بدأ العد التنازلي لتشكيل الحكومة الجديدة خاصة بعدما تقرر ان يؤدي رئيس الجمهورية اليمين الدستورية في السابع والعشرين من الشهر الجاري، إيذاناً ببداية الفترة الجديدة من الحكومة المنتخبة التي ستتولي ادارة دفة الحكم في البلاد لخمس سنوات قادمة، فترة ينظر لها كثيرون من زوايا مختلفة باختلاف اهتمامتهم وتوجهاتهم في تحقيق طموحاتهم وآمالهم في ظل تحديات داخلية وخارجية تحيط بالبلاد في المرحلة القادمة، فمن تحدي تحقيق الوحدة الذي يبرز كأكبر التحديات يتطلع كثير من المواطنين لمغالبة همومهم الحياتية في ظل الحكومة الجديدة، «الصحافة» قامت بجولة وسط شرائح المجتمع للوقوف علي همومهم وتطلعاتهم التي ينتظرونها من الحكومة القادمة وما هو متوقع منها لتغيير حياة المواطن السوداني، فكانت الحصيلة التالية:- ومن خلال جولتنا وسط المواطنين توزعت امالهم وتطلعاتهم للحكومة القادمة ما بين العام والخاص، وإن غلبت الآمال الشخصية والخاصة المتعلقة بحياة المواطنين علي تطلعاتهم، بدأنا جولتنا من الخرطوم وبموقف الاستاد التقينا بالطالب محمد محمود، من ولاية شمال كردفان ويسكن الكلاكلة اللفة، في الثامنة عشرة من عمره ويعمل بائعا متجولا، بعد أن ترك الدراسة الجامعية لظروفه الخاصة، والذي يبدو عليه التعب والانهاك تعرفت عليه وسألته عن الشي الذي يمكن ان يتوقعه من الحكومة الجديدة التي سوف يعلن عن تشكيلها في الايام القليلة القادمة، قال «عايزا تحقق الامن والسلام وتشوف حالة المواطنين، وتنمي المجتمع بالمشاريع التنموية وتوفر سبل العيش السهلة» ، واضاف «اعتقد ان الحكومة الجديدة سوف تعمل علي النهوض بالرعاية الصحية وان يكون العلاج مجانيا»، وعندما سألته عن المتوقع من الحكومة في مجال التعليم قال لي»انا ذاتي الجابني شنو للبلد دي غير التعليم» ، وقال من الممكن ان تحقق هذه الحكومة الوحدة في البلاد. اما الخريجة سونا علي، من ولاية الجزيرة محلية الكاملين منطقة المسعودية، فقالت: في بشائر خير والمرة دي هم ناوين العزم علي التغيير والكلام دا أنا جبتو من البرامج الانتخابية الكانوا بيقدموها في التلفزيون ايام الانتخابات، وقالت انها علقت كل امالها بناء علي الحملات الانتخابية والدعائية للمرشحين، وانها تأمل في التغيير حتي تجد لها وظيفة، وقالت انها قدمت في الوظائف المعلن عنها من قبل لجنة الاختيار للخدمة العامة لكنها خايفة انو الاعلان يكون ذي كل مرة اعلان ل5 آلاف وظيفة والبياخدوهم ألف بس ونصهم بالواسطة، اما في مجال الصحة فقالت انها مابتعاني الا من مشكلة واحدة لانو ابوها معاشي وعندو تأمين في السلاح الطبي والمشكلة هي في بعد المسافة بين المسعودية والسلاح الطبي، وقالت انها تتمني لو يعملوا ليهم فرع في الجزيرة، واضافت الحاصل في الولايات من مشاكل ده سببوا «الولاة» انفسهم لانه اي والي مسؤول من ولايته ومفترض انه يطورها ويحل مشاكلها» ، ولكنها عادت وقالت ان التطورات الخدمية وغيرها موجودة بالمركز فقط مما زاد الهجرة الي ولاية الخرطوم الشئ الذي انعكس بشكل عام علي الضغط في كل الخدمات وخصوصا ازدحام المواصلات فبالرغم من وجود عدد كبير من الحافلات الا ان زحمة الموصلات تعيق الحركة، وتري ان الحكومة القادمة قادرة علي حل كل المشاكل ويمكن ان تحقق الحكومة الوحدة الوطنية بدل الانفصال. وخلال جولتنا التقينا بالمواطن «مرور شول 45 عاما» ويسكن الحاج يوسف بمنطقة عد بابكر، ويعمل بائع نظارات شمسية، قال انه يشعر بان الحكومة الجديدة سوف تكون افضل من سابقتها بنسبة 100%، و لديه اماني يتمني ان تتحقق وهي بسيطة، ويضيف في ابتسامة عريضة تملأ وجهه «لو وفرت لينا العمل والخدمات والمسائل التجارية لان لو وجدت فرصة عمل افضل من هذه سوف تغير حالي الي الافضل، ومن خلال هذه الحكومة القادمة يمكن ان يتحقق السلام والوحدة، لكنه طالب بمجانية التعليم حتي يستطيع ان يعلم اولاده «وما يكون التعليم الا لاولاد الاغنياء والعندهم قروش» وطالب كذلك بمجانية الصحة وان تشمل هذه المجانية كل الامراض وليس الملاريا فقط. التفت حولي فوجدت عصام عبدالرحمن، يقطن منطقة جبرة، 26سنة، بائع موبايلات، وقال ان شاء الله الحكومة الجاية تأتي بالجديد، ويكون هناك تغيير شامل في التعليم والصحة والطرق والكباري حتي المظهر العام، ولكن يجب ان تخفف الضغوط علي المواطنين اكثر من ذلك، وان تخفف الجبايات والضرائب والعوائد علي التجار، واضاف «الواحد من يوم 25 في الشهر يفكر في الايجار والعوائد والمحلية واغلب قروش المحل بتمشي للاشياء التي ذكرتها» ، وان هذه الحكومة يمكن ان تحقق وحدة وطنية وهي قادرة علي ذلك، وفي التعليم يقول ان كثرة تغيير المقررات تضر بالطلبة لكن التغيير هذا اذا كان لطلاب جدد ما حتحصل مشكلة، وحول الصحة قال ان العلاج مجاني في الحوادث لماذا لايكون كدة في كل المستشفيات، واضاف «ومع ذلك هناك تطوير حاصل في مجال الصحة اكثر من السابق وتمني ان تنظر الحكومة القادمة للمواطن بعين الاعتبار اكثر». ثم واصلنا جولتنا في منطقة الخرطوم بحري في المحطة الوسطي التقينا بالعم محمد علي ابراهيم يبدو في العقد السادس من عمره، يعمل سائق امجاد، فسألناه عن توقعاته للحكومة الجديدة وما تحمله للمواطن ،فقال انه يتوقع ان تحدث هذه الحكومة الجديدة تغييرا وهذا التغيير يمكن ان يكون في الخدمات والمرافق، وكذلك يمكن ان تزيل معاناة المواطن بتوفير العلاج المجاني والتعليم والعلاج خصوصا «لان مقابلة الاخصائيين غالية، وما كل المستشفيات فيها دكاترة كويسين الواحد يجبرعلي الذهاب الي العيادة الخاصة ويدفع الشئ الفلاني للدكتور، وحتي الصيدليات العلاج غالي جدا وفواتير كثيرة» ، وقال انه لم يكن يعلم بالتأمين الصحي وعن مزاياه والان ذهب الي الشركة و قدم لكنه لم يستلم بعد البطاقات، و في التعليم قال انه اصبح صعبا وبمبالغ كبيرة جدا، واشار الي ان لديه ابناء بالجامعات تصل مصاريفهم الجامعية المليون في السنة، وواصل حديثه «بالرغم من ارتفاع اسعار السلع بالسوق والاسعار غير مستقرة الا ان المواطن اصبح يتماشي مع حالة عدم الاستقرار بالتدبير»، واضاف «ان الحكومة القادمة قادرة علي ان تحافظ علي الوحدة لان الانفصال سيجلب مشاكل وسيزيد الحروب لذا لم الشمل احسن». كذلك التقينا بعائشة علي ابراهيم، طالبة، ميكنة زراعية بجامعة السودان «مجمع شمبات»، وقالت: انا اصلا من ولاية شمال دارفور، والان اسكن في ولاية النيل الابيض في محلية الجبلين قرية الحديب، وقالت ان املها في الحكومة الجديدة اكثر من السابق، لان التطور الذي شهدته هذه القرية في زمن الانقاذ لم يحدث من قبل في مجال الطرق التي قصرت المسافات الي اماكن الخدمات التعليمية والصحية، وقالت ان الحكومة انشأت طريق السلام الذي يربط بين ربك والجبلين والحديب» وتوقعت من الحكومة القادمة المزيد من التنمية في المشاريع الزراعية اكثر من التي شهدتها المنطقة في السنين السابقة، اما في مجال التعليم فقالت في عهد حكومة الانقاذ تم بناء المدارس وان التعليم بالمنطقة حكومي وشبه مجاني فهناك رياض الاطفال والمدارس الثانوية، وعلي الطالب ان يدفع رسوما رمزية وهي عبارة عن رسوم تسيير المدرسة ولحل مشاكل الطلاب أنفسهم، والان يوجد اكثر من 150 خريجا جامعيا بالقرية و250 من حملة الشهادة السودانية بالاضافة الي خريجي المراحل الثانوية مقارنة بان القرية بها 3 آلاف مواطن، وفي السابق كان بالقرية «شفخانة» ولكن الان اصبحت مركزا صحيا كبيرا وهذا المركز مدعوم من منظمة الهلال الاحمر السوداني والعلاج فيه شبه مجاني للذين لا يملكون بطاقات تأمين صحي، لان معظم سكان القرية موظفين في شركة سكر كنانة وعسلاية لذلك يمكن القول ان العلاج مجاني لثلاثة ارباع سكان القرية.