قدم لنا الاخ محمد حاتم سليمان المدير العام للتلفزيون دعوة أنيقة بخصوص إقامة احتفالية كبرى بمناسبة العيد الذهبي للتلفزيون عرفاناً بما قدم المبدعون على مدى خمسين عاماً عامرات وتوجهاً نحو تلفزيون عالي النقاء.. وهذه الدعوة للقاء تفاكري حول هذه الاحتفالية بمقر التلفزيون صباح الخميس الماضي. ونحن اذ نشكر الاخ محمد حاتم على هذه الدعوة حيث وجدت انا شخصياً متسعاً من الوقت لحضورها ولاهتمامي الخاص بالتلفزيون نسبة لاسهاماتي المتعددة فيه في الماضي.. وقد احتشد استديو علي شمو بكل من قدم برامج في التلفزيون خلال مسيرته التي امتدت لنصف قرن تقريباً وذلك لمناقشة مكونات المشروع الاساسية والتي تحتوي على البرامج الاحتفالية، مشروع البرج، مشروعات استضافة اتحاد الاذاعات العربية ومشروع فصل القناتين.. وقد اشتمل البرنامج في هذا اللقاء التفاكري على كلمة المدير العام والتي تحدث فيها عن التطور الذي شهده التلفزيون خلال هذه الفترة مع إبداء الشكر للرعيل الاول الذين قامت على اكتافهم هذه المؤسسة.. وفي عرض وثائقي تم تنوير الحضور باستراتيجية التلفزيون الحاضرة ثم السيرة الذاتية للتلفزيون وملامح المستقبل وأخيراً كيفية تنفيذ المشروع من خلال آليات العمل.. وجدت نفسي اجلس بين اثنين من قامات التلفزيون في الماضي وهما الأستاذ عوض أحمد صاحب أشهر وأفضل برنامجين «قضايا الناس» و«مسابقات المدارس» والأخ حمدي بولاد ملك المنوعات الذي لم يتكرر حتى الآن! وقد جلس في المنصة الرئيسية الاخ علي شمو اول مدير للتلفزيون والأخ محمد حاتم المدير الحالي والذي اتاح الفرصة لعدد من الحضور للمشاركة بالتعليق والمقترحات.. وقد انضم الى مائدتنا الشيخ الكاروري والشاعر مصطفى عوض الله بشارة. بدأت صلتي بالتلفزيون في اوائل السبعينيات من القرن الماضي حينما ذهبت الى الاخ علي شمو مدير عام التلفزيون آنذاك طالباً تقديم برنامج اقتصادي بعد الشهرة التي اكتسبتها في هذا المجال من خلال الصحف، رحب الاخ علي شمو بي واستدعى المذيع المقتدر المرحوم أحمد سليمان ضو البيت وقال له انه سيفتح الباب للجامعيين للتعاون مع التلفزيون ويريدهم ان يجدوا بيئة صالحة للعمل.. وهذا توجيه بحسن التعامل.. وهذه ليست المرة الاولى التي التقي فيها بعلي شمو.. فقد كنا نلتقى أحياناً في الامسيات بعد نهاية الفترة المسائية مع بعض الاخوة منهم المرحوم الفاتح التيجاني نائب رئيس تحرير صحيفة «الايام» آنذاك وقد كنت اصغرهم سناً ونذهب لقضاء الوقت في سينما الوطنية غرب.. ولكن اكثر الفترات التي قدمت فيها برامج بالتلفزيون كانت على ايام الاخ المهندس حسن عبد الرحمن حيث قدمت ثلاثة برامج وهي: اولاً: اضواء على الخطة الستية وكان عبارة عن تنوير بالخطة من خلال استضافة تنفيذيين واكاديميين ومهنيين وسياسيين وقد استمر لفترة من الزمن.. ثانياً: برنامج شؤون اقتصادية والذي استمر لحوالي عامين قدمت فيهما عشرات الحلقات مناقشاً للسياسات الاقتصادية واستضافة عدد كبير من الاقتصاديين. ثالثاً: برنامج ناس واحداث وهو برنامج يتناول هموم وقضايا المواطنين من خلال تجوال الكاميرا في الاسواق واستضافة آخرين في الاستديو في حوارات. هذه البرامج حققت نجاحاً مشهوداً ونقلت لغة الاقتصاد الى لغة متداولة بسيطة يفهمها الناس وما زال الكثيرون يرددون مفرداتها. برامج الحوارات الاقتصادية استمرت خلال العشرين عاما الماضية من آخرين ولكنها لم تكن بالفاعلية المرجوة لانه يتم تقديمها من كوادر غير اقتصادية بحيث انها لا تستطيع احيانا امتلاك زمام المبادرة او توجيه الحوار لما يفيد الموضوع المطروح نسبة لقلة الخبرة وتوفر المعلومات.. كما ان استضافة وزراء او مديري مؤسسات كل همهم تعظيم انجازاتهم لا يفيد البرنامج في شيء ومقدم البرنامج المسكين لا يستطيع ان يواجه الوزير او المدير المستضاف بالحقائق الدامغة لانه اما انه لا يعلمها او يتحاشاها. نحن نهنيء التلفزيون بالعيد الذهبي ومشروعاته التي تستمر حتى ديسمبر من العام 2102.. ونشيد بمبادراته في دعوة الذين عملوا به والاستماع الى مقترحاتهم لمزيد من التطوير.. وسنوافي السيد المدير العام بمقترحاتنا لتطوير البرامج الاقتصادية حسب طلبه بالاسهام في عملية التطوير من الجميع واستعداده للاستماع لهم ومزيدا من النجاحات لهذا المرفق الحيوي والمهم والاشد تأثيراً في الساحة الاعلامية.