وقف باقان أموم فى ردهات مجلس الأمن الدولى ليقول باستحالة الوحدة بين الشمال والجنوب، بل ويطالب الدول الكبرى بدعم الدولة الوليدة القادمة. وبذلك خرج باقان ومن لف لفه عن اتفاقية السلام التى تدعو طرفي الاتفاق للعمل من أجل الوحدة، وخرج كذلك على الدستور الذى تضمن الاتفاقية كاملة. ما الذى يتكئ عليه باقان فى تصريحاته؟ ان كان يقول ان الدولة لم تقم بالتنمية فى الجنوب، فإن ذلك يرتد عليه، لأن الدولة الأم قامت بواجبها فى التمويل بحسب الاتفاقية، والعمل التنفيذى يقع على حكومة الجنوب، وليعطنا باقان أرقام الأموال التى سلمت للجنوب وما تم تنفيذه من تنمية. إن كان باقان يتحدث عن الشريعة الإسلامية فإن الاتفاقية حسمت الأمر تماما بأن أعطت أهل الشمال حق التحاكم للشريعة الإسلامية، بينما أعطت أهل الجنوب الحق فى التحاكم للقوانين الوضعية والأعراف. إن كان باقان يتحدث عن وجدان شعب جنوب السودان فالإجابة أوضح من الشمس، حيث هرع الآلاف بل الملايين من الجنوبيين الى الشمال عندما استعرت الحرب، ووجدوا فى الشمال الملاذ والأمن والصلات الودودة المتينة. باقان يسعى لانفصال الجنوب عن طريق الدول المستعمرة، ويسعى للانفصال عن طريق الدول التي أنشأت قانون المناطق المقفولة والدول التى نفذت أبشع أنواع التمييز العنصرى. السؤال لمصلحة من تصريحات باقان ومن لف لفه؟ وهل مصير وحدة السودان بيد الناخب الجنوبى أم ستحسمه المؤثرات الخارجية والنزوات والطموحات الشخصية؟ كنا سنبلع تصريحات باقان لو لم يكن الأمين العام للحركة الشعبية، ولم يتم تعيينه فى حكومة الجنوب الأخيرة وزيرا لبناء السلام وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل. على الحركة الشعبية ألا تتعامل بعقلية الصقور والحمائم، وألا تتجه عكس التيار العام الذى يرى فى الوحدة أية وحدة، القوة والمنعة والاستقرار، ودونكم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى التى يلجأ اليها باقان لتحقيق انفصال الجنوب.