تراصت «الفنارات» البحرية بأشكال متشابهة اشبه «بمآذن المساجد» تقف شاهقة في عرض البحر الأحمر، لترشد السفن لمسارات دخول المرسى في النهار، وتبشر انوارها الصاحية ليلاً في عتمة البحر القادمين والمسافرين علي ظهر السفن بأحلام الوصول. الفنارات من المعالم السياحية البارزة، والتي تميز المدن الساحلية عن غيرها، وذلك لإرتباطها بالموانئ البحرية، وهي بمثابة إشارات الوصول والاقتراب من الميناء، بجانب تحديدها لمسارات دخول السفن الي المراسي. مدينة بورتسودان اميرة الشرق وعروس البحر الأحمر، مدينة ضاربة في العراقة تمثل ثغر السودان الباسم بفناراته في وجوه القادمين، و»الفنارات « عبارة عن هياكل أو بناء مزود بأنوار كبيرة صممت أساساً لكي تستخدم كمساعد ملاحي وتختلف الفنارات وفقا لمجموعة عوامل مثل الموقع وأهميتها النسبية ونوع الأرض المقام عليها ، مدى قوة الرياح المعرضة لها بجانب نوعية الخلفية بالنسبة لها، والمسافة المطلوب رؤيتها عليها وهي عادة ماتطلى بلونين على شكل أحزمة عرضية أو طولية أوحلزونية. وشهدت «عروس البحر» في الفترة الأخيرة طفرة عمرانية وبيئة كبيرة، جعلتها في مصاف المدن السياحية بجانب موقعها الساحلي المميز والمقومات السياحية الكبيرة، بجانب الحياة البحرية الزاخرة والمتنوعة بالمناظر الطبيعية « الشعب المرجانية والأسماك الملونة والأصداف بأنواعها واحجامها واشكالها المختلفة». مايميز الفنارات انوارها القوية وتنقسم الي أنوار كبرى منشأة بغرض استخدامها في الاقتراب من السواحل أو عند الإبحار بالقرب من السواحل حيث تظهر على البروزات المختلفة لهذه السواحل، والأنوار الثانوية وهي أنوار يتم انشاؤها في مداخل الموانئ والأماكن الأخرى التي يطلب الأمن أن تظهر أنوارا ذات كثافة ضوئية عالية ،الأنوار الصغرى وهي أنوار ذات كثافة ضوئية متوسطة أو منخفضة وغالبا ما تعمل بطريقة اتوماتيكية وتستخدم في الموانئ وعلى جانبي الممرات الملاحية والأنهار وعادة ما تأخذ هذه الأنوار خصائص وألوان الأنوار المستخدمة في نظام الشمندورات الجانبية .