أبوقوتة : شمس الدين بخيت: تعد خلوة الشيخ العبيد بمنطقة ابوقوتة بولاية الجزيرة واحدة من اكبر الدلالات التاريخية والدينية الأقدم على الإطلاق ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على نطاق البلاد ويؤكد الادعاء تاريخ إنشاء الخلوة و حسب إفادات المؤرخ محمد خير الله الذي اكد ان انشاءها يعود الي العام 1917 عندما أنشأ هذه الخلوة العارف بالله الشيخ خير الله محمد و هو مؤسس منطقة ابوقوتة التي يأتي اسمها من «قوت» وقد وفد المؤسس من منطقة ابودريش بولاية النيل الأبيض بعد تهجير المنطقة جراء قيام خزان جبل الأولياء فجاء الشيخ خير الله للموقع الحالي لابي قوته وبعد فترة وجيزة عمد الي تأسيس مشروع عبد الماجد في العام 1927 الذي تحول الي مكتب ابوقوتة الزراعي في العام 1930 بعد قيام مشروع الجزيرة. وبعد وفاة الشيخ خير الله محمد آلت الخلافة إلي ابنه الشيخ العبيد خير الله الذي جدد بناء الخلوة من الطين بعد ان كانت مبنية بالمواد الزراعية البدائية التي قوامها القش والحطب ليكمل المسيرة في تعمير الخلوة وإقامة نار القرءان وكانت وقتها تعج بطلاب علوم الدين والمعرفة وكذلك يأتيها الزوار من شتى البقاع . ولا تزال خلوة الشيخ العبيد بابي قوتة تحتضن الحفظة وطلاب العلم وتقيم العديد من المناسبات الدينية كما تحتفل سنويا بذكرى مؤسس الخلوة في منتصف رمضان يحضرها العديد من المريدين والاحباب من داخل المنطقة وخارجها والتي يتوافد اليها شيوخ الطرق الصوفية. وفي العام 1975 توفى الخليفة الشيخ العبيد خير الله بعدها آلت خلافة الخلوة إلي الخليفة الصديق في ذات العام لتستمر خلافة الخليفة الصديق إلي إن توفاه الأجل و في العام 1995 وصار الامر الي الخليفة شيخ السيد الصديق الذي يشرف عليها حتي اليوم . وتعد الخلوة واحدة من العلامات الدينية والتاريخية التي تشكل وجدان إنسان هذه المنطقة العريقة . باتت الخلوة ملاذا يلوذ إليه الكثير من أهالي المنطقة من هجر الزمن الجائر العديد من المريدين يأتون في زيارات من قرى « الخيران»و«عبد الماجد» و«كمبو الصديق»و«بجيجة»و«ابوندودة»و«تبيب خيرالله»و«الربع»و«الاريق العوامرة»و«الملقة» و«ود الزاكي» و«قوز السيد»و«السواجير» والحديث لازال إلي العم خير الله محمد ان الشيخ العبيد خير الله تتلمذ على يد العارف بالله الشيخ الفكي عبد الماجد وبعدها ذهب الي خلوة الشيخ العبيد ودبدر بام ضوا بان ومنها الي بربر والذي مكث بها 7 سنوات قبل ان يحضر إلي أهله بابي دريش بالنيل الأبيض ليقوم بتدريس العلوم الدينية على أهالي المنطقة من منزله وبعدها واصل مسيرته المعرفية وذهب الي الشيخ الصديق ومنها الي منطقة جبل العرشكول بالنيل الابيض ليأخذ الطريقة السمانية على يد الشيخ السماني ومنها إلي شبشة الشيخ برير وبعدها حضر الي منطقة ابوقوتة في العام 1917 ليقوم بفتح خلوة الشيخ العبيد وكان يزوره الشيخ الطيب ود بدر «ود السائح» اسهم في بناء الخلوة الحالية في العام 1958 كما قام أبناء حاج أحمد تبيدي بتأسيس مصلى داخل الخلوة في العام 2011م.