مقربون من ملف السلطة الاقليمية السابقة يعتقدون أن تعيين مجدي خلف الله في منصب مدير مكتب المتابعة، امر متوقع.. وتقول سيرة الرجل القادم من شمال البلاد أنه عمل في العديد من الدوائر السياسية والتنظيمية الحساسة لحزب المؤتمر الوطني خاصة ابان فترة عمله الطويلة بالأمانة السياسية للحزب وشغل منصب المقرر لثلاثة امناء هم الراحل مجذوب الخليفة والبروفسور ابراهيم غندور وحسبو محمد عبد الرحمن، وترى مصادر حزبية ب(الوطني) – فضلت حجب اسمها – ل(السوداني) أن مجدي خلف الله يدرك تعقيدات وتفاصيل ازمة دارفور من خلال معايشته اليومية لأحداثها حيث عمل مديرا تنفيذيا لأول مكتب للسلام اسس في فترة تولي الراحل د. مجذوب الخليفة ملف المفاوضات، وشهد العديد من جولات التفاوض والاتفاقيات من ابوجا الى الدوحة، ويؤكدون أن مراحل تنفيذ تلك الاتفاقيات وفر لمجدي خلف الله رصيدا تراكميا كبيرا جعله ملما بتفاصيل وأبعاد الصراع والشخصيات المؤثرة فيه، ويرون أن ذلك كله سيمكنه من ادارة هذا المكتب المعقد وكيفية التعامل مع شخصيات مشحونة ومحتقنة بفعل سنوات القتال ومرارة الحرب . مجدي بعيون زملائه: رئيس حزب الحرية محمد أحمد السميح الذي عمل مع مجدي خلف الله سابقاً يذهب في حديثه ل(السوداني) إلى أن مدير مكتب سلام دارفور الجديد يتميز بصفات ادارية وله مقدرة كبيرة على ادارة الملفات بشكل جيد، ويتمتع بقدرات كبيرة في احتواء الازمات، مثل تلك التي نشأت عندما كان عضوا في اللجان التي وضعت الترتيبات الامنية، لأنه يعرف مواقع قوات تلك الحركات. واضاف: الرجل مناسب لإدارة المكتب وللإشراف على المفوضيات. بعد السلطة الاقليمية: تعيين مجدي خلف الله بدرجة وزير دولة ومسؤول عن الملف بالقصر الرئاسي يجيء بعد متغيرات كبيرة على الواقع الامني والتنموي في دارفور حيث لم يعد الواقع معقدا مثلما كان خلال السنوات الماضية، ومن الناحية الامنية تراجع النشاط العسكري تراجعا كبيرا وفقدت الحركات المسلحة زمام المبادرة القتالية. وطبقا لإفادات عسكرية رسمية فإن دارفور تعتبر الآن خالية من اي انشطة مؤثرة للمتمردين الذين فقدوا كثيرا من معاقلهم ومقاتليهم نتيجة للضربات المتوالية للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع، لكن هناك ثلاثة تحديات ما تزال ماثلة امام مدير مكتب سلام دارفور الجديد وهي الصراعات القبلية ونزع السلاح الثقيل والترتيبات الامنية للحركات المنضمة للسلام، وهي تحديات يظن الكثير من المراقبين انها تفوق امكانية مكتب متابعة سلام دارفور ومفوضياته العاملة . مجدي نقاط القوة والضعف: يقول امين شؤون الرئاسة بحركة العدل والمساواة جناح بخيت دبجو ، محمد أحمد حريو في حديثه ل(السوداني) إن لمجدي خلف الله الكثير من نقاط القوة والضعف، ويرى أن الرجل سيحقق بعض النجاحات إن تعامل بتجرد ونكران ذات ولم تأخذه سطوة السلطة بعيدا عن التواضع الذي يميز شخصيته.. ويشير حريو الى جملة ملاحظات حول شخصية الرجل منها صراحته المفرطة والمامه بأدق التفاصيل عن الحركات وقياداتها لدرجة مكنته من القيام بالعديد من ال(جوديات) بين الحركات نفسها، وبرغم قوله بأن مجدي خلف الله ظل يتدخل ايجابيا في الخلافات التي تقع بين حركة العدل والمساواة جناح دبجو والحكومة حول تنفيذ الاتفاق، الا انه أضاف (مجدي خلف الله رجل حاد جدا في قراراته ولا يتنازل عنها ).. لكنه يؤكد ترحيب حركة دبجو بتعيينه. وأبدى حريو استعداد حركته التام للتعامل معه في هذا الملف. الخبز والخباز: في السياق أماط الكاتب الصحفي محمد محمد خير اللثام عن جوانب أخرى في شخصية الوافد الجديد للأضواء، بحكم تجربته معه منذ العام 2005م. واعتبر خير أن القرار تعبير حي عن المثل القائل (إعطِ العيش لخبازه)، وكتب محمد ل(السوداني) بأن مجدي يعد أحد التلاميذ النجباء لمجذوب الخليفة، وأحد أهم معاونيه في ملف دارفور. وهو المسؤول الفعلي عن المفاوضات من موقعه الخفي في معظم الأحيان. واصفاً مجدي ب أذكى من قابلهم في مفاوضات دارفور، وأنه يمتلك حساً تقديرياً عالياً أَهَّله ليكون الممسك الفني بهذا الملف منذ وقت بعيد.. ويتمتع بعلاقات طيبة وعميقة مع كل قيادات وحركات دارفور، بلغت تلك العلاقات شأواً اجتماعياً أكثر من كونها علاقة سياسية عابرة. (انيستا) يتسلل: خير كشف عن أن الرجل يعد بئر كتمان ومتمرس في الأعمال الخفية، وأنه النوع الذي يتسلل على الأشياء كالظل فلا تحسه، واضاف: وفوق ذلك يتمتع بحسٍّ إنسانيٍّ عالٍ جعله محبوباً فوق العادة لكل الذين وقّعوا اتفاقيات السلام، لأنه هو المسؤول الفعلي لإحالة ما تم الاتفاق عليه لحيز التنفيذ. رياضيا كشف محمد خير أن مجدي محبُ لفريق برشلونة لدرجة مرضية، وأنه يلقبه ب(انيستا) اللاعب البرشلوني الماهر الملقب بالرسام لتشابههما في طريقة اللعب؛ فانيستا يلعب كرة القدم ومجدي يلعب في فضاء السياسة. جانب انساني آخر القى محمد خير الضوء عليه في شخصية مسئول مكتب دارفور الجديد، ووصفه بالوفيّ للغاية، مدللاً على ذلك بتسمية مجدي لآخر مولود له ب(مجذوب الخليفة).