باجماع عدد كبير من المدربين والمهتمين فإن مباراة المريخ وجزيرة الفيل التي لعبت امس الاول باستاد مدني تعتبر هي الاقوى والاجمل والامتع والاكثر اثارة من بين كل مباريات الدورة الاولى للممتاز، حيث جاء التنافس فيها شديدا وكانت الندية طابعا لها وبذل فيها نجوم الفريقين جهدا مقدرا وكبيرا نال اعجاب القاعدة الجماهيرية التي شهدتها من داخل الاستاد والذين شاهدوها على الشاشات البلورية، حيث اتسمت باللعب السريع والمستمر بعيدا عن العنف وظهرت بجلاء تكتيكات المدربين ، واستثمر اللاعبون خبراتهم الطويلة في الملاعب خاصة نجوم المريخ فيما كان فريق جزيرة الفيل ندا قويا استطاع ان يثبت وجوده ويؤكد على قوته وجدارته من خلال المستوى الرفيع الذي قدم به الافيال المباراة، حيث كانوا منظمين وعمدوا على اللعب دون اللجوء للاساليب الاخرى، وقدموا عرضا اكسبهم احترام كل القاعدة الرياضية ذلك بفضل مجهودات المدرب فاروق جبرة والذي اعلن عن ميلاد مدرب جديد وشاطر. جاء شوط المباراة الاول قويا كان التفوق فيه بصورة واضحة للمريخ حيث قدم افراده مباراة جادة قوية سريعة قوامها اللمسة الواحدة والايقاع السريع وتبادل المراكز والتمرير السهل الممتع، الشيء الذي جعل السيطرة على الكرة والملعب تؤول اليهم، وقد تهيأت لهم العديد من السوانح التي كانت كفيلة بحسم نتيجة اللقاء ولكن ضاعت بسوء الطالع والشفقة خاصة الفرصة التي وجدها قلق وهو على انفراد كامل بالمرمى. في شوط اللعب الثاني جاءت البداية لصالح الافيال حيث لعبوا بقوة وكانوا اكثر اصرارا وارادة على الوصول لمرمى المريخ مستفيدين من سرعتهم والخلل الموجود في منطقة محور المريخ والثغرة في دفاعه بين الثنائي الباشا وسفاري وهذا ما جعل مهاجم الجزيرة يستغل هذا الخلل بايجابية وينجح في الوصول لمرمى محمد كمال. اداء المريخ ارتفع نوعا ما بعد هدف الجزيرة وسعى نجومه بجدية لتحقيق الفوز، وقاد العديد من الهجمات عن طريق كل الجبهات ولكن صلابة دفاع جزيرة الفيل ومن خلفه الحارس المتألق بهاء الدين منعا المريخ من تحقيق الترجيح الا في الدقيقة الاخيرة من عمر المباراة. عقب اللقاء تحدث المدير الفني لفريق المريخ المستر كاربوني مرجعا اهتزاز اداء فريقه في بعض فترات الشوط الثاني وتأخره في حسم اللقاء الى الضغط النفسي الذي ادى به اللاعبون المباراة وسببه المحافظة على فارق الست نقاط بينهم ومنافسهم «الهلال» حيث اسهم هذا الضغط في اضعاف التركيز لدى اللاعبين وجعلهم يلعبون بشفقة وتسرع بغرض حسم النتيجة مبكرا الشيء الذي كان له الاثر السلبي، واثنى كاربوني على فريقه وقال ان ابرز ما لفت نظره ان نجوم المريخ تضاعف انفعالهم وزادت همتهم بعد هدف التعادل وتحركوا بجدية لادراك هدف الترجيح وقد كان لهم، مشيرا الى ان هناك كثيرا من الفرق تنهار بعد ان يلج شباكها هدف تعادلي. واوضح ان المباراة كانت قوية وقد اوصى لاعبيه بعدم الاحتفاظ بالكرة والتعامل بحسابات دقيقة مع ارضية الملعب لاسيما بعد هطول الامطار قبل يوم من اللقاء. اما الكابتن فاروق جبرة فقد ذكر ان فريقه خسر بسبب خبرة نجوم المريخ، مشيرا الى انه وضع التكتيك المناسب لفريقه خلال شوطي المباراة وعمل على تقفيل مفاتيح لعب المريخ ومراقبة مركز صناعة لعبه والذي قام على اللاعب بدر الدين قلق، واوضح فاروق انه استغل عدم انسجام عمق الدفاع المريخي وضعف دور محوري المريخ للوصول لمرماه وقد نجح وكان فريقه يستحق التعادل لولا ثبات وتمرس نجوم المريخ الذين لم ييأسوا وتعاملوا مع المباراة حتى دقيقتها الاخيرة وكان لهم ما ارادوا. وقال جبرة انه راض عن اداء فريقه واثنى على مستوى المباراة. الجدير بالذكر ان غالبية الجمهور الذي شهد المباراة كان مريخيا حيث شجع فريقه بقوة منذ بداية المباراة وحتى نهايتها وكان له الاثر الكبير في ان يخرج المريخ فائزا. وعقب نهاية المباراة اتجه نجوم المريخ نحو المدرجات وقدموا لجماهيرهم التحية والشكر في موقف اكد على تلاحم فريق المريخ وجماهيره.