قال رئيس الوزراء الإثيوبى ميليس زيناوي إن العلاقة بين مصر وإثيوبيا أشبه بعلاقة الزواج التي لا تقبل الطلاق أبدا، منقلبا بذلك 180 درجة على تصريحات أدلى بها مؤخرا وانتقد فيها القاهرة بشدة على خلفية الأزمة على اقتسام مياه النيل. وبعد ساعات من لقائه بوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أعلن زيناوي في لقاء خاص مع التليفزيون المصري أن هناك حلا واحداً فقط لمشكلة مياه النيل هو الحل الذى يرضي جميع الأطراف ويراعى مصالحهم دون تمييز، قائلا :» إذا كان هناك أى طرف خاسر فلا يمكن أن نصل إلى حل ، كل ما نحتاجه هو زيادة كفاءة الري بنسبة 10 % وهذا سيكون كافيا جدا». وأضاف زيناوي أن العلاقات المصرية - الإثيوبية قوية وصلبة وتمتد جذورها إلى عصور طويلة، مشددا على أنه لا توجد هناك أى إمكانية لوقوع قلاقل بين البلدين، وتابع أن العلاقة بين مصر وإثيوبيا أشبه بعلاقة الزواج التى لا تقبل الطلاق أبدا، إلا أنها تواجه أحيانا بعض التوترات وتارة تسير بشكل طيب، لكنها في كل الأحوال قوية وصلبة وتمتد جذورها إلى عصور طويلة. وأشار إلى أن التعاون الاقتصادى بين البلدين شهد تحسنا ملحوظا فى السنوات الأخيرة ، قائلا :»بشكل عام هناك تحسن ملحوظ فى مجالات التجارة والاستثمار بين مصر وإثيوبيا ولكني أعتقد أنه مازال هناك حاجة إلى التحسين في تلك المجالات». وتابع « مصر تقوم بتصنيع العديد من المنتجات التي تحتاجها إثيوبيا مثل المنتجات الكيماوية والطبية والدوائية ومنتجات أخرى، ونحن بحاجة إلى استيراد المزيد من تلك المنتجات من مصر، كما أن مصر بامكانها استيراد بعض المنتجات الزراعية والحيوانية التي تنتجها إثيوبيا مثل اللحوم وأعتقد أن هناك فرصا كبيرة للتعاون بين مصر وإثيوبيا في مجال التجارة والاستثمار «. وأضاف أن هناك عددا من رجال الأعمال المصريين يقومون باستثمارات في إثيوبيا ، لافتا إلى وجود عدد من المحفزات يتم تقديمها للمستثمرين الأجانب مثل خفض الضرائب وحق تملك الأراضي وغيرها. وعن التعاون فى مسألة الاستخدام الأمثل لتقليل الفائض من مياه النيل ، قال إن «الحل الذى يرضي جميع الأطراف يتعلق بشكل كبير بمسألة الاستخدام الأمثل لتقليل الفائض في المياه، وما اقترحه أن إثيوبيا لا تعطي الأولوية للري، وأن تعطي الأولوية لمجال توليد الطاقة». وأشار زيناوى إلى أن هناك بعض السياسيين الحكماء في مصر يوافقون على إقامة إثيوبيا للسدود، والبعض الآخر يرفض ذلك ويطلب من الدول عدم تمويل مشاريع بناء السدود في إثيوبيا. وكان زيناوي أجرى محادثات أمس الاول مع وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط ووزيرة التعاون الدولي فائزة أبو النجا تناولت آخر تطورات الوضع في حوض النيل في ضوء الاتفاقية الإطارية التي وقعت عليها خمس دول حتى الآن.