٭ ظهر في الصورة الطفل الاردني (علي) بسنواته الثلاث وهو يستعين بأصابع قدميه في ممارسة نشاطاته اليومية كتناول الطعام والشراب والتحدث بالهاتف الخلوي.. ٭ تحدي على الاعاقة التي ولد بها بعد ان ساعده والداه في الاعتماد على نفسه بتكرار المحاولة مهما كان (ثمن) فشلها ليفوز في النهاية بنجاح غير (عابر) بعد ان يتعلم من المحطة التي سبقت نجاحه.. ٭ اثبت علي فعلا ان الفشل هو التجربة التي تسبق النجاح اذ ساعدته ارادته (الصغيرة) ودفعته لصعود السلم ونزوله في محاولة اكتشاف العالم حوله بعد ان يتلمس الطريق.. ٭ كثير من المعاقين يستسلمون للاعاقة ويرضخون بيأس تام للنتيجة التي يصفها المعاق بالحتمية اذ يحس انه فعلا قد وصل الى يأس مكتوم غير مرئي او معلن بل وينتظره في آخر النفق المصير (المظلم)... ٭ بعض المعاقين في السودان رغم انضمام بعضهم لكيانات محددة تعمل على دمج المعاق في المجتمع وجعله فردا (مشاركا) إلا ان المعاق لم يجد (الدور) الذي يلعبه ويؤديه في المجتمع وذلك لان المجتمع لم (يبحر) تماما في داخل المعاق ليخرج (درره) المكنونة ومواهبه التي حباها به الله عز وجل في مختلف المجالات (الفن والادب وغيره) .. وانا اعرف الكثير منهم يملكون مواهب ثرة تحتاج للصقل والتعريف.. وبجانب اجادة بعض الاعمال التي يمكن ان تدر عليه دخلا يكفيه شر السؤال.. كل هذه تحتاج لتسليط الضوء على المعاق ومنحه فرصة المشاركة . ٭ المعاق فرد مهم في المجتمع وصاحب الاعاقة (الخفيفة) يمكنه ان يؤدي عمله كاملا ولكل دور يقدمه فقط يحتاج للاندماج في المجتمع مع المتابعة والتوجيه والتحفيز وغرس قيمة الامل بعد وداع القلق والتوتر والخوف لتبدأ الحياة من جديد من خلال بوابة واسعة تفضي لعالم يجد المعاق نفسه فيه تماما اذ يكسبه من (ابداعه) ما يعينه على ظروف الحياة الصعبة، وهناك في غير بلدنا شركات يديرها معاقون تماما.. ٭ بعضهم يصف اعاقته بأنها نهايته المحتومة وآخر يصفها بالشبح المترائى امامه يعزله عن العالم ويمنعه عن اختراق ما يعده هو مستحيلا.. للوصول للممكن وآخر وصفها لي بالكابوس الذي يقف سدا بينه وبين الدخول في عالم الاصحاء المعاقين.. ٭ اذا لابد ان تزول كل هذه المخاوف من قلب وعقل المعاق ليمنح نفسه املا وبداية في مجتمع يجب ان يفسح للمعاق مجالا ليقدم يدا بيد مع السليم ما يدفع الوطن الى الامام فقط اتمنى ان نغوص في دواخلهم لنخرج الصدف.. ٭٭ همسة.. القارب يتمايل .. يغرق.. تأخذه الرياح بعيدا.. ترتفع الاصوات.. ولكن يبقى الأمل...