أ. د محمد الحسن فضل المولى٭: كان ذلك في أواخر عام 1979م، وعلامتنا المغفور له البروفيسور عبد الله الطيب طيب الله ثراه في رحلة خارج البلاد، وأنت تحاضر بعض الطلاب بمكتبه بقسم اللغة العربية بجامعة الخرطوم، وفي مفاجأة سارة غير منتظرة يهل عليكم بطلعته الحبيبة محيياً مبتسماً، فتنهض وتلاميذك جميعاً للقياه فرحين بعوده الحميد، ويهتز وجدانك طرباً، وسرعان ما ينسكب في هذه الابيات التي يسعدك أن تجدد بها ذكراه في مجلة «مجمع اللغة العربية» التي يعود له الفضل في إنشائها أول مرة. ولك أن تذكر بهذه المناسبة ما كان من إهدائك له وأنت طالب بمدرسة التجارة الثانوية بالخرطوم «من وحي المنآة والمتعزّل»: أسحرٌ هنا أم خمر بابل نجتلي ٭٭ أم النور يرتاد المحافل من علٍ المنشورة بجريدة «الصحافة» في 18/9/1962م، وكانت بوحي من رائعته «المنآة والمتعزّل» التي شغلت المجتمع الادبي آنذاك. وأشرقت إشراق الحياطل روضة تتوق الى سقياه مجدبة محلا فقمنا وقوفاً نلتقيك وإنما نلاقي بك الفضل المؤثل والنبلا وعلماً به تحيا العقول رشيدة وشعر تظل الروح من وقعه جزلى فيا لقية سرت قلوباً وأطربت نفوساً وكان العيد فيها وما أحلى بك انهلت الأعماق نوراً وأشرقت ورود وداد لا يحول ولا يبلى لعلامة الضاد الذي بهر الدُنا بآثاره الغرا وأعماله الفضلى فمن «مرشد» كالبحر عمقاً وبسطة وقد فاق حتى لا نصيب له مثلا إلى باقة «الأصداء» جزلى أصيلة لها في مراقي الشعر رفرفه الأعلى ولست بمحص صوب عقل مبارك ولا سيب وجدان صحائفه حفلى فكوني لنا زاداً على الدهر واشرفي على العمر الباقي فأنت بذا أولى