الربّاعة أو رافعة الأثقال محاسن هارون فتاة في مقتبل العمر عشقت رفع الأثقال منذ نعومة أظافرها فشقّت طريقها متحدِّية كل المتاريس والصعوبات من معارضة الأسرة ونظرة المجتمع فأحرزت العديد من الميداليات.. «الإنتباهة» جلست إليها في دردشة قصيرة حول تجربتها ومدى ملاءمة هذه الرياضة لطبيعة المرأة السودانية فلطالع ماذا قالت: البطاقة الشخصية؟ محاسن هارون محمد إدريس من مواليد «1989» ولاية شمال كردفان الأبيض، درست حتى المرحلة الثانوية ولم أكمل دراستي لظرفٍ ما، ولكنني قمتُ بتأهيل نفسي بدراسة كورسات لغة إنجليزية وحاسوب. صفي لنا طفولتك؟ عادية، لم تختلف كثيرًا عن قريناتي، ولكنني كنتُ أميل للعب كرة القدم في المدرسة بجانب ممارسة الكرة الطائرة وكرة الريشة. رياضة رفع الأثقال من الألعاب الشاقة على بنات حواء كيف استطعتِ التميُّز فيها؟ بدايتي كانت برياضة دفع الجلة على يد الأستاذ سيف الدين بلال مؤسس رياضة رفع الأثقال للسيدات في السودان فشرحتُ له رغبتي في الاتجاه لرفع الأثقال واستفسرتُه عن مدى مقدراتي لتلك الرياضة وكانت إجابته بأن جسمي ربّاع وهو ما يحتاج إليه رفع الأثقال. هل رحَّبت الأسرة بالفكرة؟ وكيف ينظر إليك المجتمع؟ على الرغم من أن الوالد شخصية رياضية إلا أنه اعترض بشدة على ممارستي لرفع الأثقال، كذلك نظرة المجتمع، كوني بنتًا، وهذه الرياضة لا تتناسب مع طبيعتي الأنثوية، وقد استطعتُ إقناع والدي ولكنني ما زلت أعاني من نظرة المجتمع، والسؤال الذي ألمحه في عيونهم دومًا لماذا أرغب في تكوين عضلات وممارسة رياضة الرجال. ألا تعتقدين أن رفع الأثقال يؤثر عليك كفتاة؟ على العكس، هذه الرياضة تمنح الجسم قوامًا مثاليًا للمرأة إضافة إلى الرشاقة وقوة التحمل التي يكتسبها الفرد، ومن يعتقد أنها تحول الجسم إلى عضلات هذا فهم خاطئ يجب أن يتغيّر، وهذه الرياضة مناسبة تمامًا للمرأة السودانية لأن الخامة السودانية متميِّزة عن بقية دول العالم. هل تذكرين أول وزن قمتِ برفعه؟ البداية في رفع الأثقال دائمًا تكون بالتدريج، لذلك دائمًا ما تكون البدايات برفع البار فارغًا وهو الأساس في حمل الأثقال، وأول وزن حديد رفعتُه كان «30» كيلو خطف و«45» كيلونتر، وشاركت بهذين الوزنين في البطولة العربية بمصر وأحرزت المركز الرابع. أثقل وزن وصلت إليه؟ وصلت في الخطف إلى وزن «75» كيلو والنتر «85» كيلو وبالطبع أسعى إلى الوصول إلى الأرقام العالمية وهي «125» كيلوخطف و«160» كيلو نتر. هل لديك مشاركات خارجية؟ شاركت في عدد من البطولات العربية بالأردن ونلت إعجاب الحكام والجمهور فلقَّبوني بالرصاصة والغزالة السمراء، وعُرفتُ عند الكردستان باسم جوانا سودان وأحرزتُ «3» ميداليات فضية، وفي البطولة العربية بالعراق أحرزت 3 ميداليات برونزية، كذلك أحرزت الميدالية الفضية من الصين في بطولة العالم للجائزة الكبرى والميدالية الفضية في دورة الألعاب الأوربية بالدوحة، وكذلك المركز الخامس على مستوى إفريقيا في البطولة الإفريقية بكينيا والمركز الرابع على مستوى الدول العربية في دورة الألعاب العربية بمصر. كذلك لديَّ مشاركات خارجية في منشط ألعاب القوى في دفع الجلة حيث شاركتُ في بطولة الجمهورية وأحرزتُ الميدالية الذهبية. الصعوبات التي واجهتك؟ ضيق الإمكانات من الأشياء التي تؤثر على منشط رفع الأثقال في السودان بجانب عدم تنظيم معسكرات خارجية وعدم توفُّر المعدات الرياضية والدعم المادي من قِبل الجهات الرسمية، كذلك من أكبر الصعوبات لا توجد أندية تضمن وتتكفل برعايتنا مما يحرمنا من المشاركة في البطولات العربية التي تفرض انضمام اللاعب تحت أحد الأندية الكبيرة كالهلال والمريخ وللأسف هذا ما ينقصنا لكي نمثل السودان بالصورة المشرفة. هل تم تكريمك؟ نعم ... فهناك تكريم لا أنساه من الوزير حاج ماجد سوار وزير الشباب والرياضة بمبلغ «500» يورو كتحفيز بعد بطولة الصين وكذلك كرَّمتني ولايتي شمال كردفان عدة مرات. بعد الزواج إلى ماذا تخططين؟ سوف أتوقف في مرحلة معينة بعد الزواج أو قد أتحول إلى التدريب أو التحكيم لكنني لن أعتزل. كلمة أخيرة؟ رسالتي إلى الأندية الكبيرة أن ترعى اللاعبين وتقوم بتسجيلهم حتى يتمكنوا من المشاركة في البطولات، وأن تدعم الدولة ورجال الأعمال رياضة رفع الأثقال.