أكد الاستشارى الهندسى الدكتورممدوح حمزة، ضرورة أن تأخذ مصر عبرة من السدود التى أقامتها اثيوبيا على نهر أومو الذى يغذى كينيا بالمياه. وقال حمزة ، فى ندوة عقدتها لجنة الحريات بنقابة الصحافيين مساء أمس الاول حول منابع نهر النيل، ان القبائل الكينية التى تعيش على المياه القادمة اليها من نهر أومو الى بحيرة توركانا أصبحت تعانى الآن من المجاعة بعد أن هبط مستوى المياه فى البحيرة الى حوالى 10 أمتار مكعبة،ورأى أنه بالرغم من تأكيد الاثيوبيين لكينيا على أن الهدف من السدود هو توليد الكهرباء فقط، الا أن ما حدث عكس ذلك تماما. وأشار فى الدراسة التى أعدها حول منابع النيل، الى أن اجمالى القيم الاستيعابية للسدود الأربعة على نهر أومو بلغت 73,1 بليون ، وأن اثيوبيا استطاعت أن تشيد خلال ال 12 سنة الماضية حوالى 10 سدود، منها سد كارادوبى على نهر أومو الذى يبلغ ارتفاعه 252 مترا، أى ضعفى السد العالى، وسد تيكيزى الجديد، وتوقع حمزة عدم نجاح مشروعات السدود على منابع النيل، لعدم دراستها بشكل جيد، واعتبر الخطر الأساسى الذى يواجه مصر ليس تلك السدود، وانما توجه عدد من دول حوض النيل الى عرض عدد من أراضيها للايجار أو البيع، أمام الشركات العالمية والدول الأجنبية والعربية، موضحا أن هذه الأراضى تروى من مياه النيل لكى يتم زراعتها، وهو ما يعتبر تهريبا لمياه النيل، وسرقة لها،مستشهدا بعرض السودان حوالى 30 مليون فدان للايجار، أمام الشركات والدول العربية والأجنبية، منها شركات سعودية وأمريكية واماراتية وشركات من كوريا الجنوبية والأردن. وتساءل حمزة: من أين ستروى هذه الأراضى، خاصة وأن اجمالى حصة السودان من مياه النيل لا تتعدى ال 19 مليون متر مكعب، مطالبا بضرورة أن تأخذ الحكومة المصرية موقفا من هذه الدول التى تعرض أراضيها للايجار، وتعرف من أين ستروى هذه الأراضى حتى لا تزرع من حصة مصر من المياه، ويصل الأمر فى النهاية لمجاعة كبيرة بين المصريين. من جهته، روى الكاتب الصحفى عادل حمودة، تفاصيل رحلته التى قام بها الى اثيوبيا، وحالة الفقر التى يعانى منا الشعب الاثيوبي. وقال حمودة انه «منذ 10 سنوات كان الصادق المهدى رئيس الوزراء السودانى فى القاهرة، وقال ان اسرائيل عرضت على الحكومة السودانية أن تشترى من بعض حكومات دول حوض النيل نسبة من المياه، مما يجعل النيل كالبترول»، ولكنى فى حقيقة الأمر لا أصدق أن اسرائيل ستعانى فى يوم من الأيام من أزمة مياه، لسبب بسيط، أن الترع التى تم شقها فى سيناء لعمل مشروعات التنمية هناك ولم تنجح، سيتم استخدامها لتوصيل المياه لاسرائيل فى المستقبل مثلما يحدث مع الغاز.