فور وصول تلك المعلومات في حوالي العاشرة من مساء أمس الأول، تم تشكيل فريق للتحقيق بعد أن تم تحديد الهدف المتمثل في المتهم السوداني، حيث كان يقود عربة "سبورتاج"، وبدأت العملية حينما أشارت الشرطة للعربة بالإيقاف، إلا أن سائقها زاد سرعته ورفض الانصياع للشرطة، ومن هنالك بدأت المطاردة وتحديداً من قرب جامعة إفريقيا واستمرت المطاردة بشارع مدني حتى مسافة قريبة من نقطة تفتيش شرطة المرور، وتبادل الطرفان إطلاق النار ما أدى لإصابة المتهم السوداني صاحب العربة "سبورتاج" بطلق ناري اضطره لإيقاف العربة، وتم القبض عليه حيث أحيل لتلقي العلاج بمستشفى إبراهيم مالك. وفي السياق، تمكنت الشرطة من توقيف العربة التانكر المكونة من مقطورتين، وبتفتيشها تم العثور على الأسلحة والذخائر وقد وضعت داخل التانكر وتم ملأ التانكر بالوقود، بالإضافة إلى كمية أخرى من الأسلحة والذخائر، وتم اقتياد المتهم الأريتري إلى قسم شرطة الشرقي وتدوين بلاغات في مواجهة المتهمين. مطاردة عنيفة صباح أمس، حضر إلى قسم شرطة الخرطوم شرق مدير شرطة ولاية الخرطوم اللواء إبراهيم عثمان ومعتمد الخرطوم الفريق أحمد أبو شنب، ومدير الإعلام بالشرطة اللواء هاشم علي عبد الرحيم، بجانب حضور مدير شرطة محلية الخرطوم العميد علي محمد ولفيف من قادة الشرطة والمواطنين الذين طوقوا القسم لمشاهدة ما تم. مدير شرطة ولاية الخرطوم اللواء إبراهيم عثمان كشف عن إلقاء القبض على اثنين من المتهمين يجري التحقيق معهما، لافتاً إلى أن أحد المتهمين في قضية أسلحة ضبطت قبل يومين أقر بأنهم يقومون بتهريب الأسلحة، وأرشد إلى الشحنة، لافتاً إلى أن مطاردة عنيفة تمت بين المتهمين والشرطة أسفرت عن ضبط اثنين وتم ضبط عربة سبورتاج بداخلها كمية من السلاح وبقية الأسلحة ضبطت داخل تانكر ممتلئ بالوقود. وكشف اللواء إبراهيم أنه تم توجيه القوات بالمعابر بأن تقوم بعمليات إجراء تفتيش دقيق لكل الداخلين والخارجين من ولاية الخرطوم حفظاً لأمن واستقرار المواطنين، مشيراً إلى أن نتائج ذلك التفتيش الدقيق تمثلت في ضبط كميات من الأسلحة والمخدرات والضبطيات الأخرى. من جانبه ثمن معتمد الخرطوم الفريق أحمد أبو شنب الدور الكبير الذي تؤديه شرطة ولاية الخرطوم، خاصة شرطة محلية الخرطوم في ضبط الجناة والحد من التفلتات الأمنية، مُعرباً عن رضاه التام عن أداء الشرطة بمحلية الخرطوم. وأوضح أبو شنب أن الشرطة ظلت تسيطر على أوكار الجريمة ومقاومة المجرمين، وأن الضبطية تُعدُّ نتاجاً طبيعياً للجهد الذي تبذله الشرطة، لافتاً إلى أن الشرطة ستظل تُؤمِّن محلية الخرطوم من أي استهداف، معلناً عن حوافز مالية للقوات التي نفذت العمل، وطالب رئاسة الشرطة بضرورة أن تقوم بترقيتهم. من جهته كشف رئيس القسم الشرقي عقيد محمد سيد الفكي، أن الأسلحة المضبوطة كانت في طريقها مهربة لإحدى دول الجوار باعتبارها جريمة عابرة ومنظمة، لافتاً إلى أن المطاردة بدأت من تقاطع جامعة إفريقيا بشارع مدني حتى حدود شرطة المرور، وتم تبادل إطلاق نار بين الجناة والشرطة. وأضاف الفكي أن الكمية المضبوطة تعد كمية للاتجار غير المشروع بالأسلحة الخفيفة، لافتاً إلى أنها تركية الصنع. وأوضح الفكي أن منطقة القرن الإفريقي تشتهر بتجارة الأسلحة الخفيفة، مشيراً إلى الجهود المكثفة التي تبذلها الشرطة السودانية لمحاربة مثل هذه الأنشطة الهدامة. ضبطيات سابقة بالخرطوم لم تكن الضبطية المذكورة هي الوحيدة من نوعها، فقد سبقتها بسويعات ضبطية بمنطقة سوبا، حيث داهمت مباحث قسم سوبا غرب وكراً لخلية أجنبية، وعثرت بداخلها على كميات من الذخائر وخزن الكلاشنكوف. وعلمت (السوداني) أن معلومات توافرت لدى عناصر مباحث القسم تفيد بأن هنالك منزلاً بمنطقة سوبا اللعوتة يقيم فيه أجانب يتاجرون بالأسلحة، وفور تلقي المعلومات تم تشكيل قوة وعقب التأكد من المعلومات تمت مداهمة الخلية وبتفتيش الوكر عثرت الشرطة على (6964) طلقة كلاشنكوف و(40) خزنة كلاشنكوف، وضبطت الشرطة متهماً واحداً اقتادته للتحقيق. وكانت السلطات الأمنية قد أبدت مخاوف من وجود خلايا نائمة بأطراف الخرطوم تحتفظ بأسلحة ربما تقوم بأنشطة متفلتة بالعاصمة القومية ما أدى لتكثيف العمليات المعلوماتية حول المناطق الطرفية. وفي مايو الماضي أحبطت شرطة محلية الخرطوم محاولة لترويج كميات من الأسلحة والمخدرات بولاية الخرطوم، بلغت في مجملها (195) مسدساً تركياً (9) ملم تفوق قيمتها المالية مليونَي جنيه.