات اليوم وصلت 92 رأسا ،ويشير كاشا الي ان مجهوداتهم كانت تمضي بصورة جيدة ومتسارعة لاعادة الابقار الا ان اشتباكا مسلحا بين افراد من الرزيقات والعقاربة ،اسهم في اختلاط الحابل بالنابل وحدث ماحدث. ويبرر كاشا عدم تدخل القوات المسلحة لايقاف الاقتتال ،معتبرا ان تقديراتهم في لجنة الأمن رأت ذلك ،واضاف:القتال كان علي اشده بين القبيلتين ،فهل كان يعقل ان نزج بالقوات المسلحة ،كيف تحارب ومن تقاتل ،اثرنا عدم الدفع بها حتي لاتتهم بالانحياز لاحد الاطراف وحتي لايتم تفسير دخولها خطأ ،والمنهج حيال الصراعات القبلية في دارفور يستند علي عدم التدخل عسكريا اذا كان هناك اقتتال دائر بين قبيلتين ،وحكومة الولاية بذلت مجهودات كبيرة لايقاف الحرب وعملت علي ابعاد شبحها عن المحليات الشرقية مثل عديلة وابوكارنكا وعملنا علي حماية المواطنين الذين ينحدرون من قبيلة المعاليا القاطنين بالضعين وذلك حتي لاتتوسع الحرب ،ونجحنا في ذلك رغم ان البعض اشاع اننا قمنا بتهجير المعاليا ،ويؤكد كاشا ان الحرب التي حدثت كانت مدبرة ومقصودة من قبل البعض لخدمة اجندتهم. وكشف والي شرق دارفور عن تجاوزهم لما حدث مؤخرا عقب مؤتمر الطويشة الذي اسهم في ايقاف العدائيات بين القبيلتين ،وقال انهم يعملون علي احداث تنمية حقيقية تسهم في الاستقرار بالولاية ،موضحا عن تشييد طرق ومرافق خدمية ،وان اربع شركات وقع عليها العطاء لتشييد مطار الضعين الدولي بجانبه مسلخ ومدبغة وذلك للصادر. ونفي كاشا الاتهامات التي وجهت له بانحيازه لقبيلة الرزيقات في الاقتتال الاخير ،مؤكدا مقته وكراهيته للقبلية ،وسخر من دعاوي تبعية مليشيا سافنا له،وقال ان هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة ،مؤكدين انه يريد اعادة الروح القومية الي اجهزة الحكم بولايته عبر محاربة الجهوية والقبلية والتسييس ،مؤكدا رفضه التام الانحياز لافراد قبيلته ،وقال ان المعيار عنده في التوظيف هو الكفاءة والدرجة الوظيفية وان الباحثين عن الاستوزار من الذين شاركوا في الحرب الاخيرة لن ينالوا مرادهم وهو علي منصب الوالي بشرق دارفور ،نافيا اتهامه لقبيلة المعاليا بالمتمردين ،الا انه اكد وجود حركات مسلحة وخارجة علي الدولة من المعاليا والرزيقات ،وطالب كاشا لجنة التحقيق بضرورة نشر ماتوصلت اليه حتي يقف الرأي العام على كل المعلومات ويتعرف على الشخصيات الضالعة.