بالمقابل، فإن حالة من التوتر والقلق أصبحت تسود بعض الأسر السودانية التي تشعر بابتعاد وانشغال أبنائها عنهم بسبب اهتمامهم الشديد والمتزايد ب(الواتساب)، فيما عبرت بعض الأسر عن حزنها الشديد لعدم تواصل أبنائهم معهم داخل المنزل بمشاركتهم الحديث أو المناسبات الاجتماعية أو الجلوس لتناول الوجبة بسبب الواتساب والقروبات التي يشاركون فيها. (2) من جانبها أكدت المهندسة عفاف جمال الدين أنها عانت مع أولادها كثيراً بسبب الواتساب لذا أصدرت قرارها علي أفراد أسرتها بأن يتم إيقاف الواتساب فور وصولهم المنزل والاهتمام بواجباتهم الدراسية باستذكار دروسهم مع تخصيص ساعة لمناقشة مشكلات الأسرة، مؤكدة بأن القرار لم يجد ترحيباً من أبنائها إلا أنها استطاعت فرضه عليهم مشيرة إلى أن ذلك من مصلحتهم حتي لا تنقطع العلاقات الأسرية بفعل التكنلوجيا. (3) عدد من الأشخاص أقروا بأنهم يشعرون ب(الجفا) الشديد والابتعاد عن مخالطة أسرهم بسبب المتابعة الدائمة واللصيقة للواتساب والدردشة، مشيرين إلى أن الاجتماعيات تم اختصارها في قروب للأسرة لتقديم التهاني و أداء واجب العزاء، موضحين بأنهم يشعرون بتلك الفجوة الكبيرة إلا أنهم لابد لهم بأن يكونوا مواكبين للتكنلوجيا و أنهم لايستطيعون حرمان أنفسهم منها باعتبار أن الغالبية العظمى أصبحت تتعامل به حتى النساء والرجال الكبار في السن لسرعته وتقريبه للمسافات. (4) من جانبه قال الشيخ عبدالماجد هاشم أن الواتساب سبباً أساسياً في انشغال الغالبية العظمى من الشباب عن التسبيح وذكر الله موضحاً ل(كوكتيل): (لقد أصبح أغلب الشباب منهمكين في قروبات الواتساب التي يقتحمونها منذ الصباح الباكر وحتى آخر الليل والذي من المفترض أن يكون وقتاً خاصاً لذكر الله و قيام الليل)، مبيناً: (لقد لاحظت تراجعاً كبيراً بالنسبة للشباب الذين كانوا يرتادون المساجد لأداء صلاة الصبح بسبب السهر مع الواتس والمكالمة الليلية الناعمة). من جانبه أكد الداعية الشيخ فضل الله موسى بأنه ظل ولفترة طويلة ينصح الشباب عبر مجالس الدعوة بعدم الانغماس في الملاهي التي تضيع عليهم الكثير من الأجر والحسنات، مشيراً إلى أن أغلب الشباب أصبح جل اهتمامهم هو السهر في الواتس آب و شارع النيل الذي يتسامرون فيه حتى الساعات الأولى من الصباح ثم يذهبون إلي بيوتهم منهكين يغالبهم النعاس).