بدأت بمحكمة جنايات الخرطوم شمال أمس محاكمة أربعة من صحفيي «رأي الشعب» هم أبوذر علي الأمين،وأشرف محمد عبد العزيز، ورمضان محجوب، والطاهر أبوجوهرة، وترأس المحكمة القاضي مدثر الرشيد، وسط إجراءات أمنية مشددة حيث طوقت قوات الشرطة مقر المحكمة ومنع الصحفيون وأسر المتهمين من الدخول لحضور الجلسة التي استمرت أكثر من ست ساعات. وبدأت الجلسة بطلب من هيئة الدفاع بالإذن لهم بمقابلة المتهمين حتى تبدأ إجراءات المحكمة، وأذنت لهم المحكمة بذلك على أن يُحدّد خمسة منهم للمقابلة لكثرة عدد المحامين، ثم بدأت الإجراءات بسماع المتحري في البلاغ المستشار خالد بله. ثم طلب رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين المحامي كمال الجزولي من المحكمة أن تكون المحاكمة علنية ويسمح فيها للصحافة بالحضور والنشر بحسب القانون إستناداً لعلنية المحاكمات كحق قانوني ودستوري، وبحسب القاعدة أن العدالة يجب أن تُرى حين تُطبّق. ورد ممثل الاتهام المستشار ياسر أحمد محمد بأن النيابة سبق لها أن منعت النشر في القضية خلال مرحلة التحريات وذلك للحفاظ على سرية معلومات التحري، وأنه وبتحويل البلاغ للمحكمة لا يرى ما يمنع من قبول طلب الدفاع، مشيراً إلى أن هذا من الدستور والقانون، وبإتفاق الطرفين رأت المحكمة السماح بالنشر وفق الضوابط القانونية. واستجاب القاضي لطلب الدفاع بعرض الصحفيين على أطباء إختصاصيين قبل جلسة اليوم. وقال رئيس نيابة امن الدولة المستشار ياسر احمد في خطبة الاتهام إن المتهمين شكلوا تهديدا لأمن الدولة وزرعوا الفتن من خلال نشرهم لمقال في صحيفة «رأي الشعب» في العدد الصادر بتاريخ 9 مايو 2010.، وطالب بإيقاع العقوبات المناسبة في مواجهة المتهمين الأربعة،»، تحت المواد 21، 24،25،26،50،53،63،64،66،69 من القانون الجنائي والمواد 23،24،26 من قانون الصحافة والمطبوعات. واستمعت المحكمة للمتحري في البلاغ وكيل نيابة أمن الدولة المستشار خالد بله الذي ركز على فقرات من مقال أبوذر موضوع الاتهامات تحت مواد من القانون الجنائي وقانون الإرهاب وقانون الصحافة، وعنوانه « انتخابات فوز علي عثمان وليس البشير». واكد المستشار بله يعقوب بأن الموضوع الذي تناوله المقال موضوع البلاغ مثير للفتنة ومهدد لأمن الدولة، وحددت المحكمة جلسة اليوم لسماع الشاكي. ولدى خروج الصحفيين المتهمين من المحكمة، وجدوا الشارع مكتظا بزملائهم وأسرهم وبينما كانوا يصعدون للسيارة التي ستقلهم إلى سجن كوبر ، نادى رمضان محجوب «دايرين موية» فتدفقت إليهم قوارير المياه، وسمحت الشرطة بتسليمها لهم فضحك رمضان وهو يتحدث إلى العشرات من خلال شباك «دفار الشرطة»،ولكنه طالب مرة أخري بشئ، وعند الاقتراب منه قال «دايرين تلفزيون لنشاهد مباريات كأس العالم» فضج الصحفيون والمواطنون الذين تجمعوا بالضحك وشاركهم أفراد من الشرطة الضحك كذلك. ويدافع عن الصحفيين عدد كبير من المحامين بقيادة كمال الجزولي ود.العالم وكمال عمر وبارود صندل وساطع الحاج وأبوبكر عبد الرازق وآخرين. ويواجه أبو ذر المتهم الرئيسي في القضية اتهامات عدة أبرزها إثارة الفتنة التي تصل عقوبتها إلى الإعدام، كما يواجه المتهمون الآخرون اتهامات أخرى حيث يعتبر أشرف عبد العزيز في مقام رئيس التحرير ، ورمضان سكرتير تحرير مسؤول عن مراجعة المواد قبل نشرها، وأبو جوهرة رئيس القسم السياسي مسؤول عن الملف السياسي الذي نشر به مقال أبوذر موضوع الاتهام.