بالرغم من ان عروض الازياء باتت مهرجانات عالمية تقطع لها المسافات وتعبر لحضورها القارات الا ان السودان ظل بعيدا عن تلك الممارسات خاصة في ظل الموروث السوداني المتشدد تجاه عارضات الازياء من الجنس اللطيف . وامس الاول اصدرت شرطة الخرطوم امرها بتوقيف عدد من الذين شاركوا في معرض للازياء اقيم بالنادي العائلي بالخرطوم وعن الدلالات الثقافية والاجتماعية لمعرض الازياء عمدت الصحافة الى تلمس وجهات نظر المواطنين عن الظاهرة ومعانيها ، يقول محمد احمد ابراهيم قال ان المجتمع السوداني عرف ظاهرة المكياج منذ زمان بعيد وبشأن توقيف عدد من العارضين قال محمد احمد ان الشرطة قامت بايقافهم دون فتح بلاغات ضدهم ما يعني وفقا للقانون انهم لم يرتكبوا جرما ومضى محمد للقول ان المذيعين والمسرحيين ظلوا يخضعون لاعمال المكياج وحتى الجرتق السوداني الذي يخضع له العريس فهو من صور المكياج ولا يري محمد في ذلك التوجه أي استلاب ثقافي طالما كان موائما للموروث من القيم والعادات السودانية الحميدة ، اما فاطمة حسين فقالت ان ظاهرة عرض الازياء من الممارسات الدخيلة على المجتمع السوداني وفي عهد الفضائيات انتشرت هذه الثقافة الوافدة مشيرة الى ان الجديد في الظاهرة ولوج بعض الشباب من الذكور لعالم المكياج وهو توجه مثير للغثيان - على حد وصفها - وتساءلت فاطمة كيف لرجل يقبل بوضع المكياج والظلال والارواج كالنساء انه التشبه الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وانتقدت فاطمة الطريقة الفاضحة التي استخدمت في العرض خاصة ان التبرج ظل وقفا على النساء لجذب انظار الرجل ونوع من انواع التجميل البعيد عن الافراط وطالبت فاطمة بمراجعة التشريعات والقوانين لتجريم مثل هذا التوجه الخارج عن المألوف. اما محمد آدم قال ان عرض الازياء عادة دخيلة على المجتمع السوداني وهي لا تشبه عادات وتقاليد اهل السودان واتفق محمد في حديثه مع فاطمة في كل النقاط التي اشارت اليها ، ومن جانبه يرى حاتم سليمان ان فصل مثل هذه العروض اخف وقعا على المجتمع وطريقة التنفيذ جاءت دخيلة على المجتمع ومن الصعب ان يتقبلها الشارع السوداني المحافظ لان المجتمع ما زال محتفظا بتقاليده وعاداته. الباحثة الاجتماعية حنان الجاك طالبت بعدم انتقاد أي مظهر بصورة سافرة حتى وان كانت تلك الظواهر لا تتوافق والمنظمة السودانية من القيم وهذا لا يعني المعايير الثقافية وانما هو احساس جاذب بلا تنظيم حقيقي لمفهوم ثقافة عروض الازياء والتناقضات الاجتماعية عندما ترتبط بعروض تحمل دلالات المواكبة للموضة تبقى هنا الادانة ، وترى حنان بضرورة النظر للتناقض المجتمعي من خلال رواياتنا لواقعنا الحياتي من خلال تشكيلات الازياء التي نراها في الشارع العام وعبر كافة المؤسسات والمناسبات والافراح ولا ترى ان الاختلاط في عروض الازياء ليس شذوذا وخروجاً عن المجتمع وترى بان الاعتراض نوع من العبث المرتبط بالقيم البائسة - على حد وصفها - مشيرة الى ان نقاء المجتمع لا يرتبط بعروض الازياء بل باعلاء القيم الفاضلة واشارت حنان الى ضرورة احترام سبل التسوق في عالم قبل العولمة وسياسات التحرير مع ما يصحبها من مناهج تسويق مشيرة الى ان كل ما تم استخدامه في العرض كان منتوجا وطنيا خاصا مطالبة بان تكون مواكبة الموضة من خلال دراسات لتفعيل روح الجمال السوداني الاصيل في داخلنا .