الخرطوم: أمجد الرفاعي : انطلقت مساء أمس الأول بالمقر القومي للمعسكرات بسوبا بطولة الجمهورية لرفع الاثقال بمشاركة رباعين ورباعات من «7» ولايات هي: الخرطوم الجزيرة شمال كردفان النيل الأبيض سنار كسلا والبحر الأحمر. «الصحافة» تابعت جزءاً من فعاليات البطولة وسجلت زيارة للبعثات بمقر اقامتها بالمقر القومي للمعسكرات، والتقت بعدد من المدربين ورؤساء البعثات، وفي البداية تحدث مدرب ورئيس بعثة ولاية شمال كردفان سيف الدين بلال محمد قائلاً: «وصلنا الخرطوم للمشاركة في بطولة الجمهورية بعد معاناة، اذ لم نتلق أي دعم من حكومة الولاية، وجئنا على النفقة الخاصة، ودافعنا في ذلك حماس وجدية اللاعبين «الرباعين» الذين بذلوا جهداً كبيراً في الإعداد من أجل المشاركة في هذه البطولة الكبيرة، خصوصاً أن شمال كردفان ظلت هي المنافس الاول للخرطوم في رفع الاثقال، بل على صعيد منافسة السيدات هي المتفوقة»، مشيراً إلى أنهم بعد وصولهم الخرطوم وجدوا استقبالاً طيباً من قبل الاتحاد السوداني لرفع الاثقال الذي هيأ الاقامة والإعاشة للبعثات المشاركة، مبيناً أنهم وجدوا بعض المشكلات خصوصاً في الأوزان وتحديداً في ميزان «56» كلجم الذي حدد لأية ولاية المشاركة فيه بلاعبين احدهما ناشئ، ولكن بعض الولايات شاركت باربعة لاعبين لتتضح هنا المجاملات، وقال متابعاً: «إن مثل هذه البطولات يجب أن يطبق فيها القانون الدولي لأنها مؤهلة للمشاركات الخارجية، وبالتالي يجب أن تقام بعدالة. والمشكلة الثانية التي واجهتنا هي أن الحديد لم يكن بالمواصفات الدولية وكله قديم جداً، علماً بأن الاتحاد السوداني لألعاب القوى كان قد تسلم «2» ست حديد في عام 2008م بمواصفات دولية، وحالياً لم نجده في هذه البطولة، وايضاً لا توجد اوزان صغيرة من نصف كيلو الى «25» كيلوجراماً». وعلى صعيد التحكيم قال سيف الدين بلال: «إن الحكام الذين يديرون البطولة نالوا كورس التضامن الأولمبي تحت إشراف المدرب حافظ محمد صالح، وهو في تقديري غير كافٍ، ولذلك جاء التحكيم دون المستوى»، موضحاً أن بعثة شمال كردفان تشاركب ب «8» رباعين و «10» رباعات في الأوزان : 56 كلجم 62كلجم 69 كلجم 77 كلجم 85 كلجم 94 كلجم 105 كلجم وأكثر من 105 كلجم. مدرب ورئيس بعثة ولاية الجزيرة حسن محمود محمد قال إن ولاية الجزيرة تشارك في هذه البطولة ب «10» رباعين، مبيناً أنهم تقدموا بطلبهم لمجلس الشباب والرياضة بالولاية لتقديم الدعم والعون اللازم للمشاركة في بطولة الجمهورية، وأضاف قائلاً: «لكن للاسف بعد تحويل الطلب الى وزارة المالية حبس هناك في الادراج ولم نتسلم أي دعم، ورغم ذلك أصر ابناؤنا على المشاركة من مالهم الخاص، وجئنا الى الخرطوم دون معسكر ولا حتى زي رياضي موحد يشير الى اهتمام المسؤولين بالولاية». وتحسر حسن محمود على الحال الرياضي المتردي الذي وصلت اليه ولاية الجزيرة التي كانت في السابق يُشار اليها بالبنان رياضياً، مؤكداً أنهم في رفع الأثقال كانوا يجدون الاهتمام من ادارة الرياضة بحكومة الولاية، وكانت هناك متابعة خصوصاً في عهد مدير الرياضة الاسبق حسن الزبير الذي كان يقدم لهم الدعم وفق متابعته والتقارير التي يرفعونها له والتي تحوي تنظيم البطولات. مدرب منتخب ولاية النيل الابيض أحمد محمد خير علي قال: «إن مشاركة الولاية اقتصرت على رباع واحد في وزن «62» كلجم، وذلك بسبب عدم توفر الامكانات، وحرصا منا على المشاركة في هذا التجمع الرياضي الكبير حضرنا الي الخرطوم لرفع اسم النيل الابيض التي تعج بالخامات والمواهب في هذه الرياضة، ولكن للأسف لم تجد الاهتمام والرعاية من قبل المسؤولين بالولاية، وعلى وجه الخصوص وزارة الشباب والرياضة التي لم تقدم لنا أي دعم»، وأشاد المدرب أحمد بالتنظيم الجيد لهذه البطولة ومستوى إعاشة البعثات بمقر المعسكرات. مدرب منتخب ولاية سنار بكري عبد الله قال إن منتخب الولاية الذي يشارك حالياً في بطولة الجمهورية لرفع الاثقال مكون من «16» رباعاً ولا توجد فيه سيدات، مشيراً الى أن مدير الرياضة بولاية سنار أحمد عبد الغني محمود قدم للمنتخب زياً رياضياً موحداً عبارة عن «12» بدلة رياضية، ووفر لهم تذاكر السفر إلى الخرطوم والعودة الي ولاية سنار، الشئ الذي انعكس أثره ايجاباً على اعضاء المنتخب الذي يتصدر الآن البطولة في وزن «56» كلجم إذ أحرزوا المركز الاول والثالث، مشيداً بالاستقبال والضيافة بالخرطوم، مبيناً أن البطولة بها بعض الإخفاقات خصوصاً في الناحية الفنية في عملية الميزان الذي تضرروا منه لأنه تسبب في حرمان أحد لاعبيهم من المشاركة بخطأ من اللجنة الفنية. اللواء عبد العال محمود رئيس الاتحاد السوداني لرفع الاثقال قال إن اتحاده استفاد من رعاية شركة سوداني للجنة الاولمبية التي بدورها وحسب اللوائح خصصت اموالاً للاتحادات الرياضية المنضوية تحت لواء اللجنة الاولمبية، وقد حددت مبلغاً معيناً للمناشط الجماعية وآخر للمناشط الفردية، وهذه الرعاية مكنتهم من تنفيذ بطولة الجمهورية لرفع الاثقال التي غابت في السنوات الثلاث الماضية بسبب قلة الامكانات وعدم وجود الدعم من الجهات الرسمية، وأضاف أن البطولة ستختتم اليوم، وسيتم تتويج الأبطال بالميداليات والجوائز، متمنياً أن تكون الأرقام المحرزة مؤشراً جيداً لعبور الحدود للمشاركة في البطولات الدولية المقبلة، خاصة أن السودان له تاريخ مشرف في رياضة رفع الأثقال، خصوصاً على الصعيد العربي، إذ تمكن أبطالنا في البطولة العربية التي جرت في عام 2011م بمدينة أربيل العراقية من إحراز «9» ميداليات منها ثلاث ذهبية عن طريق الرباعتين محاسن وعرفات، وكذلك المستوى الجيد الذي قدمه الثنائي مزمل خميس وحسن أبكر.