- بدأت أميل للإعلام برغبة شديدة منذ الطفولة، وانا ارعى الغنم فى ريف منطقة ايوم احدى ضواحى بحر الغزال على بعد 30 ميلاً من مدينة واو شرقا. وكنت استمع للاذاعة السودانية بدهشة، وكنت اسأل الناس هل الذين يتكلمون عبر هذا الجهاز العجيب احياء ام اموات، وقلت فى نفسى لازم اذهب واراهم فى ام درمان واعمل معهم.. وتحققت الرغبة. ٭ المراحل التعليمية؟ - فى قريتنا لم نكن نتعلم، لكن هاجرت منها الى مدينة واو ايام التمرد الاول للعلاج من احد الامراض ولم ادخل المدرسة. ومنها رحلت الى دارفور وبدأت الدراسة بالفاشر فى تعليم مسائى، مع العمل فى الأعمال الحرة ومنها رحلت الى الخرطوم 1974م وواصلت الدراسة والعمل الحر، حتى تخصصت فى مهنة الكهرباء العامة. ٭ والغناء؟ - كانت عندى موهبة الغناء منذ الطفولة، والتحقت فى الخرطوم لصقلها بمركز شباب السجانة ومركز شباب ام درمان، ونلت عضوية اتحاد الفنانين الجنوبيين، وتمت اجازة صوتى عام 1981م من اذاعة ام درمان. ٭ هل تذكر اللجنة التى اجازت صوتك؟ - نعم.. الأساتذة عبد الماجد خليفة وبرعى محمد دفع الله وعبد الدافع عثمان وعلي المك. ٭ الطريق الى ميكرفون الاذاعة؟ - دخلت اذاعة ام درمان عام 1987م عن طريق الفن والغناء بتقديم الاغانى التراثية الجنوبية، وكان عندى مدخل تانى هو مدخل صيانة الكهرباء بالاستديوهات بدون وظيفة ثابتة كمتعاون، وبعد ان تم توقيف المتعاونين التحقت باذاعة الوحدة الوطنية فى مجال اعداد وتقديم البرامج الاذاعية، مثل برنامج «أغنيات من جنوب السودان» و«مع السلاطين» و«حوارات مع الفن والتراث» وعملت بها الى ان تم توقيفها فى عام 2005م. وتركت العمل الاذاعى وعملت بالأعمال الحرة والغناء، وعملت بشرطة الحياة البرية قسم الموسيقى، ونزلت بعد ست سنوات المعاش. ٭ وبعدها؟ - خصني الأستاذ ابراهيم البزعى برعاية خاصة، وكان وقتها مديرا لاذاعة الوحدة الوطنية، وقال لى إنه بصدد فتح اذاعة جديدة اسمها اذاعة السلام، وكنت فى اول القائمة التى اختارها، ووجدت الاذاعة الرضاء والقبول والانتشار الواسع وسط المستمعين فى العاصمة والولايات، عبر برامجها التى تدعو للسلام والوحدة، وفتراتها المفتوحة التفاعلية «بالضرا» و«الحوش الكبير»، وقدمت عدداً من البرامج والأغاني، لأن الفن فى رأيى رسالة حميدة لتثقيف المجتمع وبث المحبة والوئام، والفنان إنسان حساس يدعو الى لم الشمل، والفنان الذى يعمل للشتات والفرقة فنان فاشل. ٭ مع مَنْ تعاملت من الشعراء؟ - تعاملت مع مجموعة كبيرة من الشعراء فى الشمال والجنوب، ابرزهم الاستاذ اسماعيل خورشيد فى اغنية «احب اوطانك من وجدانك وخلى الوحدة امل سودانك»، وهى من الحان الاستاذ عبد الملك ابراهيم الضو، وهي مسجلة بالاذاعة السودانية، وعندى عمل جماعى من الحان الموسيقار علي مكي هو «مد ايدك تعال يا اخوى فى الجنوب يا اخوى فى الشمال نتصافح سوا سوا سوا سوا ونعيد الوصال». ٭ أبرز المشاركات الداخلية؟ - عندى مشاركات كثيرة ابرزها فى مهرجان الخرطوم الدولى للموسيقى فى اربع دورات، وفزت بميداليات ذهبية، وشاركت فى مهرجان الثقافة الرابع ونلت الميدالية الفضية، وكنت عضوا بلجنة الغناء والموسيقى فى مهرجان الثقافة، وكانت آخر المشاركات فى حفل الاذاعة السودانية الذى نظمته احتفالاً بالعيد السبعين الذى أتى تحت شعار «هنا أم درمان وحدة الوجدان وحدة السودان». ٭ وخارجيا؟ - خارجياً شاركت فى نيروبى ايام توقيع اتفاقية السلام فى حفل تفاعلي مع الجماهير باستاد جيميى كنياتا، وشاركت فى حفل افتتاح السفارة السودانية بنيروبى، وغنيت فى حضور الرئيس البشير، وعندما رجعنا جوبا واصلنا مشاركتنا الخارجية بمشاركات داخلية فى حفل بجوبا تم نقله على الهواء مع اتحاد عام فنانى جنوب السودان الذى يرأسه حاليا الاستاذ شول دينق مدير الفنون الشعبية، وانا فى موقع الامين العام. ٭ حدثنا عن اتحاد فنانى جنوب السودان وابرز اعضائه؟ - تأسس هذا الاتحاد فى 15 مارس عام 1973 على يد الفنان استيفن دينق، وهو الآن بدبى بالامارات، ونتواصل معه تلفونيا.. وكنت أنا الرئيس لدورتين متتاليتين، ومن أبرز الاعضاء حاليا الفنانة تريزا مثيانق دوت أم الفن الجنوبى واقدم المبدعات، وكانت قد شكلت ثنائى السلام وغنت فى اتفاقية اديس ابابا مع جوزفينا اماو وهى الان بامريكا. وايضا من اهم الاعضاء الراحل عبد الله دينق وموسى نبيل وجون براون وعوض الله كور وشول ريكا وهو فنان مافى بعدو فنان قدر يصل مرحلته، وهو اول مبدع جنوبى عزف على آلة العود، ولحن للفنان الكابلى ويلحن بالسلم السباعى، وكتب عنه جمعة جابر فى كتابه «الموسيقى السودانية». ٭ أفضل أغنياتك التى ترتاح لها؟ - افضل الغناء التراثى، ولى عدد كبير من الاغانى بالآلات الشعبية التى تعبر عن المناطق الطرفية، وغنيت ايضا بموسيقى الجاز والموسيقى الحديثة والنقارة، واحب جدا اغنية «كوانج اكواج» زعيم القبيلة السلطان الذى عاش ايام الرئيس عبود، وعندما تم توصيل خط السكة حديد للجنوب ايام البوليس «أبو رداء» خرج لاستقباله والف الاغنية التى تحمل مضامين وطنية وتربط الناس اجتماعيا عبر لحن موسيقى يدهش خريجى كليات الموسيقى، وهى الآن الاغنية الاولى فى الجنوب، ويستقبل بها رئيس الجنوب الزعماء والرؤساء، وهى مارش عسكرى بسلاح الموسيقى بالجنوب، وغنيتها آخر مرة فى قناة «هارمونى» مع فرقة البالمبو، واحب ايضا اغنية «سوزانا» كلمات الاستاذ استيفن دينق. ٭ انتاجك الخاص؟ - عندى مجموعة من أغنيات التراث، وأول اغنية خاصة كتبتها ولحنتها وسجلتها للاذاعة السودانية اسمها «غادتى»، ومن أغنياتي ايضا «ضالتى» و«انتظرينى»، وعندى من الجديد الكثير. ٭ أين هو اتحاد فنانى جنوب السودان؟ - الاتحاد موجود، واعضاؤه كلهم اعضاء فى اتحاد المهن الموسيقية، لكنه كان يمر بمشاكل فى الفترة الاخيرة، وتحول من اتحاد الفنانين الجنوبيين الى اتحاد عام فنانى جنوب السودان، ووصل الاتحاد الى مرحلة الاتحادات المصغرة بواراب وجوبا، وكنا نطمع فى ظل حكومة الجنوب أن تعمل وزارة الإعلام والراديو والتلفزيون على رعاية الاتحاد وتسجيل أكبر عدد من الاغنيات فى الاجهزة الإعلامية الحكومية.. وكنا نأمل ان تقوم وزارة الثقافة والشباب والرياضة بالقاء نظرة عناية على الاتحاد، وتقوم بالاهتمام بالمبدعين الجنوبيين.. لكن لم نجد منهم اى شىء، واصبحت الوزارة تهتم بالرياضة وتهمل الثقافة والفنون، ووصلت الى المسؤولين لكنهم لم يسمعوا رأيى. ٭ هل لكم مشاركات فى الجنوب باسم الاتحاد؟ - بعد اتفاقية نيفاشا شاركنا باسم الاتحاد فى مناشط بسيطة بالجنوب، ووجدنا فرصتين فى العيد الاول للاتفاقية فى جوبا وذكرى رحيل جون قرنق، ووجودنا فى الجنوب مشكلة لأن الوزارة هناك تهتم بالافراد وما عندها مؤسسية فى اختيار الاسماء المشاركة بنظام معين، ومافى وسائل للمحاسبة، ولا يستعينون بالاتحاد فى تنظيم الحفلات. واتمنى من النظام الجديد العمل بمؤسسية، وأرجو من الوزارة توزيع فرص المشاركة في البعثات الخارجية عن طريق الاتحاد وليس عشوائيا بطريقة فردية.. ونحن دورنا بصفتنا اتحادا فى مرحلة الاستفتاء، الدعوة الى الوحدة ميدانيا، ونتمنى من التلفزيون والاذاعة اتاحة فرصة للاتحاد لتسجيل أعمال جديدة تدعو للوحدة.