البروسيلاّ هي جنس من البكتيريا السالبة لصبغة غرام، وهي عبارة عن عصيات مكوّرة لا تشكل أبواغًا وغير متحركة وتسبب المرض عند الحيوانات الداجنة والبرية، ومنها يمكن أن ينتقل الى الإنسان مسبباً داء البروسيلات. ومرض البروسيلا من اخطر الأمراض المشتركة بين الحيوان والإنسان، وهو مرض بكتيري منتشر في السودان ودول العالم، ويصيب الحيوانات الاليفة والبرية والثديات البحرية، ويسمى بعدة اسماء منها مرض الاجهاض الساري او المعدي، ومرض حمى البحر الابيض المتوسط، والحمى المتموجة، والحمى المالطية، وتم عزل اول نوع من البروسيلا سنة 7881م من طوحال إنسان بواسطة الجراح البريطاني ديفيد بروس في مدينة مالطا. وبحسب افادات الطبيب البيطري حسين عبد الله المتخصص في أمراض الحيوان فان اول إصابة بالبروسيلا سجلت في الحيوان كانت عام 3491م وحدث ذلك في مزرعة البان كافوري في بقرة فرزيان، ثم اخرى عام 3591م في محطة بركات بالجزيرة، وينتشر المرض بدولة جنوب السودان لوجود الظل والرطوبة، وبحسب السجلات فان اول إصابة إنسانية بالبروسيلا في السودان اكتشفت سنة 4091م في مدينة بربر، وبلغ عدد الإصابات في المدة بين 4091 الى 4491م حوالي «009» حالة، وبين 1591-5691م حوالي «7141» حالة، واعلى نسبة سجلت في الخرطوم بلغت 917 حالة.. ويشكل مرض البروسيلا خطرا كبيرا على الاقتصاد الوطني، ومعه تنقص انتاجية الحليب بنسبة 20-50%، وتؤدي عدوى البروسيلا الى اجهاض جماعي لاناث الضأن والبقر وتصبح عقيمة، وتصيب الذكور بالتهاب الخصية، وتنتقل العدوى منها للاناث السليمة، ويكلف المرض الدول اموالاً لا تعد، لانه ليس له علاج في الحيوان، وعلاجه الوحيد ذبح كل الحيوانات المريضة كما حدث في السودان في عدة مزارع من قبل والتخلص من جثثها لان الحيوانات النافقة ايضا تكون مصدرا للمرض. وينتقل مرض البروسيلا من الحيوان الي الإنسان عن طريق تناول الحليب غير جيد الطهي اومشتقاته مثل الزبادي والجبنة واللحوم غير المطهية، خاصة الكبد والطوحال وشرب ماء الحفائر والخضروات الملوثة، وعن طريق التلامس المباشر بين الإنسان والحيوان المصاب او افرازاته، او عند استنشاق الجراثيم او دخولها عن طريق ملتحمة العين، وتنتشر البروسيلا بين البياطرة والجزارين والرعاة، ويمكن ان تنتقل من إنسان الى إنسان عند نقل الدم. البروسيلا عندما تجد طريقها الي جسم الانسان تسبب آلاماً شديدة في مفاصل القدمين والظهر والعضلات والتهاب الخصية والبربخ، وصداعا وتعرقا وفقدان شهية وضعفا عاما، وحمى متموجة لمدة 10-12 يوما تتراوح بين 83-93 درجة تزيد مساءً، مع دمامل وخراريج جوار العمود الفقري، وتؤثر على الحركة مع تورم الكبد والطوحال والغدد اللمفاوية واضطراب في النوم. وقد تستمر الاعراض لمدة سنة، وتؤدي الى التهاب شغاف القلب والدماغ والسحائي، وظهور آفات عظمية في الظهر والورك، مع اضطرابات نفسية وعصبية، ونسبة الوفاة من البروسيلا تصل 2-5%. وتسبب البروسيلا مرض الحمى المالطية المعروفة المعدية التي تتفشى خصوصاً في دول العالم النامي والدول التي تكثر فيها رعاية الماشية. وتصيب البكتريا أجزاء الهيكل العظمي والمفاصل وعادةً ما يكون هناك تاريخ مرضي لتناول الحليب غير المبستر وعادةً ما يشتكي المريض من أعراض عامة مثل ارتفاع درجة الحرارة والتعرق والشعور بالبرد وآلام في مختلف الجسم والشعور بوهن وهزل وضعف شديد في الجسم. كما أن المريض أو المريضة يشعر بانتفاخ وتورم في البطن وآلام في منطقة أعلى البطن. بالاضافة الى كل ذلك فان آلام الهيكل العظمي قد تكون شديدة وقد تظهر على شكل التهاب في مفصل واحد يكون مؤلماً ومتورماً مثل مفصل الركبة أو أحد مفاصل العمود الفقري أو المفصل العجزي الحرقفي أو أحد مفاصل الحوض. وفي أحياناً أخرى يكون المرض متركزاً في مفاصل العمود الفقري ويؤدي الى آلام شديدة في الظهر قد تتركز في أعلى الظهر أو في أسفل الظهر وتزداد مع الحركة والقيام والمشي ولكنها تكون موجودة أيضاً حتى في وقت الراحة. وفي بعض المرضى قد يكون مفصل الورك هو الذي يتأثر أو حتى مفاصل اليد والطرف العلوي وأيضاً قد يظهر المريض بأن لديه اصفرار في الجلد وهزل واعياء كما أن فحص البطن قد يبين وجود تضخم في الطوحال أو تضخم في الكبد. ويري د.حسين عبد الله ان الوقاية من البروسيلا تتم بغلي اللبن، وعزل وتطعيم الحيوانات ، والتوعية والتثقيف الصحي للمواطنين، وتحذيرهم من لمس الحيوان عند الولادة او الحلب عند وجود جروح في اليد، وعدم حمل الأجنة المجهضة، وفحص اللحوم في السلخانات باستخدام واقٍ.