عيادة الباطنية - د. سليمان مصطفى النخيلة الحمى المالطية من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وتكثر في مناطق البحر الأبيض المتوسط، ومنها جاءت النسبة إلى (مالطا)، وهذا المرض في المملكة العربية السعودية أكثر انتشاراً، خاصة بين الرعاة، وفي السودان يصيب الذين يتعاملون مع البهائم ويشربون اللبن دون غليه، وفي الآونة الاخيرة انتشرت الحمى المالطية أكثر في السودان بسبب إصابة الأغنام والماعز بهذه الجرثومة.. وفي هذه المساحة نعطي القارئ العزيز تنويراً عن هذا المرض حتى نتفاده بالتوعية الصحية والوقاية الصحيحة.. ونتناول سبل تشخيصه وعلاجه في حال الإصابة. { (البروسيلا) سبب الداء المسبب لهذا المرض جرثومة تسمي (البروسيلا)، وقد تم اكتشافها بوساطة عالم انجليزي يدعي «بروس» في العام 1886عندما تم استخلاص هذه الجرثومة من طحال إنسان.. وهذه الجرثومة لها عدة أنواع يصيب كل نوع حيواناً معيناً: 1- بروسيلا الغنم.. وهي تصيب النعاج والخراف والماعز وتسمى (meltieasis). 2- بروسيلا (abortus) وهي تصيب الأبقار. 3- بروسيلا (susis) وتصيب الجمال والغزلان والكلاب والحصين، ونادراً ما تنتقل إلى الإنسان. { طرق العدوى تخرج الجرثومة مع السائل المحيط لأجنتها عند الإجهاض ومع البول والبراز والحليب، وتوجد الجرثومة أيضاًَ في اللحوم والصوف المغطي للحيوان، وتنتقل العدوى إلى الإنسان إذا أكل اللحوم النيئة ك (المرارة) و(أم فتفت) أو اللبن دون غليان، أو باستنشاق الجرثومة عند الاحتكاك بجلود الحيوانات المصابة، أو من دم الحيوان إذا كان الإنسان مجروحاً.. لذا نجد المرض أكثر عند الرعاة والبياطرة والجزارين. { أعراض المرض تتفاوت فترة الحضانة من أسبوع إلى (3) أسابيع، وتمتد أحياناً إلى أشهر، فيعاني المريض من ارتفاع في درجة حرارته، مع تعرق شديد، خاصة في الليل، مع صداع وآلام حادة في الظهر والمفاصل، وإرهاق وخمول عام، مع نقصان في الوزن وتورم بالخصيتين بالنسبة للرجال، وتضخم بالكبد والطحال والغدد اللمفاوية. { التشخيص أولاً تجب معرفة الأعراض وتاريخها، بالإضافة إلى استبعاد الأمراض المشابهة في الأعراض، ثم الفحوصات المعملية، وبحث وجود أجسام مضادة في الدم (التيتر)، والأهم زراعة الدم التي تكون إيجابية في معظم الحالات (50 - 75)% والسائد هو التشخيص عن طريق (التيتر)، مع أنه غير مخصص للحمى المالطية فقط، ونتيجته لا تعنى الإصابة بهذا المرض بالضرورة، وإذا كان هنالك اشتباه في أن الحمى قديمة أو نشطة فيجب عمل فحص (التيتر) بعد أسبوعين، وإذا وُجد أن هنالك زيادة فيه، فهذا يعني أن المرض نشط. { مضاعفات الحمى المالطية عندما تكثر الإصابة وتتكرر، نجد أن المرض يصبح مزمناً فيصيب العظام، من مفاصل وفقرات بالظهر، ويؤدى إلى شلل في بعض الأحيان من جراء إصابة فقرات الظهر، وأيضاً قد يصيب الخصيتين فيسبب العقم عند الرجال، ويصيب القلب فيؤثر على الصمامات، ويصيب الجهاز العصبي فيؤدى إلى التهاب مزمن بالدماغ، وفي بعض الأحيان بالسحايا، وتصاب الكبد أيضاً بالتضخم والالتهاب. { العلاج يوجد نوعان من العلاج ويحملان نفس الفعالية ومدة العلاج (6) أسابيع، وهما 1 - (دوكسيسايكلين) Doxycycline صباحاً ومساءً، بالإضافة إلى (استربتومايسين) streptomycine 2 - (دوكسيسايكلين) Doxycycline بالإضافة إلى (ريفامبسين) Rifampicine وعند إعطاء الدواء بعد الانتكاسة تطول مدة العلاج لمدة شهرين أو أكثر. { الوقاية من المرض تتلخص الوقاية من المرض أولاً في الاعتناء البيطري بالماشية والتأكد من خلوها من الحمى المالطية.. ثانياً يجب غلي الحليب وبسترته قبل شربه.. ثالثاً لا بد للجزار من التأكد من خلو يده من الجروح ولبس القفازات.. رابعاً يجب لبس الكمامات عند التعامل مع الصوف عند الاشتباه بوجود حمى مالطية. وحتى لا تصبح الحمي مزمنة يجب أخذ العلاج في وقته ومراجعة الطبيب من فترة إلى أخرى للتأكد من عدم الانتكاسة، لأن المرض قابل للانتكاسة، كون جرثومته تعيش داخل الخلايا.