الخرطوم:الصحافة: اتهم وزير الخارجية علي كرتي ،الولاياتالمتحدة الاميركية،بأنها اكبر معيق للعلاقات بين السودان وجنوب السودان،ودعاها «اما للعمل بنية خالصة بين الخرطوموجوبا او ان تتركنا في شأننا». وكشف عن ابلاغه رسمياً وزير الخارجية الاميركي جون كيري أنه» اذا تعارضت مهمة المبعوث الجديد دونالد بوث مع مساعي الاتحاد الافريقي ،فلن نعمل معه،وان السودان سينظر في مهمة المبعوث،اذا كان مهتما بتحسين العلاقات مع السودان،وان كانت لديه خارطة واضحة للمساعدة في حلحلة الخلافات،فحينئذ سنرحب به،واذا انصرف الى قضايا اخرى سننصرف عنه ولن يجد تعاونا من السودان». بينما اعلن وزير خارجية الجنوب برنابا مريال بنجامين،انه «منذ الآن ستكون الملفات ثنائية بين الدولتين،وهذه رسالة بأن دول الاتحاد الافريقي يمكن ان تتجاوز خلافاتها لوحدها». وبدا كرتي متفائلاً ،خلال برنامج مؤتمر اذاعي الذي استضاف ايضاً وزير خارجية جنوب السودان برنابا مريال بنجامين من كمبالا أمس، بنتائج زيارة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت للسودان أخيراً،وقال ان الزيارة احدثت تحولاً في علاقات البلدين، من التوتر الى التفاهم وحلحلة القضايا عبر الحوار السياسي،وكشف عن لقاء يجمعه بنظيره الجنوبي في جوبا لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الخرطوم خلال زيارة سلفاكير،مشيراً الى ان الزيارة ستكون عقب تشكيل الآليات المتفق عليها، لتوقيع اتفاقات في كل الملفات الجارية والاقتصادية والسياسية،وأكد ان وزارتي الخارجية في البلدين هما أهم آليات التنفيذ ،بجانب ان التحرك سيكون داخليا وخارجيا بمشاركة لجنة امبيكي التي تبنت الوساطة. وأوضح ان التحرك نحو المجتمع الدولي سيكون في ثلاثة جوانب،هي الديون «سياسيا وفنيا،وسياسيا اميركا تعيق اعفاء الديون، وفنيا استوفينا كل الشروط لدى مؤسسات التمويل الدولية،ولكن للاسف يقال لنا ما ينقص السودان هو التعاون السياسي»،وأكد ان من ايجابيات زيارة سلفاكير للخرطوم،دعوة وزيري الخارجية الى بروكسل من الاتحاد الاوروبي لفتح مجالات التعاون بين الخرطوموجوبا. وشدد كرتي على ان الموقف الاميركي لن يفقدنا الامل في الدعم الخارجي، لانه يتعين علينا ان نعمل دون النظر الى النجاح او الفشل،وان لم نحصل على اي دعم ،»فقط ما نريده ان يقلع عنا الذين يفسدون الاجواء بين الخرطوموجوبا». ورأى كرتي ان واشنطن يمكن ان تلعب دوراً مهماً في العلاقات بين السودان والجنوب»ولكن اميركا تلعب على السياسة الداخلية في الولاياتالمتحدة وليس للوصول الى نتائج ملموسة في بسط الامن وهي لاتتحرك الا لمصالحها الذاتية». ورغم ترحيبه بتعيين المبعوث الاميركي الجديد دونالد بوث،الا انه رأى ان الخطوة جاءت متأخرة،وقال انه « على واشنطن ان تعمل لمصلحة الخرطوموجوبا او ان تتركنا في شأننا». وأضاف كرتي ،ان اميركا ليست مؤهلة لان تلعب دوراً بين السودان وجنوب السودان لانها كان لها القدر الاكبر في افساد العلاقات بين الخرطوموجوبا،كما ان علاقتها متوترة مع السودان»،وتابع بالقول «قلت لكيري في اتصال هاتفي جرى اخيراً ،بكلمات واضحة لاتقبل التأويل،اذا تعارضت مهمة المبعوث الاميركي مع مهمة الاتحاد الافريقي ،فلن نعمل معه،وان السودان سينظر في مهمة المبعوث،اذا كان مهتما بتحسين العلاقات مع السودان،واذا كانت لديه خارطة واضحة للمساعدة في حلحلة الخلافات،فحينئذ سنرحب به،واذا انصرف الى قضايا اخرى سننصرف عنه ولن يجد تعاونا من السودان». من جهته، وصف وزير خارجية جنوب السودان ،زيارة سلفاكير بأنها كانت ناجحة بكل المقاييس،وفتحت صفحة جديدة بل احدثت تحولاً كبيراً في العلاقات،وقال انه «منذ الآن ستكون الملفات ثنائية بين الدولتين،وهذه رسالة بأن دول الاتحاد الافريقي يمكن ان تتجاوز خلافاتها لوحدها»،وقال انه وجه البرلمان في الجنوب بان يتحرك لمقابلة نظيره في السودان ،بل على كل القطاعات ان تتحرك،واعتقد ان هذا هو الطريق الوحيد كجارين ان نحل خلافاتنا ،خاصة عدم دعم المتمردين من الطرفين. وأكد استعداد بلاده لفتح الحدود لتحرك المواطنين خاصة المسيرية الذين يرغبون في المرعى والمياه داخل الجنوب،وقال ان هناك ملايين البشر على الحدود المشتركة،ويجب تأسيس تبادل تجاري،مشيراً الى ان لديهم خمس دول حدودية ونفضل العمل مع السودان ،وكشف عن استيراد الجنوب لنحو 190 سلعة من السودان،واضاف مازحاً « من بينها السعوط».
