٭ في البداية قال دكتور فرجاني (لعل احد لا يختلف في ان الهدف النهائي لاي نظام اقتصادي هو تحقيق اعلى رفاه ممكن للناس عامة. ٭ ويعني هذا الهدف اولاً ان تتوافز للبشر كافة حد ادنى من الحاجات الاساسية التي تحمي الكرامة الانسانية وهذا هو مفهوم حد الفقر المطلق. ٭ ويلي هذا الحق الانساني الاول ان تتوافر للناس القدرة على العيش في حياة صحية واكتساب المهارات الممكنة من العمل المنتج والمكسب وتمثل هذه القدرة سبيل الناس الى تحسين مستوى معيشتهم وهى ايضاً وسيلة زيادة الناتج الكلي ورفع الانتاجية وهذان الشرطان جوهريان لرقي المجتمع كله. ٭ اذا نظرنا الى مقدمة المقالة بالمقارنة مع حالنا في اطار برنامج الاصلاح الاقتصادي القائم على رفع الدعم من كل الخدمات تتجلى لنا حقيقة ان الآثار السالبة تمكنت من نخر البنية الاجتماعية وخلخلتها حد الاهتراء والتحلل والظاهرات كثيرة تفوق الحصر والعد.. المرض.. مرض السرطان الذي قارب الشكل الوبائي.. العطالة.. التشرد.. الانحراف.. الاختلاسات والاعتداء على المال العام كما يبينه المراجع العام.. كل سنة.. الدعارة.. تزايد الاطفال مجهولي الابوين.. الاحتيال.. الغش.. الجريمة.. هذا واقع مرير.. لكنه حقيقة وتجاهله لا يلغيه ولا ينفيه مهما تحدثنا عن المشروع الحضاري او القيم والاخلاق. ٭ وفي مقالة دكتور نادر فرجاني بالنسبة للمجتمع المصري بعد سياسة الانفتاح يستمر قائلاً.. ولكن ليس بالخبز وحده يعيش الانسان كما يقال ولذلك فإن التنعيم بالحياة في نهايات القرن العشرين يعني الاستمتاع بحقوق معنوية تبدأ من المشاركة السياسية الفاعلة مروراً بالعدالة والمساواة، ووصولاً الى الاستمتاع بالجمال وهذه هى الابعاد الارقى لمفهوم القدرة الانسانية في تعريف مستوى المعيشة.. ومن ثم الفقر ولكننا سنكتفي في هذا المقال بالحد الادنى الى النظر في الفقر بدلالة الحاجات الاساسية. ٭ لا يدعي احد ان برامج الاصلاح الاقتصادي تؤدي الى تحسين مباشر في مستوى معيشة عامة الناس على العكس يتفق الجميع بمن في ذلك عتاة المروجين لهذه البرامج على انها تؤدي في مراحلها الاولى على الاقل الى تدهور في مستوى المعيشة العام. اواصل مع تحياتي وشكري