شاهدت الحفل الختامي الحاشد لبرنامج «نجوم الغد» الذي بثته قناة النيل الأزرق الفضائية مساء الخميس الموافق 11فبراير2010م،حيث انتهى الحفل بفوز عندليب الجنوب الأسمر شول منوت وزميلتيه شموس إبراهيم وفهيمة عبدالله بجائزة نجوم الغد ولم يخلُ البرنامج من الانفعال بالعواطف الجياشة تجاه ترسيخ أواصر الوحدة بين شطري الوطن رغم ما يعتريها من معوقات وعقبات وضغوط غير منسجمة مع مصالح وأشواق الجماهير . ولعل ما بذل من جهد كبير في تنظيم وإعداد البرنامج خاصة من مقدمه الأستاذ/ بابكر صديق ولجنة التحكيم بين الأصوات الشابة يستحق الإشادة والدعم من قبل الدولة والمجتمع وجميع الحادبين على رعاية الشباب والموهوبين ليرتقوا في سلم الإبداع في كافة الفنون ومجالات الحياة المختلفة حتى لا يقتصر الإبداع السوداني على الغناء والطرب فحسب، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار ما يتمتع به السودان من رصيد وافر من المطربين والمادحين فلا يكاد يخلو حي أو قرية سودانية من فنان وإن كان سامر الحي لا يطرب . ولينشط برنامج نجوم الغد في تسليط الأضواء على تسابق المبدعين في كافة المجالات التي تحتاج لرعاية الموهوبين خاصة في ضروب الأدب والشعر والرواية وفنون الرسم والتشكيل والمسرح والدراما والإخراج وغيرها من التقنيات الحديثة كتقنية الاتصالات والمعلوماتية وهندسة البترول وهندسة الطرق والنقل والخدمات والمرافق العامة وكل ما يوطن البنية التحتية، بحيث تتبنى مؤسسات الدولة والقطاع الخاص تنفيذ مشروعات تخرج الطلاب في الجامعات والمعاهد العليا وربط مخرجات التعليم بحاجات سوق العمل ومتطلبات التنمية وبذلك يتم القضاء تدريجياً على ظاهرة البطالة بين الخريجين وتتم الاستفادة من البحوث العلمية فيما يخدم التنمية كما تفعل مؤسسات التعليم العالي في العالم المتقدم ولعل تجربة جامعة «بتروناس» الماليزية خير مثال يحتذى في ذلك . يلحظ المتجول على حواضر العالم عبر تقنية غوغل أيرث (Googol Earth) على الانترنت ضآلة الصور التي التقطت للمدن السودانية مقارنة بما تحظى به العواصم والمدن الأفريقية من اهتمام فضلاً عن عواصم العالم الأخرى، كما أن أغلب الصور السودانية تفتقر للحرفية ودقة الاختيار للأماكن السياحية والتاريخية التي تُبرز معالم البلد، فقد لفت نظري ذلك التوثيق الدقيق للعاصفة الترابية (الكتاحة) في أرقى أحياء الخرطوم كالرياض والمنشية بينما تزخر العاصمة بالمناظر الخلابة التي تستنهض الحس الجمالي لتقديمها في أبهى صورة . لقد ملأ أربعة ملايين لبناني الدنيا وشغلوا الناس بإعلامهم المتطور بينما لا يذكر نحو أربعين مليون سوداني إلا بالكوارث والمجاعات والفتن والحروب !!. . وأمام نجوم الغد مهام جسام لتغيير هذه الصورة النمطية التي رسمت لبلادهم في الخارج وذلك من خلال نقل الفن السوداني من نطاق المحلية إلى مصاف العالمية والمهمة ليست بالعسيرة إذا امتلك نجومنا لمشروع إبداعي خاص بعيداً عن أسر القوالب التقليدية والمحاكاة للأسلاف .