أبناء وطني بالمجلس العسكري، وأبنائي بتجمع الحرية والتغيير: وطنكم الغالي اليوم طريح الفراش بغرفة العناية المكثفة يئن من جراح غائرة متوسدا الصبر الجميل، محدقا فيكم أمله أن تضمدوا جراحه الدامية، خافوا الله في وطنكم المفجوع، وأحجموا عن تفشي أوبئة التصدع والتشنج والتمترس والاتهام الباطل. احتكموا لصوت العقل، وتجربة الحكماء، ومبادرات الوسطاء، عضوا عليها بالنواجذ، فهي كرت مفيد ونافع للوطن. أزيلوا حاجز عدم الثقة mistrust, بقبول ما يريده الطرف الآخر تضحيةً وتنازلاً قسرياً من أجل بقاء الوطن، وإنقاذ سفينته من غرق محتوم. وبوصول مركبة الوطن إلى مرفأ الأمن والأمان، ستطبعون البسمة العذبة الندية على ثغر الشعب السوداني، وستجد أسماؤكم مساحة رحبة بلوحة الشرف الذهبية بذاكرة الوطن مع عظماء وأفذاذ سلفنا الصالح. ولكن إذا لم تضعوا نصائحي وخواطري هذه نصب الأعين فهي بمثابة "خارطة طريق"، فإن حدتم عنها فستفقدون البوصلة، وتضلوا الطريق. وسيحل بكم غضب ولعنة الشعب المكلوم. ويومها سنقف جميعا نحن شعب السودان هائمين حائرين على الضفة الأخرى من النهر نشكو حالنا، وبمنأى وبعيدا عنكم. أبنائي الثوار: كونوا مجلسكم القيادي، من العناصر الشابة القوية الأمينة، أكرر الشابة، بعيدا عن الحرس القديم، كهول السياسة وكهنة الأيدولوجيات المفزعة. حتى لا تصابوا بغثيان الندم والخسران: "أبعدوا عن الشر وغنوا له". استعينوا بالخبراء، واستأنسوا بآراء ذوي الخبرة والممارسة عند وضع الرؤى والخطط والبرنامج العام. هبوا أبنائي لخوض التفاوض رغم العثرات من أجل بقاء الوطن. كسبا للزمن، أودعوا شروطكم العادلة منضدة التفاوض . ويمكن أن تكون أولى مهام الحكومة المدنية. غضوا الطرف عن كل ما يُعيق عملية التفاوض negotiations، من انفعال، تلكؤ أو إبطاء، حتى لا يجرفكم التيار فتغرق سفينتكم في بحر التيه والضياع. تجنبوا الغرور السياسي : political arrogance الذي كان سببا في زوال دولة الطاغية المخلوع. أملي ألا يطول انتظارنا لاستقبال الفرحة الكبرى مع زغرودة "الكنداكة" دعني أتفاءل.