يعتبر مرض البروسيلا من الامراض الخطيرة التي تصيب الحيوانات والانسان معاً، وتكمن خطورته في الآثار الصحية على الانسان والحيوان وهو مرض وبائي تسببه بكتريا البروسيلا، ويصيب بصورة اولية الابقار والماعز والضأن والابل، وتتمركز هذه الجرثومة في النسيج الشبكي لتلك الحيوانات ويصيبها بالالتهاب في الاعضاء التناسلية والاغشية الجنينية، بجانب ان البروسيلا تتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة لاقتصاديات البلدان التي توجد فيها عبر تسببها في حالات الاجهاض في المواشي وبالتالي يترتب على ذلك نقص كبير في انتاج الالبان وعدم الاخصاب والعقم المؤقت او الدائم كما ان الانسان لا يسلم منها اذ ينتقل إليه المرض من الحيوان وهو ما يعرف بالحمى المالطية او المتموجة وللبروسيلا انواع عديدة من بينها البروسيلا المجهضة وتصيب الابقار، والمالطية تصيب الضأن والماعز، وبروسيلا الخنزير، وبروسيلا الضأن والكلاب وبحسب دراسات حديثة فان البروسيلا عرفت طريقها الى السودان في العام 2000م وذلك عقب ورود بلاغات عن وجود (1325) حالة اصابة بالمرض في كل من ولايات غرب كردفان والجزيرة وسنار ونهر النيل، بجانب الخرطوم وبحر الغزال وكسلا وجنوب كردفان، ونجد انه كخطوة استباقية لاستئصال هذا المرض بالبلاد والحد من تفاقمه بجانب ايجاد حلول ناجعة للمعالجة اقامت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بولاية الخرطوم بالتعاون مع حكومة الولاية امس الأول ورشة عمل حول استراتيجية تحسين النسل الحيواني ومكافحة واستئصال مرض البروسيلا، وعلى الرغم من تركيز المتحدثين على تحسين النسل الحيواني، وتجاهلهم لموضوع مكافحة البروسيلا إلا انهم اعطوا اشارات ايجابية يمكن تصنيفها في اتجاه الحل. ودعا البروفيسور الأمين دفع الله - رئيس لجنة الزراعة بالمجلس الوطني - إلى ضرورة إعادة النظر في قطاع الثروة الحيوانية بالبلاد عقب التدني الواضح الذي صاحب الانتاج والانتاجية بسبب التركيز على الاساليب التقليدية في الانتاج، لكن عاد وحمل الأمر للدولة التي قال إنها تركز في الصرف على الجانب النباتي أكثر من الحيواني، داعياً الدولة الى ضرورة دعم القطاع الحيواني اسوة بدعمها لمشروعات الطرق والكباري. ورأى الامين ان القطاع الحيواني لا يمكن ان ينهض الأمن خلال ادخال التقانات الحديثة لتحسين النسل وحماية السلالات الوطنية عبر سجل وراثي وتسجيله في الملكية الفكرية حتى لا تتم سرقته. من جانبه دعا د. فيصل حسن ابراهيم - وزير الثروة الحيوانية والسمكية - الى ضرورة اعادة النظر في الاستراتيجية تطوير قطاع الثروة الحيوانية، مشيراً الى انها صناعة شاملة تحتاج الى جهد علمي وبحث ينتقل من مرحلة العلاج الى مرحلة انتاج اللقاحات محلياً، وأوضح د. فيصل ان النهوض بالقطاع يكمن في زيادة الصادرات غير البترولية. وفي ذات السياق اعلن د. عبد الرحمن الخضر - والي الخرطوم - عن مشروع ولايته في تنفيذ عدد من المشاريع لتطوير قطاع الثروة الحيوانية وزيادة الانتاجية مشيراً الى ان المشاريع تتضمن انشاء (3) مستشفيات بيطرية ستكتمل مطلع العام المقبل، بجانب مساهمة الولاية بمبلغ (10) ملايين دولار لانشاء مصنع للاعلاف مع القطاع الخاص، وكشف الخضر عن مفاوضات للولاية مع بنك الصادرات السعودي لجهة انشاء مجمع لانتاج الالبان متعهداً بتنفيذ الولاية لبرنامج التلقيح الصناعي للابقار في مرحلتيه الأولى والثانية مجاناً. واستعرض المهندس صديق محمد علي الشيخ خلال الورشة جهود وزارته للارتقاء بقطاع الثروة الحيوانية، وكشف عن تلقيح (17) ألف رأس من الابقار، واشار الى ان وزارته ستقوم خلال الايام المقبلة بعمليات تلقيح ل (30) الف رأس لجهة تحسين السلالات المحلية، بجانب اقامة الدورات التدريبية للرعاة والعاملين في الحقل البيطري بالداخل والخارج، واشار صديق الى ان وزارته قامت بتوريد (4) حظائر نموذجية للابقار لزيادة انتاجية الالبان فضلاً عن انشاء (125) مركزاً لتحسين نسل الماعز و(8) مسالخ حديثة و(9) مصاطب للذبيح، اضافة الى انشاء قسم خاص للارشاد البيطري. من جانبه دعا خالد محمد حامد - رئيس اتحاد الرعاة بالولاية - الدولة الى ضرورة الغاء ضريبة القطعان والقيمة المضافة وتوفير التمويل اللازم لجهة انشاء بنيات استراتيجية لتطوير قطاع الثروة الحيوانية وحماية القطيع الوطني، بجانب التوسع في برامج التطعيم والتلقيح الصناعي وتوفير الاعلاف الخضراء.