يعتقد الكثيرون من مواطني مدينة الدلنج أن حكومة ولاية جنوب كردفان تضع عاصمة التعليم بجبال النوبة في ذيل قائمة اهتماماتها ويشيرون الى أن التنمية التي انتظمت الكثير من المحليات والمدن تجاوزت الدلنج رغم أنها المدينة الثانية في الولاية من حيث الكثافة السكانية والتأثير الإقتصادي والتعليمي ،ويشير محمد آدم حسن من مواطني المحلية الى ان الخدمات بالدلنج لاترقى للمستوى المطلوب وذلك على الاصعدة كافة وخاصة في الصحة و الطرق مضيفا أن هناك مدناً بالولاية حظيت بخدمات جيدة في الفترة الاخيرة الا أن ذلك لم يحدث في الدلنج وزيارة واحدة للمستشفى تؤكد هذه الحقيقة ، وعلى ذات الطريق مضى معلم رفض ذكر اسمه وقال إن الدلنج تتعرض لتهميش وتجاهل من حكومة الولاية التي نجحت في مدن وأخفقت في الدلنج،وأرجع السبب حسب اعتقاده الى عدم ولاء الكثير من أهل المدينة للحزب الحاكم . بعيدا عن حديث اهل الدلنج لابد من الإشارة الى ان المدينة تعاني في الكثير من الخدمات وأبرزها المستشفى الذي يبدو بعيدا عن مفردة مشفى يقصده الباحثون عن مفردة أخرى اسمها الشفاء ،فالمستشفى يبدو في حاجة ماسه للتشخيص والعلاج وذلك لانه يعاني العديد من الأمراض التي لاتخفى عن حال زواره ،فشكل العنابر وخاصة عنبر الاطفال لاترقى للمستوى المطلوب وتفتقر لابسط المقومات ويبدو أن يد الاصلاح لم تعرف اليها طريقا منذ عقود مضت،والأدهى والامر أن هناك فرن لصناعة الخبز بالقرب من عنبر الاطفال يبعث بادخنته دون مبالاه للاطفال ، أما المشرحة فهي تحتاج لتشريح لانها عبارة عن غرفة تفتقر للماء وللكهرباء وبالقرب منها يوجد مكب النفايات الخاص بالمستشفى. كان من الطبيعي في ظل التردي ان ترى الاغنام ترعى الحشائش والكلاب وهي تقضي قيلولتها بكل هدوء ،أما الكهرباء فهي لاتختلف كثيرا عن باقي الأشياء وذلك لانها تعمل لساعات معدودة والمولد الوحيد متعطل منذ فترة ولايعمل ، جهاز رسم القلب متعطل هو الآخر وكذا الحال ينطبق على اجهزة الموجات الصوتية ،اما الأشعه فلاتعمل بانتظام بسبب عدم وجود الافلام او ضعف الكهرباء ،سألنا احد الممرضين عن مجانية العلاج للاطفال دون سن الخامسة قال إنه لم يسمع بهذا القرار وألمح الى انه غير مطبق ،قسم العملية الصغرى والكبرى يحتاج هو الآخر لعملية اذ يفتقر المعدات الحديثة ،واذا تناولنا امر اصحاح البيئة يجدر بنا ان نشير الى أن الوضع بالمستشفى لايختلف عن واقع الحال المذري بسوق المدينة فالحال يبدو من بعضه،سألنا الدكتور رضوان حسن رضوان المدير الطبي لمستشفى الدلنج عن أسباب التردي الذي يعتبر سيد الموقف في المستشفى فقال: (في البدء أؤكد أحترامي الكامل للإعلام والصحافة وذلك لاننا شركاء في النهوض بالسودان ،لذا عندما يتم تناول مثل هذه القضايا فالهدف بالتأكيد البحث عن العلاج والحلول ،والمستشفى كما رأيتم يحتاج لعمل مكثف حتى يؤدي دوره كما ينبغي وهو يحتاج لزيادة في الكوادر ووضعه الراهن اضفى عبئا كبيرا على العاملين الذين يعملون لسد النقص وهم مشكورين على ذلك ،والمستشفى في حاجه ماسة لتقني رسم قلب وموجات صوتية ويحتاج لزيادة في عدد الاطباء واخصائي جراحة خاصة ان عدد المترددين على المستشفى يقارب المائة مريض في اليوم ،فيما يختص بصيانة العنابر فهي تحتاج للصيانة وكانت وزارة الطاقة قد قامت بتاهيل بعضها وخاطبناها لتكملة صيانة العنابر الأخرى ، بالنسبة للأشعه فهي تعاني ضعف التيار الكهربائي والمولد متعطل واحضرنا مهندسا لصيانته ،بشأن العلاج المجاني للأطفال دون الخامسه فهو موجود الا أن عدم وجود معظم الأدوية هو السبب في ضعف الخدمة ). يمضي مدير مستشفى الدلنج في حديثه للصحافة للقول ان المستشفى بصفة عامه يحتاج لتكثيف الاهتمام وقد زاره مؤخرا المعتمد واوضحت له ادارة المستشفى المطلوب ووعد بتوفير الحلول.معتمد محلية الدلنج العقيد(م) عبده جماع من جانبه اكد الاهتمام بتأهيل وتطوير المستشفى . *وتبقى الحقيقة واضحة مفادها أن مستشفى الدلنج يحتاج لاهتمام من حكومة مولانا أحمد هارون والتي عليها أن تفند الاعتقاد السائد لدى مواطني الدلنج بانهم مستهدفون وهذا بالتأكيد لا يتأتى الا بالخدمات