٭ اهتمامات هذا الباب تمتد لتشمل هموم الناس وبالطبع يدخل في ذلك مستوى الدخول والمعيشة والخدمات ومدى توفرها وأهمها الصحة والتعليم.. والصحة هى الاساس لأن العقل السليم في الجسم السليم.. كما أن التنمية نفسها هى من أجل الانسان وبواسطة الانسان.. فاذا لم تتوفر الظروف الصحية الملائمة للانسان فانه لا يستطيع ان ينتج.. لذلك فنجد ان متوسط انتاجية الفرد في البلاد التي تسوء فيها الظروف الصحية أقل كثيراً من تلك التي تتوفر فيها ظروف صحية افضل.. ومن هنا حرصت الدول المتقدمة على أن توفر نصيبا أكبر من مواردها للخدمات الصحية بكل اشكالها ومقوماتها.. وعليه فقد وصلني الموضوع أدناه من مواطنين يثقون في امكانية ايجاد الحلول لمشاكلهم من خلال هذا العمود. (نحن سكان الحارة 201 والحارة 59 والحارة 69 الاسكان).. في السكن الشعبي.. لقد عانينا كثيراً من الامراض المستوطنة التي يسببها الذباب والبعوض حيث توجد مستعمرات كثيفة في هذه المنطقة الموبوءة من هذه الحشرات ناقلة الامراض القاتلة.. والسبب يا سيدي المحترم هو مياه السايفونات التي يتم شفطها من أحياء ام درمان المختلفة بكميات كبيرة في مواعين ضخمة ويتم تفريغها في هذه المنطقة على مدار الساعة.. خاصة الحارة 201 حيث توجد البِرك المهيأة تماماً لمثل هذه الممارسات. وقد قمنا باخطار احد رجال الأمن والذي يتواجد في هذه المنطقة وطلبنا منه الحضور لمكان التفريغ ليضبط هؤلاء متلبسين بهذا الجُرم الشنيع.. وقد وعدنا بعد ان شاهد المأساة بنفسه ان لا يتكرر ذلك وسيمنع منعاً باتاً هؤلاء الناس من أن يقوموا بهذا الفعل. ولكن ذلك البلاغ ورؤية رجل الأمن لهم لم تردعهم عن استمرارية قذف هذه النفايات بالقرب من مساكننا كأننا مواطنون من الدرجة الثالثة.. بل أن حارسنا الهمام انحاز لهم وهددنا اذا تعرضنا لهم مرة أخرى سيطلق علينا الرصاص!.. لماذا تغير موقفه يا ترى بعد أن وعدنا خيراً بايقاف هذه الممارسات! اعتقد أن السبب لا يحتاج الى كثير ذكاء!! خاصة وأن هؤلاء الاشخاص يقومون بايجار عرباتهم لهذه النفايات مقابل 200 جنيه للدور الواحد!! وبالطبع لن يفرطوا في هذه الارزاق. انتهى خطاب سكان الحارات المذكورة ونحن نناشد معتمد كرري أن يقوم بجولة في هذه المناطق ليرى بأم عينيه كيف تهان كرامة الانسان من خلال الروائح النتنة التي تجعل الحياة لا تطاق.