الشيخ درويش ضحى الثلاثاء 21 أغسطس 2012.. ثالث أيام عيد الفطر المبارك عدت وأسرتي إلى الخرطوم من مطار جدة بعد أن أدينا العمرة ولله الحمد بالدخول من باب السلام وسلمنا على نبي الرحمة والسلام في مدينته الطيبة ثم دلفنا إلى جدة لندخل أسواقها من باب شريف.. أو هكذا يرددها إخوتنا (السوادنة!) كأنما سوق باب شريف مكمل لأبواب الحرم ولمناسك الزيارة من عمرة وحج.. أشياء تقنية كثيرة أحتاجها في عملي المكتبي ولكني تجاهلت شراءها خوفاً من تلتلة الجمارك أو هكذا خيل إليَّ ومنها طابعة (برنتر) جعلت إبني عند عودته من دبي قبل أشهر مضت ينتظر وأنتظره خارج المطار ما يقارب الساعتين حتى إستكمل إجراءاته.. تذكرت عندما ذهبت له عند تخرجه في إحدى جامعات الفلبين كيف تستقبل الجهات الرسمية مواطنيها القادمين وخاصة المغتربين بالورود والحلوى والبشاشة واللطافة حتى يستلمهم ذووهم خارج المطار بعد لحظات من وصولهم بالقبلات والبسمات والظرافة.. ولا شنطة تُنكش ولا كرتونة تُبهل ولا حبال تُقطع (أدخل يا الحبيب طالما مليت الجيب). طيب.. وماله.. فقد كان الأخ ماهل أبو جنة في فترة إدارته وليس (حكمه) للجمارك يجعل يوم العيد للقادمين من بعيد إستقبالاً سعيداً وكثير البركات.. لا أحد يسألك.. ولا حقائب تفتح ولا شرايين أو عروق من التوتر تنتح.. وكان المسافرون القادمون المتعبون من سهر الليلة الماضية وعناء السفر.. والسفر مهما كان زي الجمر.. يدعون له بالتوفيق وراحة البال..! أرجو أن يكون في أطيب حال. ولكن.. سرعان ما أظلمت الدنيا أمام عيني حين تذكرت حالنا طيلة (عقود) أيام إغترابنا كيف نقابل عند الوصول ب (القدُّوم) أو رسوم القدوم فتقف في صف طويل لتدفع بالعملة الصعبة لأن القدر المحتوم أعادك إلى أهلك في الخرطوم.. وبعدها.. شيل باقي الصبر شيل.. تُفتح الحقائب واحدة واحدة.. ويقوم العادّون بحصر ملابسك ومقتنياتك كوم كوم.. ويا ويلك إن زادت لباساتك الجديدة مثلاً عن دستة واحدة.. تدفع عنها ولا أحد يشفع.. وهكذا يتعطل مسار الخروج في صالة كانت أضيق من شارع الحوادث بعد المغرب.. وبعدها توقع على إقرارات declaration الفلوس والنظرات تطالك كأنما أنت جاسوس.. وفي آخر الثمانينيات كان الوضع أغرب من ذلك.. لا يتركونك تخرج ولو بمليم واحد.. ويفتشونك حتى حزام سروالك.. وأنت على وشك الخروج لصعود الطائرة.. والاحتجاجات تتطاير (طيب يا أخوانا الواحد لو نزل الرياض يكون ما عنده حق التكسي؟).. (مش معقول.. مائة ريال ما تخلوها لينا؟.. (مش معقول.. قروشي) والرد مفهوم عن كل ذلك: دي التعليمات.. هي الإجراءات.. ولا أحد يتجاوزها.. تركب تكس.. تركب راسك.. (دبر حالك) كما يقول الشوام.. ولسان حالهم يقول: (القاليك أمرق منو!؟.. والقاليك جيب قروش منو!؟.. والله لا أدري حتى الآن.. كيف جوّز القائمون على الأمر في ذلك الزمان لأنفسهم تطبيق مثل تلك الإجراءات..؟! يفكونا في بلاد الدنيا لا مليم ولا قرش.. يعني أمشوا أشحدوا.. يا عم!. المهم.. طمأنت نفسي بأن كل شيء سوف يكون على ما يرام.. فمنذ أن فاجأهم السيد الرئيس في تلك الليلة الرمضانية ووجههم بعدم التضييق على القادمين كقولك (يعني أفرض الواحد جاب معاه رسيفر.. ماله؟ شال منك قروش..؟.. يا ناس سهلوا على أخوانكم..). وبالفعل طيلة الفترة الماضية ذقنا طعم القدُّوم السكري على طريقة ما نقول للأطفال زمان (أديني قدُّوم) بعد إلغاء رسوم القدوم وعدم تفتيش الحقائب الشخصية.. وأكثر ما يوثق ذلك تجارب أخونا الراحل سيد أحمد خليفة المكتوبة والمحكية.. عليه رحمة الله. ولكن إبن آدم ما بتغلبه حيلة.. فقد تفاجأنا خلال السنتين الماضيتين بأن بعض الحقائب تنزل على السير من الفتحة إياها وهي مصلبة بالطباشير الملون.. يعني مشبوهة.. وتجربتي الشخصية مع حقائبي وحقائب غيري لا يجدون فيها إلا الهتش.. وسكاكين مطبخ.. أو ولاعة بوتاجاز في شكل مسدس.. وهكذا من أشياء نردم بها حقائبنا من تفاتيف باب شريف والبوتيكات ومحلات كل شيء (بخمسة ريالات) يعني الواحد حيجيب معاه ممنوعات من السعودية والخليج..؟!. كنت أتمنى لو تم تطبيق الخطين الأخضر والأحمر كما هو الحال في مطارات الشعوب المتحضرة لبذر الثقة في نفوس مواطنينا.. وأصله الحرامي في رأسه ريشة.. والحق يقال دخلنا المطار.. وكأنما ضباط الجوازات قد وُجدوا ليستقبلونا بالأحضان.. إجراءات سريعة.. وكل شيء زي الفل.. وأخذ كل منا عربة عفش وأحطنا سير الحقائب إحاطة السوار بالمعصم.. ومرت نصف ساعة.. ثم ساعة.. ثم ساعة أخرى والعفش ولادة متعثرة.. لم تخرج ولا شنطة من ذاك الجحر.. وبعد هاتين الساعتين جلس الجميع على أطراف السير أو على العجلات من شدة التعب وساد صمت وسكون عميقين.. وفجأة صاح بيننا أحد القادمين: إنتوا مين؟ ما بتحسوا؟ ما عندكم شعور؟.. تجلسوا لأكثر من ساعتين عشان العفش يدخل السير وتتبكموا زي البوم..؟ إتكلموا.. قولوا حاجة.. ليه تقبلوا بالذلة والخنوع؟! مسؤول واحد تكلمه مافي؟!). والله يشهد.. مافي زول هبب ليهو.. كنا ننظر إليه وقد غارت عيوننا من جراء السهر داخل محاجرها.. وأكثر ما فعله بعضنا أن همس إلى جاره مهمهماً بشيء غير مفهوم.. ودار حولنا الرجل بصياح أعلى.. ولم نفتح أفواهنا.. ولم يدر السير بعد.. كل شيء كان هامداً شاكراً!! وعندما وجد نفسه أمام أحد رجال الجمارك صاح فيه : إنتوا الحاصل شنو؟.. ورد عليه الرجل ببرود شديد: بالله خلينا.. ما تأخرنا من شغلنا..!! وهنا هاج الثائر القادم من بلاد بره: تقول لي أخرتك؟.. أمال أنا أقول ليك شنو؟.. وعلى طريقة إعلان زين كان لسان حالنا يقول: سمحة المهلة! وكانت البركة أن جاءت في المقدمة كل جركانات زمزم لتهدئ أعصابنا التي بردت من برود الموقف.. وبعدها جاءت أكثر من ثلاثين قطعة متتابعة لشخص واحد مغلفة بالأحمر وعليها اسم نظامي معاشي معروف.. ولا أدري إن كان بيننا في الطائرة أم لا.. ولكن اسمه حفظته كل العيون المتسمرة تجاه السير.. وكانت بشارة لنا حين جاءت حقائبنا بالترتيب بعد تلك الرتبة الكبيرة..!. وفي سعادة بالغة (ردمنا) وأسرتي متاعنا في عربات الصالة.. ولم تمض لحظات حتى ذابت تلك الفرحة كما ذبنا نحن من شدة الحر والمكيفات المعطلة.. يا للهول.. إحدى الكراتين عليها علامة صليب بالطباشير..! إذن سوف نتأخر قليلاً أو كثيراً..!. لا يهم فأنا أعرف ما بداخلها.. سألني الشاب الضابط (بدبورة واحدة) ماذا فيها؟ قلت كراكيب وأدوات مطبخ صغيرة.. وجهاز كاميرا صغير؟.. وبعدها جلست أستغفر الله – وقفت لساعة ونصف لا يفصلها إلا ذهابي لمكتب الشاب الطيب مسؤول الاتصالات (بكري) لأعود مرة أخرى وأنتظر – حتى كدت أترك الجهاز وأذهب.. ولا داعي للتفصيل عن أسباب التعطيل في ما لا يفوت على فطنة القاريء.. وفجأة طُلب مني بعد تقديم تصريح الاتصالات للجمركي أن أُدخل الجهاز في الكرتونة وأذهب.. ولم تمر دقائق حتى طلب مني وأنا في حالة ذهول لكي أخرجه مرة أخرى وأدفع جماركه.. والدفع بالعملة الأجنبية.. وعندها قلت لمن أعطاني خطاب الجمرك للمحاسب وهو ضابط برتبة أعلى من السابق: لو تعلم أن الوزير إبراهيم محمود نفسه في حكم تلميذي.. ولو كان معي في هذا الموقف لأجلسني ووقف هو ويبدو أنني ظلمت في كتاباتي ابن عمي الفريق صلاح الشيخ وتبسم الرجل في شكل اعتذار.. وعدت لأسرتي التي تقف طيلة هذه الساعة ونصف على بعد أمتار مني وقد كانت زوجتي بينهم تعاني من آلام شديدة لم يسعفها إلا الحمّال الذي أجلسها على كرسي.. جزاه الله كل خير.. ولفائدة القارئ لم تكن هناك زحمة.. كان هناك شخص واحد لديه حالة مماثلة وبس!!. أخي المهندس إبراهيم محمود.. أخي الأستاذ بابكر دقنة.. أخي الفريق هاشم.. أستحلفكم بالله أن تتكرر زياراتكم الفجائية لصالات الوصول وخاصة في أيام الأعياد كما فعلها السيد الرئيس في رمضان مضى.. فسوف تترصع صدوركم بالدعوات الصالحات من القادمين.. ودعاء المسافر مستجاب.. وأستحلفكم بالله أن تكثفوا من دورات التدريب لكل العاملين في خدمة الجمهور بالمطار في إطار التعامل والاستقبال والعلاقات البشرية وتوقير كبار السن. ماذا تتوقعون من مخرجات مدارس حكومية وخاصة تتعامل بالنمط التجاري.. فيزياء وكيمياء ومذكرات ودروس خصوصية ولا أحد يسأل عن نشاط لا صفي أو جرعات توجيه للسلوك والتعامل مع الآخر.. ماذا تتوقعون أن تقدم لمجتمعها..؟! أبناؤنا ضحية.. مظلومون.. وبالتالي لا لوم عليهم.. فنحن السبب!! وأنا - لا أزكي نفسي - سيد العارفين في هذا المجال.. ولا شيء محجوب من أحد وأخي معتصم وزير التعليم نفسه يعترف بكل هذا وأكثر.. والشكر للكليات العسكرية التي تكبدت الكثير لإستدراك ما أغفلته المدارس. زين وشين: عمود صحفي في صحيفة سعودية إسمه (زين وشين) تذكرته وأنا أشاهد – اللهم أجعله خيراً – برنامجاً عن النخيل برعاية زين فيما يبدو مساء الجمعة قبل الماضية 2012 وكان المتحدث المذيع الجماهيري الدكتور الأستاذ عبدالمطلب الفحل.. ولأنني لم أسمعه من البداية أسألوا الحاضرين.. ولكنني سمعته يردد المثل: طوله طول النخلة.. إلخ المثل ليثبت ارتباطنا بالنخيل.. ومارد إليّ نفسي وروحي إلا عندما جاء بعده المهندس التربال الباحث في النخيل حاج بشير الرباطابي ويمكن ما تصدقوني كان الحديث في منتدى راشد دياب..! شوفوا الحظ دا كيف؟. أقترح أن يجعل راشد من الدكتور الفحل مقدماً دائماً لكل فعاليات منتدياته... وبالتالي سوف أضمن حضوري الدائم في كل فعالياته. شوف ليك جنس عوارتنا: هذه المرة تتمدد عوارتنا من أديس حيث يذهب المستثمر والعاطل والعريس وبعدها كلٌ يعلن التفليس إلى بلاد الطلطميس.. من ميس إلى نيس وباريس.. ولأن السودانيين وأنا واحد منهم يعتبرون باب شريف في جدة واحداً من المواقع التي نطرز بها بهجة العمرة.. فقد وجدتني في شارع الميناء أمام شركة (......) للتبريد وإعلانها الذي يتوج واجهة إحدى صحفنا اليومية (إستلمها في السودان وأدفع بالسعودية.. ووفر العناء والمصاريف الإضافية).. كمان مسجوعة.. ولأنني في حاجة إلى مكيفات ماء قلت: وماله؟ خلينا نسأل ونقارن.. ودلفت إلى المكان حيث العروض الجاهزة للمكيفات والبرادات وغير ذلك.. وأخ من شمال الوادي.. يجلس على كرسيه ولا يفارق الجوال يديه ويتحدث إليك بطرف شفتيه.. وحرصت أن يكتب لي الأسعار بنفسه في وريقة أعطاني لها وهو مازال ممسكاً بالجوال وكأن الذي أمامه مجرد ساعي عنده أو حمّال.. وأردف قائلاً: شوف يا إبن النيل دي أسعار السعودية ولو كنت عاوز البضاعة (بكسر الباء) في السودان لازم تدفع ألف ريال قصاد كل مكيف..!! أي والله.. وتعالوا نحسب ونعد: حسب قائمته فإن المكيف 4000 وحدة بسعر 1060 ريالا.. زائد ألف ريال (بتاعة أيه مش عارف) يكون 2060 ريالا.. ولأن سعر الريال يومها 1.6 جنيه يكون سعر المكيف عند الاستلام في السودان (ومش معروف يمكن تكون هناك رسوم تانية أقلها رسوم تحميل) 1.6 × 2060 = 3296 جنيهاً. وفي السودان حوالي الألفي جنيه.. وبرضه يقول ليك وفر العناء والمصاريف الإضافية.. وهل شحن المكيف الواحد للخرطوم يساوي ألف ريال؟!. طيب يا أخوانا تعالوا معانا لسوق السجانة بالخرطوم وبالضبط في المنطقة الغربية من السوق المحاذية للشارع العام شارع السجانة سيد الاسم.. عشرات الأسطوات والصناعية والصبية يصنعون مكيفات الماء من الألف للياء وعلى الأرض الجرداء والشرقانيات التي لا تكاد تقيهم من صيف ولا شتاء.. حتى البوهية يرشونها في هذا الجو (المهبب) بلا كمامات أو غطاء.. ومكونات مكيفاتهم هي التي تأتينا من الخارج سواء كانت صينية أو سعودية أو إيرانية وحتى يابانية.. والسعر لا يزيد عن الألف جنيه.. فصناعة مكيف الماء ما عادت تستدعي العبط وبيع الترماج في سوق اللُّبط.. أنا شخصياً دخلت تجربة سوق الله أكبر في السجانة والحمد لله شهادتي لهم.. تمام التمام وربنا يزيدهم ويدفع بهم إلى الأمام.. وسوى ذلك ليس عندي سوى أن أكرر: شوف ليك جنس عوارتنا..!!. زمام المبادرة: عطفاً على ما سجلناه هنا في آخر حلقة مع بداية رمضان الكريم بعنوان (أميون بشهادة سبدرات) حيث خلصنا إلى أن أمة اقرأ التي نحن منها لا تقرأ.. فقد شدني برنامج (زمام المبادرة) في قناة الجزيرة الذي عرض ضمن تفصيلاته مجموعة من السادة والسيدات من مختلف الأعمار في إحدى بلاد الشام (وأظنها لبنان) يلتقون دورياً وربما شهرياً وقد قرأوا كتاباً بعينه.. ولأنهم من مختلف التخصصات فإن المناقشة تكون ثرية جداً.. وبعدها يقترحون كتاباً ما للنقاش القادم.. وقد سرني أن كان من ضمن الكتب التي عرضت للنقاش كتاب (صائد اليرقات) للدكتور أمير تاج السر السوداني.. وبالتالي كان الحديث عن السودان وأدباء السودان المنسيين.. والمسألة في جملتها تشبه حلقاتنا ومنابرنا التي تركزت في الملعونة (السياسة) وليت الأديب الدكتور أحمد الصادق يتناول الفكرة من منطلق برنامجه الإذاعي خارج المكان لتكون شهرياً (مثلاً) مرة في صالون سبدرات أو الحبر نور الدائم أو إدريس البنا أو دفع الله الحاج يوسف.. دعونا نبدأ بالصفحة الأولى لنهزم الأمية. شطحة ترابية: بعد إنكاره لشهادة المرأتين مقابل الرجل.. وفي تأبينه للراحل الدكتور عبدالله سليمان العوض وبعد دفنه قيل أن الدكتور حسن الترابي قال ما معناه ليس هناك شيء إسمه (روضة من رياض الجنة) بالنسبة للقبر.. لأن القبر تراب وعظام ودود.. وقال لي آخر أثق في شهادته أن الدكتور الترابي قال (تكبيرة الإحرام في الصلاة لا معنى لها) فهل هذا قول صحيح يا دكتور؟.. وأتمنى لو أن حواراً أجري مع الدكتور الترابي ليفصِّل في هذا المعنى الذي يدخل فيه بلا شك (عذاب القبر) وسؤال الملكين وهل هي مسألة حسية أم معنوية أم أنها تدخل في ما لا يخطر على عقل بشر من تصور.. الخ.. ويبين لنا مسألة (تكبيرة الإحرام) التي هي فرض تبطل الصلاة بدونها... بل لا يمكن أن نقول الله العظيم بدلاً من الله أكبر. وما أحزنني حقاً وحيرني أن الدكتور عبد الله سليمان العوض الذي غاب عن الوعي سنين عددا وكان من المؤسسين لمنظمة الدعوة الإسلامية والوكالة الإسلامية للإغاثة وإلى آخره مما يعرفه أهل النظام لم يلق (التغطية) الإعلامية التي يستحقها بعد وفاته وقد سمعت نعيه في نشرة الساعة الثامنة كأي شخص عادي وربما جاء النعي الرسمي لاحقاً.. لم أسمعه.. فهل يا ترى تصنيفه على الشعبي – مثلاً - يمحو تاريخه السابق..؟! (إنا لله وإنا إليه راجعون). المعتمد العمدة: الأخ العمدة معتمد بحري.. الله يقويك.. مع ضربة البداية شهدنا الإنجازات.. وسوف نتابع معك.. وتعامل في حركتك الميدانية بمقولة شكسبير: I came, I saw, I conquered أو شفت وما جابوه لي وإتخذت القرار الما نَيْ الموجة 60: وبرافو للعملاق الأستاذ/ نجيب نور الدين.. أفضل توثيق إذاعي يعتمد عليه في تأريخ بناء السودان.