الصيدلي د.عبد المجيد محمد من صيدلية رهف الكبري تحدث ل(السوداني) عن الأدوية غير المتوفرة حالياً وقال إن هناك أدوية بالفعل قد اختفت تماماً، وذلك لأنه يتم استيرادها من الخارج ومع تسارع الدولار الأخير صار من الصعب بمكان توفرها على أرفف الكثير من صيدليات العاصمة، مؤكداً أن أبرز تلك الأدوية الغائبة (دواء الإبيلين) الخاص بعلاج مرضى الصرع. أدوية مستوردة: د. وجدان الهادي من صيدلية العافية ابتدرت حديثها قائلة: (نحن نعاني بشكل فعلي من نقص حاد في الأدوية وفي مقدمتها (الإبيلين) لمرضى الصرع و(الكاربيل) لمرضى الضغط، وواصلت: (هذه الأدوية تحديداً معدومة ولن يجدها المواطن إلا بعد جهد جهيد)، وواصلت: (معظم الأدوية الغائبة هي في الأصل مستوردة والشركات التي نتعامل معها تراجعت في مسألة التعاون بعد قرار الزيادات الأخيرة)، وعن وجود بدائل لتلك الأدوية الغائبة تقول د. وجدان: (نعم توجد بدائل ولكنها لا تعطي نفس المفعول على الإطلاق). انقطاع متواصل: من صيدلية عثمان دقنة تحدثت ل(السوداني) د. شيراز طه موضحة أن السبب الأساسي وراء اختفاء وندرة بعض الأدوية أن هناك شركات مستوردة للدواء ليس لديها توكيلات ثابتة، مضيفة: (قريباً ستنقطع عن الصيدليات في الخرطوم كل الأدوية القادمة من مصر، أما بالنسبة للأدوية التي نستوردها من الهند فهي متوفرة في الوقت الراهن لكن يوجد احتمال كبير لندرتها قريباً كباقي الأدوية)، وتزيد: (هناك أدوية وأمصال ضرورية يمثل غيابها عن الصيدليات كارثة حقيقية وفي مقدمتها أدوية الأزمة (فنتولين بخاخ وسائل) -أدوية الكلى (كبركس)- و(الدربات) بشكل عام، فيما تأمل د.شيراز أن يسهم قرار إعادة الدعم للأدوية -الذي أعلن أمس الأول- في تدفق هذه الأدوية الضرورية، فيما حرصت في ختام حديثها على الثناء على الأدوار التي يلعبها الشباب في قروبات الفيس بوك وذلك بتوفيرهم للأدوية النادرة. خطورة الغياب: د.زينب أحمد من صيدلية زمزم المركزية قالت بسرعة ل(السوداني) فور سماعها بموضوع التحقيق: (عندنا أدوية النزلة كلها اختفت –والمضادات الحيوية – وفي دواء اسمه (كودا يوفان) لمرضى الضغط دا تحديداً صعب خالص تلقاهو لأنو شركته عالمية)، وأضافت: (هناك شركات كانت تمدنا بالأدوية لكنها حالياً أوقفت الإمداد لأن التسعيرة غير ثابتة حتى الآن، وننتظر حالياً أن تتغير الأمور بعد المؤتمر الصحفي الأخير لوزير الصحة الاتحادي)، من جانبه بدأ د.عبد المنعم عمر من صيدلية (وهيب) حديثه مؤكداً على اختفاء العديد من الأدوية ومنها أدوية أمراض الدم بشكل عام، وأدوية مرض الصرع، وأدوية مرض الروماتيزم، مضيفاً بأنه توجد بدائل لبعض هذه الأدوية لكنها لا تعطي نفس المفعول، مختتماً حديثه: (أخطر الأدوية التي تغيب تلك التي تعتبر منقذة للحياة والتي تقوم بمدنا بها شركات معينة أوقفت تعاملاتها معنا عقب قرار زيادة أسعار الدواء)! معاناة مستمرة: من صيدلية (الأمل) تحدث إلينا د.تاج السر آدم قائلاً: (والله في نقص شديد في الأدوية وفي مرضى من زمان بشيلو مننا الدواء هسي بقينا بنرجعهم لأنو الشركات البنتعامل معاها وقفت الطلبات وقالت ما حتمدنا بالأدوية دي إلى حين وضوح الحال)، وواصل: (أصلاً بالنسبة للشركات البتجيب أدوية مستوردة الزيادة فيها كانت كبيرة، والشركات المحلية زيادتها بسيطة)، ويضيف: (من الأدوية الغائبة عن أرفف صيدلياتنا مؤخراً عقار (نيموفاكس) والذي يستخدم في العمليات الجراحية -ودواء الاستصفاء الدموي لمرضى الكلى). عدم رقابة: د.أحمد حسن إدريس من صيدلية (الحكمة الحديثة) تحدث عن اختفاء الأدوية مؤكداً أن اختفاء تلك الأدوية يعود بشكل مباشر إلى إيقاف الشركات لتوريدها منذ أسابيع لأنها في الأصل كانت متوقعة الزيادة وبالفعل بعد قرار الزيادة كان من الطبيعي أن تنعدم تلك الأدوية، مضيفاً أن أحد أهم الأسباب التي تؤدي لغياب الأدوية الضرورية عن الصيدليات هو عدم وجود (رقابة) وضبط لتلك الشركات. احتكار شركات: د. ياسر ميرغني الأمين العام -الأمين العام لجمعية حماية المستهلك- تحدث ل(السوداني) عن الأدوية الغائبة عن الصيدليات وقال: (للأسف أبرز الأدوية الغائبة هي أدوية الصرع والتي تحتكرها شركة واحدة ويعاني من غيابها جداً المرضى لأنها علاج دائم للأطفال الذين يجب أن يتعاطوها على مدار سنتين متواصلتين، فيما يتعاطاها الكبار كعلاج متواصل، وأي مريض لا يتمكن من الحصول على هذه الأدوية يصاب بتشنجات مزمنة)، ويواصل: (هناك اختفاء أيضاً لبخاخ الأزمة -الربو- الآن به شح ومسجل منه صنف واحد فقط ويعاني من ندرته المرضى جداً، هذا بالإضافة إلى ندرة أدوية مرضى الغدة الدرقية بالإضافة إلى حقنة إنقاذ مصابي الذبحة الصدرية والتي يجب أن تؤخذ خلال 24 ساعة زائداً أدوية مرضى الهيموفيليا أو عدم تجلط الدم)، ويختتم د. ياسر: (أمس الأول وبحسب حديث وزير الصحة السيد أبوقردة فإن هذه الأدوية يمكن أن تتوفر في الصيدليات من جديد لكننا لن نطمئن تماماً إلا إذا أمسكت رئاسة الجمهورية بهذا الملف لأن لدينا تجارب مريرة مع وزارة الصحة خلال الست سنوات الماضية، لذلك نتمنى أن تمسك رئاسة الجمهورية بملف الأدوية المنقذة للحياة وتشرف عليها بنفسها).