ازدانت قاعة الشارقة بالخرطوم مساء الأول من أمس بالحضور المحتفي بالذكرى الأولى لرحيل أحد آباء الصحافة السودانية، اسماعيل العتباني مؤسس صحيفة (الرأي العام) في العام 1945م. حمل كل مشارك أوجاع الرحيل وجاء محتقبا أحزانه ليقف في حضرة رائد من روّاد الجيل الأول للصحافة السودانية سكب في سبيلها العرق ونور العيون. الحفل الذي حمل شعار( العتباني .. عراقة الماضي وأصالة الحاضر) قال فيه علي شمو (كنت أذهب إلى »الرأي العام« لاستقي من مدرسة صحفية من الطراز الأول)، وقال بشير البكري (أن للراحل رسائل واضحة في الحياة: سياسية، تهدف لإستقلال ورفعة الوطن، محاربة القبلية مع إعلاء قيمة الإنتماء للجذور، وإنسانية تجمع المدارس السودانية المختلفة، إلى جانب تصوفه العميق)، وقال محجوب محمد صالح (استطاع الراحل المقيم إصدار أول صحيفة مستقلة في السودان تميزت بالمهنية والحرية والصرامة في الوقوف إلى جانب الحق)، وقال ادريس البنا (أعطى صحيفة »الرأي العام« روحه وأخلاقه.حيث تحلى بالإتزان والخلق الكريم وأخرج صحيفة متزنة ورصينة)، وقال محمد خير البدوي (ساعدني الراحل حينما توليت رئاسة تحرير صحيفة الوطن، وظللنا نطبعها في مطبعة »الرأي العام«)، وقال على اسماعيل العتباني عن والده الراحل بأنه رجل أتعب من جاء بعده في مضمار المهنة الوطنية ف (والدنا الراحل لم يمتهن الصحافة لمجد شخصي أو إبتغاء حظوظ النفس). وتقول السيرة الذاتية لاسماعيل العتباني انه انتهج نهجا ينطبق عليه قول العارف مع التعديل.. ان تكون نفسك منك في تعب، والآخرون منك في (راحة = تعب)، فقد راعى طوال مسيرته أن يقدم نماذج ناصعة من الانتماء للوطن والصدق مع النفس والترفع عن ما يشين، فاتعب نفسه وسيظل متعبا لمن يختار السير في دربه.