لماذا كل هذا الذي يحدث تجاه الإسلام والمسلمين من كيد ومؤامرات في السر والعلن وتجييش الجيوش وإحكام السيطرة على البر والبحر وفرض جميع أنواع الحصار السياسي والعسكري والاقتصادي لماذا كل هذا في مواجهة دين معتنقوه اضعف الناس واكثرهم تخلفا وتشتتا وهم لا يجمعون على صديقهم ناهيك عن عدوهم، لماذا هذا كله مع امة لا تملك ضرورياتها وقوتها وهذا يغنيك عن ان نتحدث عن بأسها وقوتها لماذا الخوف لماذا الصياح من دين في نظر الغربيين دين تخلف وارهاب وهذه الصفات تكفيه ان تنفر منه كل من يريد ان يقترب منه يفعلون كل ذلك بالاسلام وعندما نستعرض تلك الصفات التي وصفوا بها الاسلام وتستقرئ حال المسلمين لم تجد شيئا واحدا يدفع هؤلاء الغربيين ان يتصرفوا مع الاسلام كل تلك التصرفات والتي تتناقض مع مبادئهم وشعاراتهم التي قامت عليها حضارتهم الغربية وتتعارض مع حقوق الانسان وحرية الاعتقاد وهذا يدفعنا ان نفسر ذلك ان هناك حقيقة لا يريدون الافصاح عنها وهي ان كل ما اصاب هذه الامة من ضعف وهوان سببه ابتعاد هذه الامة عن دينها وتاريخها مما مكنهم من استغلال خيرات وثروات هذه الامة و أن يوجهوا حكامها كيفما شاءوا وحيثما شاءوا وهم قد احسوا ان المسلمين قد استيقظوا من غفوتهم وانتبهوا عن غفلتهم بالرجوع الي دينهم .وقد بدا لهم في الافق من ما ينبئ بذلك ومن الحقائق التي علموها عن الاسلام انه اصبح هو الفكر الوحيد والنظرية التي تحمل في جعبتها الحلول لكل المشاكل التي تعيشها الانسانية وبخاصة بعد سقوط الشيوعية وعقب تصدع جدار الرأسمالية الآيل للسقوط ان لم يكن اليوم فغدا هذا وقد يسأل سائل لماذا يرفضون الاسلام اذن ؟ اذا كان لديه حلول كل مشاكل البشرية والجواب هو انهم يريدون حلولا تبقيهم على ما هم عليه من هيمنة واستعلاء على الشعوب دون مراعاة لآدمية الانسان وحقوقه وهذا ما لا يفعله الاسلام الذي يقول (لا فرق بين ابيض على اسود ولا عربي على اعجمي الا بالتقوى ) وصالح العمل يرفضون الاسلام لان كل انسان عليى هذه البسيطة يجد فيه نفسه مهما كان وضعه وشكله ولونه وهم لا يريدون دينا يساوي بينهم والآخرين وقد سادوا العالم منذ ظهور الانسان ولا زالوا وهم القائلون نحن ابناء الله واحباؤه ولذلك عملوا للحد من انتشار الاسلام والصد عنه هم يريدونه ان ينغلق وهو يتحداهم ليخترق فاخترق كل جدار اقاموه وكل مصد نصبوه ومن الاشياء التي اكتشفوها في الاسلام مؤخرا ان الاسلام ينتشر بالعدوى قبل الدعوة وذلك ان كل من يرى شعائر الاسلام تمارس او يسمع عن الاسلام يتبادر الى ذهنه الكثير من الاسئلة التي تقوده ليعرف اكثر عن الاسلام ومما علموه ان كل شعائر الاسلام واقامتها وممارستها أدوات اعلام تنادي وتدعو اليه وللتعريف به ان لم يكن ذلك كذلك لماذا تنزعج اوربا وتقيم الدنيا ولا تقعدها بسبب حفنة مآذن ومساجد لاقليات مستضعفة ومهمشة لا حول لهم ولا قوة . لماذا القلق بسبب مئات الفتيات قل آلاف كيف يهدد المجتمع من يريد ان يحتشم ويتعفف ولا يهدده من يريد ان يتفسخ ويتبرج ويتعرى أأمركم بذلك التوراة او الانجيل وقد سمحتم باقامة اندية للعراة وزواج المثليين لكنها الحرب ضد الاسلام والتي بدأت بالنقاب وسوف تنتهي بمنع اعتناق الاسلام نفسه وبالقانون ومن المؤسف ان هذا الذي يصيب الاسلام لم يحرك ساكنا في المسلمين تخيلوا معي لو كان هذا التصرف ضد المسيحيين كيف كان يكون الحال لا تذهب بعيدا وقد جاء في الصحف ان الوزيرة الالمانية المسلمة تركية الاصل قد تلقت تهديداً بالقتل بسبب دعوتها لسحب الصلبان من المدارس الرسمية وقبلها قد ملأوا الدنيا ضجيجا ان السودانيين يجبرون المسيحيين على اعتناق الاسلام هل عرفنا الحقيقة ام ما زلنا نتوهم ان هناك شرعية دولية وامم متحدة وحقوق الانسان وديمقراطية فان كانت هذه المطلوبات موجودة فانها للبيض دون غيرهم والذي نسوه هؤلاء أن آليات ووسائل حربهم ضد الاسلام هي نفسها تفيد الاسلام في الدعوة اليه والترويج له وقد وضح هذا بعد احداث سبتمبر وحربهم على الارهاب والتي جعلت الغربيين يقبلون على قراءة القرآن والكتب الاسلامية مما دفع الكثيرين منهم لاعتناق الاسلام واخيرا الفتيات المسيحيات اللائي ارتدين النقاب تضامنا مع الفتيات المسلمات اذن من هو ذاك الآتي من رحم الغيب ليفرض الاسلام على اوربا بحد السيف بعد ان علمنا ضعف المسلمين وتشتتهم وهوانهم وتخلفهم والذي تقابله وحدة أوروبا وقوتها وترساناتها وثقافتها والحرية المشاعة فيها فاذا كان هناك آتٍ من رحم الغيب ليس هو من يفرض الاسلام بحد السيف لكنه الاسلام نفسه والذي يأتي ماشيا الهوينة عارضا نفسه ومستعرضا ما عنده دون ترهيب أو ترغيب وذلك بقوله : (لا اكراه في الدين ) ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فالاسلام آتٍ وبهذه الكيفية ومن أوروبا وليس بغيرها ومنها للآخرين لان المسلمين وهم على هذا الحال ليسوا مؤهلين لحمل الراية وتبليغ الرسالة ومعروف في الاثر أن الاسلام لو بلغ الثريا لناله الأعاجم . كيف لا يأتي الاسلام من أوروبا وهو دين المنطق والعقل والعلم والمعاصرة واوروبا هي الجهة الأكثر تأهيلا لفهمه والتعامل معه وتبليغه للآخرين لما لها من امكانات مما جميعه فاقت بها كل شعوب العالم وهي التي اكتشفت في الاسلام الكثير من العلميات التي توصل اليها العلم الحديث فأي تفكير في منازلة الحضارة الغربية أو مسابقتها في المجال التقني أو المادي يمكن أن يكون نوعا من الانتحار وضياع الوقت والطاقات لأن السبق الحضاري قطع مسافات والتحكم الحضاري للغالب ولا يسمح باي محاولة خارجة على ايقاعه فان كان للاسلام ما يفعله في هذه الحضارة هو اعادتها الى رشدها وعقلها حتى تشيع العدالة ويستعيد الانسان انسانيته ويتخلص من الاستكبار والشقاء ،وهنا تكمن أهمية التبليغ وايصال الرسالة مع شح امكانات المسلمين لان دخول القليل من الأوروبيين الاسلام سوف يكون له أثره الكبير في مجال الدعوة ولأن الشعوب أصبحت تتبع أوروبا حذوة النعل بالنعل ولاشك أن أوروبا مقبلة على الاسلام وفي كل يوم تطلع فيه الشمس نسمع ان من المشاهير الأوروبيين من اعتنق الاسلام و على مستوى الدول سمحت فرنسا بالتعامل بالاقتصاد الاسلامي فتبعتها الجزائر . كيف لا يأتي الاسلام من هناك وفيه كل ما تتطلع اليه أوروبا من حريات سياسية وحلول اقتصادية واجتماعية ففي الناحية السياسية جعل الشورى مرتكزا رئيسيا وذلك في قوله تعالى «وأمرهم شورى بينهم « «وشاورهم في الأمر « وكذلك عالج أمر ما يدعيه البعض أنهم الأفضل والأميز والأكرم فجعل التكريم للبني آدم من حيث آدميته وذلك في قول الله تعالى « ولقد كرمنا بني آدم وحملنهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا» كيف لا ياتي الاسلام من هناك وهو أول من صحح المفهوم الجاهلي تجاه المرأة في ذلك الزمان وذلك في قوله تعالى « واذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت « وساوى بينها وبين الرجل في بعض الأمور وكلف الرجل بما لم يكلف به المرأة في أمور أخرى وفقا للحقوق والواجبات والاستعداد الفسيولوجي . هذا وقد أنزل الله من فوق سبع سموات قرآنا يتلى وذلك قول الله تعالى « قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير « كيف لا يأتي الاسلام من هناك ونظامه الاقتصادي هو النظام الوحيد الذي صمد في وجه الانهيار الاقتصادي العالمي كيف لا يأتي من هناك واوروبا تعيش في خواء روحي وقد زاد في ذلك الخواء ما تكشف من أمر القساوسة والكهنة وما يقومون به من اعتداءات جنسية على الأطفال وهناك من القساوسة من أعلن انه يريد أن يتزوج زواجا مثليا من زميل له مما أفقد هؤلاء الثقة فيهم وفي دينهم ومما دفعنا ان نقول ان الاسلام قادم من اوروبا أن كثيراً من الاوربيين يبحثون عن الحقيقة المعتمة والمشوشة عليها من قبل النخب الحاكمة واللوبيات الصهيونية المسيطرة على المال والاقتصاد والاعلام، فأوروبا في حاجة للاسلام لينصلح حالها وهي بدورها واثرها العالمي تصلح به حال الآخرين ونختم مقالنا أن الاسلام قادم من أوروبا فترقبوه!!