الترشيحات توالت بعدها من بعض أعضاء المؤتمر فكان محمد الأمين خليفة أول من برز في القائمة، قبل أن تعلق المنصة بأنهُ سبق وتم ترشيحه لشورى الأمانة وانسحب.. العنصر النسوي لم يغب عن ذاكرة المؤتمرين فكانت د.نجوى عبد اللطيف أولى المرشحات التي لم يكتمل لها الاستمرار.. أبرز الأحداث ولعلها المفاجأة كانت في إعادة ترشيح السنوسي من داخل المؤتمر لكنهُ جدد انسحابه لصالح علي الحاج لتعلو بعض الهتافات والبكاء. سادت بعد ذلك حالةٌ من الصمت ليطالب الأعضاء بقفل باب الترشيح والتصويت إلا أن المنصة اعترضت على ذلك لأن الفرصة ما زالت مفتوحة لتسمية مرشحين، وطالبت المنصة من لم تكن لهم رغبة بالترشيح التزام الصمت وقال: نريد أن نمارس الديمقراطية وأن يعبر الناس عن أنفسهم وعلق بالقول: "ما بتعرفوا الاعتصام؟ ما عايزين ترشحوا أقعدوا، إقفلوا الترشيح بعدم رفع الأيدي"، توالت الترشيحات بعد ذلك إذ تمت تسمية آدم الطاهر حمدون، الناجي عبد الله (الذي امتنع فيما بعد عن الترشح)، من قبل بعض الأعضاء ولم يكن هناك مثنٍّ على تلك الترشيحات، وقبل أن يقفل باب الترشيح وقف أحدهم ليرشح كمال عمر لكن حالةً من التهكم سرت بين بعض الأعضاء، فيما أنبرت عضوةٌ أخرى لتقول: "شيخ حسن مات، ما معناها ما في بديل".. وفيما كان مقررًا أن يكون التصويت سريًا إلا أن منصة المؤتمر عدلت اللائحة وفق القانون الذي يشير إلى أنهُ إذا توافق أهل المؤتمر على عدم سرية التصويت فسيكون مباشرًا. تصويت تحت أصوات التهليل والتكبير باتت النتيجة واضحة للعيان بترجيح كفة د. علي الحاج، وذلك على قلة المصوتين لعبد الحفيظ وثريا، أمسك د. إبراهيم عبد الحفيظ المرشح الثاني للحزب بمايكرفون المنصة مخاطباً أعضاء المؤتمر، أنه لم يتمنَّ العمل تحت رجل قط عدا رجلين يمكن أن يعمل معهما وهو في غاية السعادة أولهما الشيخ الراحل حسن الترابي، والآخر علي الحاج، ليسرد بعدها علاقته بالأخير قبل المفاصلة، وعلت الهتافات داخل القاعة.. بينما طالب نفرٌ من الحضور بحسم النتيجة بالإجماع لأن الأمر أصبح واضحاً، قبل أن يعترضه آخرون مطالبين بأن يمضي الانتخاب إلى نهايته ليحقق الحزب الديمقراطية التي دعا لها، مشيرين إلى عدم السماح لإبراهيم عبد الحفيظ، وثريا يوسف بالانسحاب إلا بعد حسم النتيجة للعلن، وطبقاً لمعلومات (السوداني) فإن د. علي الحاج حصل على "890" صوتاً من جملة (905) صوتاً، وحصل إبراهيم عبد الحفيظ على (14) صوتاً، و حصلت ثريا يوسف على صوت واحد، وكان العدد الكلي لأعضاء المؤتمر (1000) عضو تغيب منهم (95) . وعقب فوز علي الحاج ضجت القاعة بالتكبير والتهليل، وربما لا يسلم مرشح من توجيه سهام النقد إذ علقت إحدى عضوات المؤتمر الشعبي قائلة: "تقدم السنوسي وعلي الحاج في السن" لماذا لا يفسحوا المجال للشباب؟ ثم باغتت (السوداني) بالسؤال قائلة: "علي الحاج كبر" هل بيقدر..؟ بعد أن تم انتخاب علي الحاج أمينًا عامًا للمؤتمر الشعبي بالإجماع فتحت أبواب القاعة أمام الإعلاميين وعلى الرغم من مقاطعة المنصة لأسماء حسن الترابي إلا أنها تحدثت في اعتراضٍ واضح قائلة: أتينا في المؤتمر لسببين قرار المشاركة واختيار الأمين العام، لماذا لم تعرض حيثيات قرار المشاركة في الحكومة؟ صحيح هذا ما أتينا لأجله لكن لدينا آراء وأهداف أخرى. ولم تسمح المنصة لأسماء بإكمال حديثها. وقبل أن يأتي الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج قدم القيادي ب(الشعبي) الناجي عبد الله كلمتهُ وقبل أن يصعد على المنبر أبدى بعض الأعضاء تحفظهم "لا نريد كلمة الناجي بل كلمة الأمين العام"، بالمقابل أشار الناجي عبد الله لدى حديثه أمس إلى عدم رغبته في تعكير صفو هذا اليوم، معتبرًا أن الهيئة اتخذت قرارًا بالمشاركة مبديًا ثقته في علي الحاج، وأضاف: نحن نوكل الأمر لهُ سواء بالمضي أم التحفظ أم عمل ما يلزم وهي أمانة في عنقه. علي الحاج ...كلمات أول خطاب ابتدر الأمين العام ل(الشعبي) علي الحاج حديثهُ قائلًا: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)، معددًا مآثر الراحل الترابي، مشيرًا إلى أنهُ لم يأت لينقض أيّ قرار اتخذتهُ القيادة من قبل مؤمنًا عليها، وتابع: هذا ما قلتهُ للسنوسي وأقولهُ لكم، لافتًا إلى أنه سيكون وفيًا لوحدة الحركة الإسلامية، ووحدة السودان، مؤكدًا حاجة البلاد للسلم، وأضاف: صبرنا سنين على الحوار وسنصبر على مخرجاته ونلتزم بها، نافيًا الخروج عنها، معلقًا "نخرج عن شنو، ونتحاور مع منو تاني؟"، وقطع الحاج بأن هناك إشكالات لكن سنصبر، فالعالم الخارجي لهُ أجندته. وأوضح الأمين العام ل(الشعبي) المنتخب بأنهم ليسوا طلاب سلطة، واضاف: هناك من قرن قراراتنا بوجود صفقة، نحن فقط نطالب بالحريات، فالمؤتمر الشعبي تأسس في حالة طواريء، واستمر في حالة طوارئ، والآن هناك طوارئ. وأكد علي الحاج مجددًا تمسك الحزب بالحريات والحكم الاتحادي ومعالجة القضايا الاقتصادية والمجتمعية. ذكريات وآلام المفاصلة لم تبارح ربما عضوية (الشعبي) أو مراراتها ومع ذلك سعى علي الحاج للتذكير بها مضيفاً: أعاهدكم بأن أظل على العهد فليست هناك نية لمفاصلة أخرى بل وحدة. المؤتمر العام .. أبرز التوصيات على الرغم من تباين وجهات النظر بين أعضاء المؤتمر العام لحزب المؤتمر الشعبي حول المشاركة، ورغبة العديد منهم في الالتحاق بإخوان الأمس إلا أن هنالك من يتوجس من الرجوع لمربع الصراع بين الأخوين مرة أخرى حال رفض (الشعبي) للمشاركة في الحكومة المقبلة والعودة إلى مربع المعارضة من جديد، فيما خرج المؤتمر بعدة توصيات والتي أجازها الحزب في مؤتمره العام، إذ دعا حزب المؤتمر الشعبي للعمل على وحدة السودان وتجنب التمزق وجمع أفئدة السودانيين وتقوية رتق النسيج الاجتماعي، وإصلاح ذات البين لتجاوز الخلافات القبلية والمجتمعية والانحياز إلى الشعب والمطالب خاصة الملحة منها، بجانب العمل على إصلاح المجتمع والحياة العامة ورشدها حسب هدى الدين والأخلاق وخاصة في شريحة الشباب، والعمل على إعمار الصلات مع الجنوب شعباً وتكوينات سياسية ومجتمعية، راجيًا تحقيق وحدة طوعية بعد الانفصال وإخاء صادقا بعد تجاوز وتباعد وتشت، بالإضافة لمواصلة الاتصال بالقوى السياسية والمجتمعية لتوسيع وصف المنظومة الخالفة وتوحيد وتنسيق الرؤى حول إصلاح أزمة السودان . المنظومة الخالفة وتقرير المؤتمر العام المؤتمر العام كأعلى سلطة تشريعية أجاز توصية الأمانة العامة في مشروع المنظومة الخالفة وهي " تفويض الأمانة العامة للإنطلاق العلني للمنظومة الخالفة المتجددة" وفق هواديه المرسومة متى ما قدرت أن انفرجت الحريات واتسعت واتجه الجمهور للانتظام في ولاءات أو عامة (تحيا) أو مبتدعة يروج لها، بجانب مواصلة التبشير بها المستهدفين والمحافظة على (سيريتها) . (السوداني) تحصلت على نسخة من تقرير الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الذي أقر إعادة صياغة البرنامج العام للحزب لمواكبة مرحلة الانتقال، تمهيداً للمنظومة الخالفة إن انفرجت الحريات -بحسب البيان ولفت التقرير إلى وضع التدابير والترتيبات الصالحة لفترة الانتقال والمشاركة في الحكم ويكون الهم الأكبر هو عودة الديمقراطية عبر الانتخابات الحرة والنزيهة، إحكام البناء التنظيمي وتفعيل العضوية تماشياً مع حاجات المرحلة، إضافة لتقوية الصلات التنظيمية بين المركز والولايات وتطويرها لتواكب التقدم التكنولوجي، ومعالجة الكسب في الطلاب والعمل على إنفراج الحريات في الساحات الطلابية وتطوير الخطاب الدعوي ليواكب مسيرة المؤتمر الشعبي، والعمل على استيعاب النساء في هياكل البناء التنظيمي للحزب، بجانب العمل على السعي الجاد لتحقيق أهداف المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات المناسبة في شأنها حسب التطورات والمواقف والأوضاع السياسية، وتقوية التحالفات وتطويرها لعلاقات استراتيجية. وجدد التقرير ضرورة العمل الجاد لإنفاذ مخرجات الحوار الوطني، وخاصة المتعلقة بالحريات والسلام ومعاش الناس، بجانب الاهتمام بقضايا المجتمع، وتطوير العلاقات بالحركات الإسلامية والشعوب والمنظمات المجتمعية ببلدانهم والتفاعل والتجاوب مع قضاياهم. الناجي عبد الله ل(السوداني ): من حق القيادة الجديدة أن تعيد النظر في المشاركة يعتبر الناجي عبدالله أبرز الرافضين لقرار المشاركة في السلطة، والعودة مرة أخرى لما قبل المفاصلة، الناجي أشار في حديثه ل(السوداني) إلى إنه كان وما يزال ضد المشاركة في الحكومة القادمة وأن قيادات الحزب لديها قرار سابق معلن بالمشاركة في الحكومة، لكنهُ استدرك: أتت قيادة جديدة وستكون هناك مؤسسات جديدة لها الحق في أن تتبنى نفس القرار أو أن تضيف عليه، أو تقوم بإجراء تعديل فيه أو تحذفه أو تجمد المشاركة حسب ما تتطلبه المرحلة المقبلة وتكتيكات السياسة ومتغيراتها، وأردف " لكل مقام مقال "، مشيرًا إلى أن الفكرة الأكبر للمنظومة الخالفة هي الحركة الإسلامية الشاملة لكافة أهل السودان، وتابع: نحن لدينا أمين جديد ونحن نثق في قراراته إذا قرر المشاركة فنحن نثق في رأيه لأنها ليست مشاركة من أجل السلطة بحسب قوله .