انتقد قادة سودانيون رواية الكاتب المصري محمد حسنين هيكل عن احداث الجزيرة ابا ومقتل الامام الهادي المهدي، ووصفوه بالجهل ورأوا انه لا علم له بالحقائق والتاريخ وانما يسعى لبطولات زائفة. وقال الدكتور الصادق الهادي المهدي نجل الامام الراحل ل «الصحافة» ان والده اغتيل برصاصة اخترقت ما فوق الفخذ وسببت له نزيفا حادا ادى لمفارقته الحياة بعد ان مكث زمنا بمستشفى ريفي بالحدود السودانية الاثيوبية. وأوضح الصادق ان الامام الهادي كان في طريقه الى خارج السودان بعد المواجهة الدامية مع نظام مايو بالجزيرة ابا التي راح فيها الف شهيد من الانصار، مشيرا الى ان والده تعرض لاطلاق نار بقرية أونثا الحدودية جوار الكرمك وليس كسلا، متسائلا كيف يخطئ هيكل في حدث كبير مثل هذا، واصفا ذلك بالافتئات على الحقيقة، وقال انه كان يعتقد ان لدى هيكل معلومات يقدمها في برنامجه ولكن اتضح ان معلوماته غير صحيحة مما يشكك في كافة معلوماته الأخرى، وزاد (يبدو ان هيكل اختلطت عليه الأمور واصابه الخرف.) ومن جهته، قال اللواء متقاعد خالد حسن عباس عضو مجلس قيادة ثورة مايو الذي كان رئيسا لهيئة اركان الجيش في تلك الفترة ل «الصحافة»ان الامام الهادي لم يمت مسموما وانما اطلق عليه النار بطريق الكرمك من قبل شاويش بوليس ظن ان الامام ومن معه من المهربين حين لمح احدهم يحمل طبنجة، وروى ان الامام الهادي ومرافقيه طلبوا من صبي جلب ماء للشرب، وأن الصبي ذهب لمنزله لإحضار الماء وابلغ والده وهو «الشاويش» الذي خرج يحمل سلاحه فظن مرافقو الإمام انه تعرف عليهم فإخرج احدهم طبنجة ولكن الشاويش بادر بإطلاق النار لاعتقاده أنهم مهربون، فأصابت رصاصة الإمام الهادي في فخذه. واشار الى محاكمات جرت بعد الانتفاضة للشاويش وضابط المجلس البلدي بالمنطقة، مستنكرا حديث هيكل بغير علم وقال (منقة شنو وهي كسلا فيها منقة؟)، متهما هيكل بالسعي لتحقيق بطولات لنفسه بحديثه المكرور عن انه قال للرئيس الرحل جمال عبد الناصر وان عبدالناصر قال له، مشيرا الى ان هذا كله محض تأليف من هيكل. يشار الى ان الكاتب المصري محمد حسنين هيكل، قال في برنامجه «تجربة حياة» بقناة الجزيرة يوم الخميس الماضي ان اغتيال الامام الهادي المهدي تم عبر سلة مانجو سودانية مسمومة أودت بحياته بمدينة كسلا،وقال ان الطيران المصري لم يشارك في ضرب الجزيرة أبا.