اللاعبون الصينيون القادمون من مدينة اشتهرت بإنتاج الملح، والألعاب البهلوانية، كانوا يتمتعون بمرونة أجساد فائقة، يستلهمون من الطبيعة ألعابهم، فينتزعون الإعجاب ويرسمون البهجة على وجوه الحضور، متجاوزين في ذلك كل حدود الجغرافيا، والثقافة، وفوارق الأعمار، فقدموا العديد من الألعاب (تدحرج القناديل، ودعس الطبل، وركل السلطانيات من الدراجة العالية، ورقص الحلقات)، بينما كانت الرقصات الشعبية الصينية حاضرة كلوتس الثلج على جبال تيان شان لقومية الويغور، ورقصة فتيات قومية داي، وانعكاس البدر في العينين-رقصة صينية تقليدية-، فيما شاركت فرقة الفنون الشعبية السودانية في العرض بأغانٍ ورقصات شعبية من مناطق جنوب كردفان وكسلا. (2) في الأثناء قال مساعد رئيس الجمهورية د.عوض الجاز ورئيس اللجنة العليا للعلاقات مع الصين، إن العلاقات السودانية الصينية ضاربة بجذورها في القدم، ولفت الجاز إلى الكثير من القواسم المشتركة بين الشعبين أبرزها الترابط الأسري، مشبها عيد الربيع بعيدَي الأضحى والفطر بالنسبة لأهل السودان، ولفت الجاز إلى أن العلاقات بين البلدين امتحنت في كل الأزمان والحقب ولكنها كانت تزدهر باستمرار. وأشار الجاز إلى مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ لإحياء طريق الحرير، وقال: "كان السودان محطة مهمة لطريق الحرير كمنفذ للقارة الأفريقية، وسيحيي السودان هذا الدور مجددا لتحقيق شراكة بين بلدين لا يجمع بينهما الجوار أو اللغة، وإنما القلوب المنفتحة للتعارف وتبادل المنافع المشتركة"، وختم حديثه بالقول: "ستظل العلاقات بين السودان والصين مثال للصداقة المتميزة التي تُحقّق المنفعة المشتركة في ظل عالم مضطرب ومليء بالصراعات". (3) فيما تقدم وزير الثقافة الطيب حسن بدوي بالتهنئة للشعب الصيني بحلول عيد الربيع، مؤكدا أن علاقات الخرطوم وبكين في تطور مستمر في مختلف المجالات وعلى رأسها الثقافة، وأضاف: (العلاقات بين البلدين استراتيجية، وليس هناك شيء قادر على التأثير فيها). من جانبه قال السفير الصينيبالخرطوم لي ليان خه، إن عيد الربيع يمثل أهم الأعياد التقليدية بالنسبة للصين، ويشير خه إلى أن أهمية المناسبة لا تتعلق برمزية حلول فصل الربيع وإحياء كل مكونات الطبيعة فقط، بل لأنها مناسبة لاجتماع الأسرة، حيث يستغل الصينيون المناسبة للعودة لمسقط رأسهم وتناول الوجبات التقليدية في أجواء عائلية مفعمة بالبهجة، ويضيف خه: "يمثل عيد الربيع رمزية لتناغم الروعة والسعادة والأمل وهو ما يجسد تطلعات مشتركة لكل العالم، لذلك باتت كل شعوب العالم تشارك في الاحتفال به". (4) ويلفت السفير الصينيبالخرطوم إلى أنهم يحتفلون هذا العام بالمناسبة في الخرطوم للمرة الثالثة على التوالي، ويشير خه إلى أن العيد يمثل جسر للتبادل الثقافي والتعبير عن مشاعر الصداقة، وإلى أنهم قصدوا أن يحتفوا بالمناسبة في قاعة الصداقة التي تظل علامة على مشاعر الإخاء بين البلدين، إضافة لاستدعاء فرقة أكروبات صينية للخرطوم، مذكرا بأن الصين ومنذ سبعينيات القرن الماضي ساهمت في تدريب ثلاثة أجيال من اللاعبين السودانيين، مؤكدا في ختام حديثه على حرص الصين على تعزيز علاقاتها بالسودان في مختلف المسارات.