ارتفعت معدلات الاصابة بالسكري وسط الاطفال ما ادي للضغط علي المراكز المتخصصة ما يعني زيادة الضغط النفسي علي المرضي وذويهم « الصحافة» في المساحة التالية تسلط الضوء علي ارتفاع معدلات الاصابة بالسكر بين الاطفال. وفقا للاحصائيات الرسمية كما اوضحتها الدكتورة الهام محمد عمر اختصاصية الاطفال حديثي الولادة ونائبة رئيس الجمعية السودانية لسكري الاطفال التي اشارت الي ان السودان يحتل المرتبة الثانية في الوطن العربي، وان الاحصاءات التقريبية تشير الي اكثر من «500» حالة مسجلة والمرض لا يفرق بين الفقراء وميسوري الحال بل يصيب في مختلف اعمارهم وبعضهم اقعده المرض عن مواصلة التعليم نسبة لملازمة فراش المستشفي لفترات طويلة، ومضت الدكتورة الهام الي ان اخر ما توصلت اليه الابحاث العلمية في معالجة داء السكري عند الاطفال يتمثل في مضخة صغيرة شبيهة بجهاز الموبايل يمكن ربطها او تثبيتها في جيب البنطال او علي الملبس وتعمل هذه المضخة علي تنشيط خلايا البنكرياس ولكن يعيبها ارتفاع تكلفتها المادية وبدأت هذه المضخات تصل السودان عبر الشركات الموردة للادوية . وحول الضغط علي المراكز تقول الدكتورة الهام ان التسجيل يصل الي «40» حالة في الاسبوع بمركز جابر ابو العز بالخرطوم «2» ونضطر في كثير من الاحيان الي وقف التسجيل لان المريض يحتاج لزمن واف علما ان المركز يستقبل الحالات مرة واحدة في الاسبوع لفترة تمتد من الثامنة صباحا الي الثانية ظهرا . اسباب انتشار سكري الاطفال ما زالت مجهولة حتي اليوم وهناك من يري ان نسبة «10%» جاءت اصابتها بسبب العوامل الوراثية اضافة الي الالتهابات الفيروسية وعوامل بيئية تتمثل في الاسمدة واستعمال اللحوم المجمدة وهي غير مثبتة برغم انها لا زالت ضمن دائرة الاتهام . وعن معاناة الاطفال المصابين بالسكري تمضي اختصاصية الاطفال للقول ان الاطفال واسرهم يتعرضون لصدمات تدفع البعض الي رفض التشخيص والعلاج، و يصنف الاطفال كمصابين بالنوع الاول المعتمد علي الانسولين حيث تعمد الاسر الي العلاج البلدي بما يتضمن الحجامة ،بعضهم يربط اقراصا مغناطيسية علي البطن اضافة لتعاطي الحرجل وغيره اننا ننصح بعدم ايقاف دواء السكري لاي سبب، كما اكدت الدراسات ان الاطفال المصابين بالسكري ينتمون لاسر فقيرة في وقت ترتفع فيه قيمة العلاج برغم توفير الدولة للانسولين مجانا وبرغم جهود وزارة الصحة وسعيها لكن الكميات غير كافية في وقت بات فيه المرض ينتشر في كل بقاع السودان ما تطلب تدريب «48» معلمة سكري و «56» مرشدة تغذية في مختلف الاقاليم ، و تشهد الفترة القادمة فتح «25» عيادة بمستشفيات الاقاليم المختلفة تتكون كل عيادة من فرقة متكاملة . ايمان طه «15» عاما من منطقة علوان بشرق النيل تحدثت عن معاناتها مع المرض والتي تتمثل في انتفاخ بالبطن وحالة استفراغ مستمر اهملته لعدم درايتها بداء السكر ، واشارت ايمان الي ان حضورها الدوري للمركز اضفي عليها معاناة ومشقة اضافة الي ما تعانيه من افتقار للاموال الكافية لتوفير العلاج اذ انها في كثير من الاحيان تعتمد علي هبات المانحين بالمركز خاصة ان والدها عامل محدود الدخل. اما صفاء التي التقيناها بمركز جعفر بن عوف مع والدتها سكينة التي تعمل بائعة مأكولات بالموقف الجديد، قالت ان المرض ظهر علي ابنتها صفاء منذ خمسة اعوام وهي الان في العاشرة من العمر، وعن الاعراض تقول سكينة انها لاحظت كثرة التبول علي الفراش وهي عادة غريبة عليها فذهبت بها الي الطبيب، فأكد الفحص وجود سكر وصل الي 600 وتم تحويلها لحوادث الخرطوم فتم حقنها بالانسولين منذ اليوم الاول وبعد استقرار حالتها كنت اعتقد بشفائها التام ولم اتوقع ديمومة العلاج وبعد مغادرة المستشفى تدهورت حالة صفاء من جديد وبدأت تعاني اضطرابات وخفقان في القلب وتصبب العرق فرجعنا للطبيب الذي افاد باستمرارية الجرعات. واشتكت سكينة من ندرة الانسولين في بعض الاحيان ما يضطرهم اللجوء للشراء من الصيدليات الخاصة بقيمة «20» جنيها . عشرات بل مئات الحالات مثل ايمان وصفاء كتب عليهن المعاناة مع المرض خاصة ان السكري تستصحبه العديد من الامراض الاخري من امراض النظر والكبد والكلي كما ان المرض اقعد الكثيرين مثل حالة صفاء التي توقفت عن مقاعد الدرس في السنة الثالثة من مرحلة الاساس ما يتطلب من الدولة مراجعة سياساتها في تخفيف المعاناة عن اسر الاطفال المصابين .