نرفع الاقلام دقيقة في ذكرى الراحل المؤسس اسماعيل العتباني, ونتوجه نحو التاريخ لنتصفح حياة رجل آمن بوطنه وحريته فاختار طريق الانتماء الى شعبه من خلال نافذتين مهمتين عبر تاريخنا الوطني (مؤتمر الخريجين والصحافة) فالاول كان من بين مؤسسيه والثانية كان من خلالها يوصل صوت الشعب الى أعين وآذان المستعمر لتظل (الرأي العام) طوال (66) عاما عمرها المديد,هذا المنبر الذي لم ينحاز إلا للوطن باقية بتوهجها وبانتمائها تسند تواصلها اجيال من الصحافيين والاعلاميين والمثقفين وحملة اقلام الصدق والحقيقة ورثة أحق ودرة للصحافة السودانية تتألق كلما مضى عليها الزمن. ذلك هو العتباني الذي أمسك بانتمائه السياسي وإختار ل(الرأي العام) طريقها غير المنحاز لفئة أو تنظيم، وإنما انحياز للحقيقة ظلت معها طوال هذه السنوات كما السنبلة الخضراء لا تتكسر وانما تنحني لتقف أكثر قوة وإصرارا على مواصلة المسيرة كما هي الآن على حد وصف الدكتور كمال حنفي (تنتمي للعائلة السودانية الكبيرة) وذلك هو أصل فكرة التأسيس وحلم الراحل أن تكون هذه المؤسسة للسودان وأهله وقد كانت هذه الرحلة في حياة الرجل الذي عاش قرنا من الزمان قراءة في سفر تاريخ جزل العطاء وداراً مفتوحة لاتسد ابوابها ابدا وصحيفة تتطور متجانسة ومنسجمة مع تطلعات اجيالنا جيلا بعد جيل. ففي ذكرى رحيله نقف اعتزازا ونرفع قيم الوفاء مصافحين قمة حضوره بيننا والقراء ومجتمعنا بشرائحه كافة,ونبتهل الى المولى عز وجل ان يجزه عنا خير الجزاء وان يديم مواصلة المسيرة لصحيفة قدرها والعاملون فيها أن يحملوا أمانة الرسالة وراية الريادة الصحافية والاعلامية بيد أمينة لن تسقط أبدا.